أخبار

توقعات بعدم حضور الأسد قمة اتحاد المتوسط

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق: رغم الاعلان الفرنسي بقبول الرئيس السوري بشار الاسد دعوة الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي لحضور قمة اتحاد البحر الأبيض المتوسط الأولى، الا ان محللا سوريّا توقع في حديث مع ايلاف عدم حضور الرئيس السوري القمة ، وقال " ان حضور الاسد اصبح ابعد احتمالا وخاصة بعد قمة طرابلس التي رفعت سقف الموقف العربي من الاتحاد المتوسطي واغلقت الباب امام أي احتمال لتحول قمة باريس لمناسبة للتطبيع مع اسرائيل من الباب الخلفي".
وشهدت العلاقات بين فرنسا وسورية نوعا من التحسن منذ اتفاق الدوحة الذي أفضى إلى انتخاب الرئيس اللبناني الجديد ميشال سليمان الذي تنظر إليه فرنسا كنوع من المساهمة الايجابية من دمشق بهذا الصدد وتوج التحسن باتصالات فرنسية سورية وزيارة وزير الثقافة السوري رياض نعسان اغا الى باريس . وقال ادهم الطويل في تصريح خاص لايلاف" لا شك ان العلاقات السورية الفرنسية، وقياسا الى اشهر قليلة مضت تشهد اليوم انفتاحا ملحوظا اكثر مؤشراته وضوحا على الارض، واعتبر ان الزيارة التي يقوم بها وزير الثقافة السوري الى باريس ، وهي زيارة جاءت بدعوة رسمية من نظيرته الفرنسية، كذلك تدل دعوة الرئيس نيكولا ساركوزي لنظيره السوري بشار الاسد لحضور قمة باريس لاعلان الاتحاد من اجل المتوسط ان التوجه الفرنسي نحو دمشق يأتي من اوسع الابواب..وهي دعوة سبقت بالاعلان عن ارسال ساركوزي مبعوثين رفيعين لديه الى دمشق الاحد المقبل،في زيارة ستضع النقاط على حروف صيغة العلاقات السورية الفرنسية المقبلة التي من المتوقع ان تشهد بسرعة مزيدا من الدفء والتوصل".
واضاف الطويل" انه في الاساس لم يكن بين باريس ودمشق الكثير من الخلافات حول قضايا المنطقة، لا في الملف الفلسطيني ولا حتي في الملف العراقي الذي حافظ الفرنسيون على اظهار موقفا مغايرا عن الموقف الامريكي منه، وحتى خلال اسوء مراحل تهور العلاقات السورية الفرنسية ظلت باريس غير معنية بالاتهامات الامريكية لسورية بتخريب الاوضاع الامنية في العراق".
واضاف ان الخلاف شبه الوحيد والاساسي الذي ازم علاقات البلدين كان الملف اللبناني الذي وضع دمشق وباريس خلف متراسين متقابلين ساخنين، اوصلهما حد القطيعة، وتبادل الاتهامات ..
واشار الى انه بصرف النظر عن صحة الاتهامات الفرنسية ضد سورية في الملف اللبناني ، تلك الاتهامات التي تساوقت مع مواقف واشنطن، فقد كان ساركوزي واضحا حين اكد ان اعادة مسار العلاقة مع دمشق مرهون بتحقيق تقدما في الازمة اللبنانية...ويبدو ان ساركوزي كان صادقا في ما قال..
وكان ساركوزي أعلن قطع الاتصالات مع دمشق نهاية العام الماضي, مشترطا أن تبرهن دمشق على رغبتها في التوصل إلى حل للأزمة اللبنانية. وهو ما اعتبرته دمشق حينها محاولة لتحميلها مسؤولية فشل باريس في حل الأزمة.
و راى الطويل انه كي لايتهم تحليلنا بالبساطة والسطحية ، فلابد من الاشارة الى ان ظروف اخرى غير الانفراج في الملف اللبناني ساعدت على سرعة باريس في اعلان انفتاحها على دمشق، ظروف تتعلق بمصير الاتحاد من اجل المتوسط، الذي يحرص ساركوزي ، وهو صاحب فكرته الاساسية، على ان ينطلق دون مشاكل تذكر وبحضور قادة اكثر عددا من الدول المتوسطية، واكثرها فاعلية مثل سورية، ذلك من اجل هدفين رئيسيين الأول استعادة مكانة فرنسا داخل اوروبا عبر اطلاق هذها الاتحاد ، وثانيهما ملاقاة انطلاقة المحادثات السورية الاسرائيلية بتهيء الاجواء "النفسية بين السوريين والاسرائيليين عبر قمة باريس التي تتأمل هذه الاخيرة ان يحضرها الرئيس بشار الاسد شخصيا...علما ان حضور الاسد اصبح ابعد احتمالا من قبل قمة طرابلس التي رفعت سقف الموقف العربي من الاتحاد المتوسطي واغلقت الباب امام أي احتمال لتحول قمة باريس لمناسبة للتطبيع مع اسرائيل من الباب الخلفي.
هذا وسيزور دمشق مبعوثين فرنسيين في 15 الشهر الجاري ،بينما اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إن "الرئيس بشار الأسد رد بالإيجاب على الدعوة التي وجهت إليه لحضور قمة اتحاد البحر الأبيض المتوسط الأولى التي ستستضيفها فرنسا في الـ 13 من شهر تموز المقبل.
وأضاف كوشنير إن "الرئيس الأسد ابلغ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن نيته قبول تلك الدعوة خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما قبل عشرة أيام تقريبا".
وكان الرئيس ساركوزي طرح مشروع الاتحاد المتوسطي في حملته الانتخابية في عام 2007 والذي يهدف إلى إقامة مشاريع مشتركة في الحوض المتوسطي، وان تكون الرئاسة مشتركة بين 27 دولة أوروبية و12 متوسطية, إلا أن هذا المشروع مازال يقابل حتى الآن بتحفظات من عدد من الدول الأوروبية والمتوسطية.
وتشير تقارير أن الرئيس نيكولا ساركوزي يحاول إعادة تطبيع علاقات بلاده مع دمشق, الأمر الذي ُيرى خروجا عن التماهي مع السياسية الأمريكية الرامية لعزل دمشق.
وخلصت القمة العربية التشاورية المصغرة حول المبادرة الأوروبية للتعاون بين ضفتي المتوسط "الاتحاد من أجل المتوسط" في ختام أعمالها الثلاثاء إلى ضرورة قيام التعاون على أساس الاحترام المتبادل وإيلاء إحلال السلام في الشرق الأوسط أهمية بارزة.
وقالت وكالة الأنباء السورية أن "القادة العرب أكدوا على ضرورة توحيد الموقف العربي إزاء المبادرة الفرنسية حول التعاون بين ضفتي المتوسط بما يتناسب مع مصالح الشعوب العربية".
وأجمع القادة العرب من خلال القمة, على أن "أي تعاون بين ضفتي المتوسط يجب أن يقوم على الاحترام المتبادل وأخذ مصالح الجانبين بعين الاعتبار وبشكل متوازن".
وترتكز فكرة الاتحاد من أجل المتوسط على توفير منطق تعاون بين الأطراف, وليس منطق اندماج, للتعاون في قضايا الأمن والهجرة والبيئة والطاقة المتجددة والحماية المدنية والتعليم والتكوين والثقافة وتمويل المشاريع، فضلا عن تنمية الدول الواقعة جنوب المتوسط.
وركز القادة العرب خلال أعمال القمة على "ضرورة إيلاء مسألة إحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وفق قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام أهمية بارزة في هذا التعاون".
كما دعوا إلى "مواصلة الحوار والجهود بين ممثلي شطري المتوسط للاتفاق على النقاط التي مازالت موضع خلاف في هذه المبادرة الفرنسية".
وتخشى دول عربية أن يعتبر الانضمام إلى هذا الاتحاد إلى جانب إسرائيل العضو فيه تطبيعا لعلاقاتها معها, بالإضافة إلى تحفظات تتعلق بالرئاسة المشتركة للاتحاد وموضوعي السكرتاريا والأمانة العامة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اعلام البعث بين ليلة
سعيد -

البارحة كانت شتائم اعلام النظام البعثي تشتم و تصرخ وتزعق وتتهم وتطبل ضد فرنسا لانها الاستعمار الجديد والتابع لاميركا وعدو العرب والعروبةواليوم سبحان من يغير الاحوال!

شحّاد ومشارط...
همام -

مثل عربي شهير ينطبق على المجموعة العائلية الحاكمة في سوريا. بلد معزول عربياً ودولياً، ومحشور في جميع الزوايا، مع إسرائيل أولاً في إطار مفاوضات غير متكافئة نظراً لهشاشة سوريا وضعفها الشامل. مع لبنان نظراً للهزائم التكرارية التي منيت بها مجموعة الشام في لبنان رغم المظاهر (غزوة الميليشيات السورية الأخيرة على بيروت ونتائجها الضبابية)، ناهيك عن المحكمة الدولية المهددة في الأفق. الأرجح لا بل الأكيد أن الأسد سيأتي إلى باريس عدواً وحتى زحفاً. هي مناسبة لم تكن سوريا لتحلم بها اليوم. أما التطبيع مع إسرائيل، فزيادة على زيادات، حيث أن المجموعة الحاكمة في سوريا ما زالت على قيد الحياة إلا بفضل حماية ودعم إسرائيل، وهي مدينة لإسرائيل بالبقاء. لكن ما يمكن أن يخيف الأسد، هو الأجواء المستحقرة له بل العدائية له في فرنسا، في الرأي العام والإعلام وغالبية الطبقة السياسية الساحقة على السواء. وقد يترتب عليها إهانات علنية، كعدم السماح له بالظهور في ظروف معينة، تحاشياً لردود فعل رافضة لوجوده. وللتذكير، هذا بالذات ما منعه من زيارة بيروت بعيد انتخاب سليمان رئيساً، وقد حذرته إيران بالإمتناع عن زيارة بيروت، فامتثل وانصاع.