أخبار

هل سينهي عباس بالحوار عامًا أسود مرّ على الفلسطينيين؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد سنة كاملة من سيطرة حماس على قطاع غزة
هل سينهي الرئيس عباس بالحوار عامًا أسود مر على الفلسطينيين!؟

نجلاء عبد ربه من غزة : مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحركة حماس بالحوار الفوري من اجل إنهاء حالة الإنقسام التي شارفت على سنة كاملة، أعادت الأمل من جديد لعشرة ملايين فلسطيني يعيش نصفهم خارج الأراضي الفلسطينية، وأبقت من في الداخل في حالة ترقب وإنتظار على أحر من الجمر في إعادة اللحمة الفلسطينية لما كانت عليه.

فقبل سنة وتحديدًا 14 حزيران من العام الماضي، سيطرت حركة حماس على قطاع غزة عسكريًا، وأسمته حينها بالحسم، بينما إعتبرته فتح إنقلابًا، فتاهت الأمور وتعقدت الأحداث بين هذا وذاك، وبقي الشارع الفلسطيني في حيرة من أمره حتى اللحظة، وتوقفت بسببهم عجلة الحياة السياسية، أو على الأقل ضعف المفاوض الفلسطيني أمام الإسرائيلي.

ويرى الكثيرون أن على حماس العودة عما تسميه الحسم العسكري، وبحسب فصائل فلسطينية يسارية، فإن القضية الفلسطينية عادت لعشرات السنين وراء، بينما تعتبره حماس بالنسبة إليها، هو حق شرعي في ظل تعنت أجهزة الأمن الفلسطينية في التعاون مع الحكومة العاشرة التي تزعمتها حماس بعيد فوزها في إنتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام يناير 2006م.

عناصر حركة فتح أو الشارع الفتحاوي، وهو أكبر شريحة مجتمعية فلسطينية بالنسبة لباقي الفصائل الفلسطينية، وقف حينها مذهولاً من هول ما رأى. ففي 14/6 قررت حماس بجناحها العسكري والذي يقدر أكثر من 10000 عنصر وقوتها التنفيذية حينذاك والتي كان عدد عناصر التنفيذية 6000 عنصر، إنهاء إقتتال بين الفينة والأخرى مع عناصر من حركة فتح ويعملون كذلك في أجهزة أمنية مختلفة، كان معظمهم من جهاز الأمن الوقائي، وهو ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة من إقتتال بين جهاز الأمن الوقائي وعناصر حماس. إلا أن عدداً من كوادر فتح أكدوا أن حماس كانت معنية بالسيطرة الكاملة على الشارع الغزي "قطاع غزة" كمرحلة أولى، وعزوا ذلك بإقحام كافة الأجهزة التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية في المشاكل الدائرة، بل وإستولوا عليها وعلى المؤسسات والوزارات.

وعلى الرغم ممّا حدث من حركة حماس، فإن اللوم بحسب القاعدة الجماهيرية التابعة لحركة فتح يبقى على كوادر حركتهم. وقالوا أنهم فروا من أرض المعركة تاركين جماهير وعناصر فتح في مواجهة طوفان حماس، واعتبروا أن سميح المدهون هو رمز الرجولة في فتح لأنه بقي صامدًا على الرغم ممّا حصل، ومنهم من ذهب إلى أن القيادي البارز محمد دحلان كان سببًا مباشرًا في سقوط فتح المدوي بسبب إعتماده على عشرات الكوادر التي سرعان ما رحلت إلى مصر والضفة الغربية في اليوم الأول من إشتداد الحرب الداخلية. إلا أن أحد القياديين المتواجدين في الضفة الغربية قال لـ إيلاف في إتصال هاتفي من هذا الإتهام.

وعزا ذلك أن حركة فتح لم تكن لمحمد دحلان فقط، فهي حركة شعبية تضم ملايين الفلسطينيين في جعبتها، ولا ذنب لدحلان إن كان قائدًا معروفًا. وطالب بترقيته على محاولة صد هجمات حماس المتكررة على السلطة الفلسطينية آنذاك، في جلس غيره من قيادات فتحفي البيت يراقب كأنه يعيش في بلد آخر.

ولم تفلح المبادرات الكثيرة من الفصائل الفلسطينية أو من الدول العربية لرأب الصدع بين هاتين الحركتين. وإستغلت إسرائيل هذا الإنقسام لتشدد الحصار على الفلسطينيين، بل وساعدها انشغالهم بمشاكلهم الداخلية على الاستمرار قدماً في سياستها الاستيطانية ومخططاتها العدوانية التي تستهدف القدس.

وجاءت دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى حوار فلسطيني لإنهاء الفرقة، فرحبت حركة حماس على الفور، إلا أن تباعد وجهات النظر بين أكبر فصيلين على الساحة الفلسطينية " فتح وحماس " إضافة إلى الضغوط الإقليمية والدولية، شككت العديد من المراقبين في الوصول إلى حل للإشكالية العالقة.

ورأي محللون سياسيون فلسطينيونالقتهم " إيلاف"أن المطلوب الآن من جميع الفصائل الوقوف جنباُ إلى جنب ومساندة دعوة الرئيس عباس لبدء حوار وطني يستند على المبادرة اليمنية، من أجل الخروج من الأزمة الداخلية، ودفع القضية الفلسطينية إلى الأمام.

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي رجب أبو سرية أن الفلسطينيون في مرحلة ثانية للحوار مختلفة عن سابقاتها ، فقد خاضوا سابقاً حوارات طويلة وتوصلوا إلى اتفاقات ، معتبراً أن الحوار للاتفاق على قضايا معينة لن يكون مجديا فالفلسطينيون في حالة انقسام ويجب وضع حل نهائي.

وقال"هناك العديد من المبادرات قدمتها جهات مختلفة داخلية وعربية ، وان المطلوب من الطرفين أن يضعوا إجابات واضحة على المبادرات التي تقدمت ليشرعوا بتشكيل لجان لتنفيذ هذه المبادرات".

وأشار إلى الارتياح الذي يسود جميع الأوساط بعد دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحوار قبل بضعة أيام ، ولكن في الوقت نفسه هناك تخوف من أن لا ينجح، معتبراً أن ما يعمق الانقسام هو التدخلات الإقليمية والتي كانت موجودة وواضحة جدًا .

ورأى أبو سرية أن مبادرة الرئيس حركت المياه الراكدة ولكنها بحاجة إلى دعم سياسي داخلي بالدرجة الأولى ورعاية وحضن عربي، مطالباً الفلسطينيون الذين اكتووا بنار الانقسام بالتحرك لدفع هذا الاتجاه الذي يتمثل بالوحدة. واعتبر أن المطلوب الأساسي هو حل مشاكل الفلسطينيين، فالحوار كان موجوداً سابقاً وكان الشعب يعاني ، نحن نريد أن يستمر الحوار طوال الوقت فهو مطلوب للاتفاق ولكن الأساس هو التخفيف عن الشعب وحل مشاكله .

الكاتب والمحلل السياسي يوسف صادق أبدى تخوفه من فشل توصل الأطراف المعنية لحل وسطي ينهي حالة الإنقسام، معتبراً أنها فرصة لن تتكرر إذا لم يتوصلا الطرفين لهذا الحل. وأوضح أن لمصر والعربية السعودية دورًا مهمًّا في دعم وإنجاح الحوار، لا سيما أن تصدير النتائج السلبية لهذا الحوار سينعكس بالدرجة الأولى على الشقيقة مصر.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي صادق أن الحل الحقيقي يجب أن يكون من خلال مظلة منظمة التحرير الفلسطينية تشارك فيه كافة الفصائل الفلسطينية بما فيه حركة الجهاد الإسلامي، والتي هي خارج إطار المنظمة حتى وقتنا الحالي، وليس من خلال حوار ثنائي بين حركتي فتح وحماس. وعزا ذلك عدم تلاقي أيدلوجيات الحركتين المتناحرتين، ولهذا العمل في تسيير حياة الفلسطينيين تحت سقف المنظمة كإطار ومرجع لجميع القوى والأقطاب الفلسطينية.

وأكد لـ "إيلاف" أن فشل الحوار يعني سقوط الجميع في الهاوية، فإسرائيل تتحين الفرصة للإنقضاض على غزة بوحشية، بعد عملية تبادل الأسرى وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ويبدو أن الرئيس أبو مازن يدرك حجم ما ستؤول إليه الأمور لاحقاً، ولهذا إستبق الأحداث وطالب بحوار يوصل الفلسطينيين لشاطئ الأمان ويوحد جهودكم للوقوف أمام إعادة إحتلال الأراضي الفلسطينية من جديد.

وتوقع صادق ان تتزامن الهجمات الإسرائيلية على غزة وإحتلالها بالكامل، مع حرب إقليمية قد تندلع بعد ضرب مفاعلات إيران النووية، ودخول حزب الله وسوريا وإسرائيل في حرب ضروس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف