أخبار

HRW: تأثير نفسي مدمر للأوضاع المزرية بغوانتانامو

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: أوردت منظمة حقوقية دولية أن أكثر من ثلثي المعتقلين في سجن غوانتانامو العسكري، محتجزون في ظروف غير إنسانية لها تأثير مدمر على الصحة العقلية. ويلقي تقرير "هيومان رايتس ووتش" المكون من 54 صفحة تحت مسمى: "في الاعتقال وحدي: أوضاع المعتقلات والصحة العقلية في غوانتانامو"، بالضوء على "معسكرات" مختلفة حيث تحتجز الولايات المتحدة قرابة 185 شخصاً، من أصل 270، في زنزانات تخضع لإجراءات أمنية صارمة مماثلة لتلك المطبقة في سجون "سوبرماكس" رغم عدم إدانتهم بأي جرم.

ويقول التقرير إن احتكاك المحتجزين ببشر آخرين معدوم تقريباً، حيث يقضى المعتقل 22 ساعة من يومه داخل زنزانة ضيقة تفتقر للتهوية والضوء الطبيعي. وأشار أن إدارة المعتقل لا توفر التعليم للمحتجزين، وتمنحهم كتاب واحد، بجانب نسخة من القرآن، لشغل أوقاتهم.

وأوردت المنظمة في تقريرها أن ساعتي "الاستجمام" التي تتيحها إدارة المعتقل - والتي قد يتصادف منحها في منتصف الليل - يقضيها المعتقلون في زنزانات انفرادية لمنع تواصلهم مع المعتقلين الآخرين.

وقالت جينيفر داسكال، كبير مستشاري مكافحة الإرهاب بالمنظمة: "معتقلو غوانتانامو ورغم عدم توجيه أي تهم لهم، يحتجزون في ظروف أصعب بكثير من تلك المخصصة لأعتى المجرمين في الولايات المتحدة." وأضافت: "الإجراءات الأمنية لا تبرر احتجاز البشر في زنازين دون نوافذ 22 ساعة في اليوم لأشهر وسنوات.. دون فرص للتفاعل مع البشر، أو إجراء تدريبات بدنية أو تحفيز عقولهم."

وعلى نقيض المعتقلين في سجون "سوبرماكس" بالولايات المتحدة، وبينهم مدانون بالإرهاب، لا ينعم المحتجزون في السجن العسكري، بزيارات من أسرهم، وأتيح لقلة منهم إجراء محادثات هاتفية.

ويشير التقرير أن العديد من معتقلي غوانتانامو يعانون الاكتئاب، ونوبات قلق كما أصيب بعضهم بالهلوسة، متطرقاً إلى عدم تلقي طواقم الدفاع لردود بشأن مطالبهم بعرض موكليهم على أطباء نفسيين خارجيين وتحسين ظروف اعتقالهم.

وتزعم إدارة غوانتانامو أن تلك الزنزانات قاصرة على المعتقلين من أصحاب السلوك السئ، وأن خروجهم منها مرهون بتحسين سلوكهم، إلا أن "هيومان ووتش رايتس" انتقدت عدم وجود ضوابط أو قوانين تنظم هذا الإجراء.

ويسرد التقرير تفاصيل تجارب عشرات المعتقلين، الذين أمضوا سنوات في هذه الظروف غير الإنسانية، بينهم من تمت تبرئته استعداداً لإطلاق سراحه، إلا أن ترجيح تعرضه للتعذيب عند إعادته للوطن يحول دون تحقيق ذلك.

كما يصف التقرير تجارب المعتقلين: محمد جواد ومحمد القرني - اللذان كانا في سن المراهقة لدى اعتقالهما، وأمضيا قرابة رُبع سنوات عمريهما خلف زنازين غوانتانامو. وبحسب التقرير، تناقل أن جواد أقدم مرة واحدة على الانتحار، فيما باءت محاولات القرني السبعة بالفشل.

وشددت داسكال قائلة: "غوانتامو يجب أن يغلق، وفي النهاية سيطلق سراح العديد من معتقليه، إلا أنه ليس من الحكمة احتجازهم في أوضاع كهذه لها تأثير مدمر على الصعيد النفسي ولن تولد سوى الكراهية ومشاعر العداء تجاه الولايات المتحدة على الأمد البعيد."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف