حماس تضع شروطا للحوار مع فتح والتهدئة مع اسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
غزة: وضعت حركة حماس الخميس شروطا جديدة للتوصل الى تهدئة مع اسرائيل في قطاع غزة ولاستئناف الحوار مع حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. واعلن اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال "اولا لا بد ان نتفق على مبادىء للحوار (...) نتفق على مبادىء ثم اليات للتنفيذ".
واضاف هنية وهو قيادي بارز في حركة حماس في كلمة امام تجمع للنقابات في غزة "نقطة البداية الصحيحة هي الجلوس المباشر بين طرفي الازمة او الحوار الثنائي بين فتح وحماس على طاولة واحدة وليس عبر الوساطة (...) برعاية عربية ليست وساطة"، مؤكدا ان المشكلة مع حركة فتح وليس مع منظمة التحرير.
وشدد هنية ان "الاتفاق لا بد ان يكون حزمة متكاملة". وكان الرئيس محمود عباس دعا الاربعاء الماضي الى حوار وطني شامل لانهاء الانقسام الفلسطيني وهو ما اسرعت حركة حماس للترحيب به. وشكل عباس الاسبوع الماضي لجنة تضم اعضاء في منظمة التحرير لهذا الحوار الذي لم يعلن موعد انطلاقه.
واكد هنية ان الحوار يجب ان يتناول "كل القضايا والتفاصيل (...) الملف الامني والشراكة ومنظمة التحرير الفلسطينية والمؤسسة القضائية"، موضحا ان هذه القضايا "ظلت عالقة" بعد اتفاق مكة المكرمة الذي جرى التوصل اليه في كانون الثاني/يناير 2007 بين حركتي فتح وحماس برعاية العاهل السعودي المللك عبد الله بن عبد العزيز.
واشار الى ان حركته قدمت ورقة من عشر نقاط "تتحدث عن وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة واحترام الشرعيات واعادة بناء الاجهزة الامنية وحق المقاومة وتشكيل حكومة انتقالية لكل الوطن الفلسطيني (...) حتى الانتخابات المطلوبة على ان تكون نتيجة حوار وليس شرطا".
وتتصل نقطة الخلاف الرئيسية بين السلطة الفلسطينية وحماس باشتراط عباس العودة الى الوضع الذي كان قائما قبل ان تسيطر حماس على قطاع غزة في حزيران/يونيو 2007. لكن الرئيس الفلسطيني لم يأت على ذكر هذا الشرط في مبادرته لاستئناف الحوار.
من جهة اخرى، تحدث هنية عن شروط انجاح التهدئة مع اسرائيل في قطاع غزة. وقال "اذا (كان) هناك توجه نحو تهدئة لا بد ان يقابلها رفع الحصار ولا بد من تواريخ محددة لفتح المعابر (في قطاع غزة) ونوعية البضائع التي ستدخل للقطاع". واضاف "الشيىء المهم هو معبر رفح (الحدودي مع مصر) يجب ان يكون ضمن مشروع التهدئة".
وهي المرة الاولى تشترط حماس جدولا زمنيا لفتح المعابر في قطاع غزة وتحدد نوعية البضائع التي ستدخل القطاع، وذلك لارساء تهدئة مع الدولة العبرية. وكانت اسرائيل اغلقت تلك المعابر منذ سيطرت حماس على القطاع في صيف العام الفائت.
في المقابل، تربط اسرائيل فتح معبر رفح المغلق في شكل شبه دائم منذ حزيران/يونيو 2006 بالافراج عن الجندي جلعاد شاليط الذي اسرته حماس في 25 حزيران/يونيو من العام نفسه. واكد هنية ان المسؤولين في حركته "معنيون ان تنجح مصر بهذه الجهود للتهدئة (...) التهدئة تاتي في سياق حماية شعبنا ومصالحه".
ووصل عاموس جلعاد، المسؤول في وزارة الدفاع الاسرائيلية الخميس الى القاهرة للتفاوض مع المسؤولين المصريين حول شروط اتفاق تهدئة في قطاع غزة. وقررت الحكومة الامنية الاسرائيلية الاربعاء اعطاء فرصة للمساعي التي تقوم بها مصر، مؤكدة في الوقت نفسه الاحتفاظ بالخيار العسكري في حال استمر اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على بلدات جنوب اسرائيل.
واعتبر هنية ان الحديث عن عملية عسكرية اسرائيلية واسعة في قطاع غزة "يأتي في سياق حرب اعلامية وابتزاز اسرائيلي للشعب الفلسطيني وفرض شروط على التهدئة"، لكنه شدد على ان "اجتياح قطاع غزة بالنسبة لهم (الاسرائيليين) مغامرة غير محسوبة ولا يدركون اثارها ولا تداعياتها لا محليا ولا اقليميا".
ووسط تصفيق من الحضور، اشار الى ان الاسرائيليين وضعوا ثلاثة شروط للعملية العسكرية في شمال قطاع غزة في اذار/مارس الماضي وهي "اسقاط حكومة حماس وايقاف الصواريخ (المحلية) ووقف ما يسمونه التهريب، وباعترافهم (الاسرائيليين) لم يتحقق اي من هذه الاهداف وخرجوا من شمال القطاع. لذلك لجأوا للحديث عن التهدئة".
نتنياهو يدعو الى هجوم عسكري على حماس
الى ذلك اعرب زعيم حزب الليكود (معارضة يمينية) بنيامين نتانياهو عن رفضه القاطع للتهدئة مع حماس في قطاع غزة وعن تأييده لهجوم عسكري ضد هذه المنظمة الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة. وقال للتلفزيون الاسرائيلي انه لا ينبغي "السماح لحماس بتحضير هجمات جديدة ضد اسرائيل" من خلال تهدئة.
واضاف "يجب على الحكومة ان تأخذ زمام المبادرة والتحرك عبر استخدام القوات الجوية والبرية والبحرية ضد حماس (..) لا يمكن ان نظل رهائن غزة مدينة الارهابيين" في اشارة الى تواصل اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون انطلاقا من قطاع غزة على اسرائيل.
من جهة اخرى دعا نتانياهو الى اجراء انتخابات وقال "يجب ان تكن لدينا حكومة جديدة ب(صلاحيات) ولاية قوية ولا خيار سوى تنظيم انتخابات جديدة". وتنتهي الولاية الحالية في تشرين الثاني/نوفمبر 2010 غير ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مشتبه به في فضيحة مالية جديدة ما يهدد باجراء انتخابات مبكرة.
وتشير كافة استطلاعات الراي فان نتنياهو سيكون بالتأكيد فائزا في مثل هذه الانتخابات. وقررت الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة الاربعاء منح فرصة لجهود تقوم بها مصر للتوصل الى تهدئة مع حماس مع الابقاء على خيار القيام بحملة عسكرية في قطاع غزة. ووصل مسؤول اسرائيلي الخميس الى القاهرة للتفاوض مع المسؤولين المصريين بشأن اتفاق هدنة في قطاع غزة.