القوى الكبرى تقدم عرضا سخيا لإيران في النزاع النووي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وصول خافيير سولانا الى طهران طهران: قال خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية للإتحاد الاوروبي انه سيقدم يوم السبت عرضا سخيا لإيران يهدف الى تسوية نزاع متفاقم بشأن طموحاتها النووية ساهم في ارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية. ووصل سولانا الى طهران في وقت متأخر اليوم الجمعة ليسلم مجموعة الحوافز وهي نسخة منقحة اتفقت عليها القوى الست الكبرى الشهر الماضي لاقناع ايران بوقف العمل الذري الذي يخشى الغرب انه يهدف الى صنع قنابل.
ويقول سولانا انه يأمل بأن يبدأ عملية جديدة لحل مواجهة مستمرة منذ وقت طويل بالوسائل الدبلوماسية. لكن نظرا لان الجمهورية الاسلامية لا تظهر أي بادرة تراجع بشأن برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في انه يهدف الى صنع قنابل نووية فقد أقر سولانا بأنه "لا يتوقع معجزات".
وقال سولانا في بيان اليوم "أتوجه الى طهران لتقديم عرض سخي وشامل." وأضاف "أثق في امكانية تغيير الوضع الراهن .. عرضنا جيد لمستقبل ايران ومستقبل الشعب الايراني." وفي اطار المساعي لتصعيد الضغوط كجزء من دبلوماسية الترغيب والترهيب حذرت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي المؤلف من 27 دولة من فرض عقوبات جديدة اذا لم توقف طهران تخصب اليورانيوم.
واستبعدت ايران حدوث ذلك قائلة ان أنشطتها النووية تهدف فقط لتوليد الكهرباء حتي تتمكن رابع أكبر دولة منتجة للنفط من تصدير النفط والغاز. وأبلغ اية الله أحمد خاتمي عضو الهيئه الرئاسيه لمجلس الخبراء وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية قوله "علي سولانا أن يعلم بأن ايران لن ترضخ امام طلبات الغرب المذلة."
وتقول ايران ان من حقها وفقا للمعاهدات الدولية ان تتقن دورة الوقود النووي بالكامل للاغراض المدنية سواء كان ذلك يتعلق بالتنقيب عن اليورانيوم أو تخصيبه. وهي تأمل في بدء اختبار تشغيل اول وحدة لتوليد الكهرباء تعمل بالطاقة النووية في بوشهر هذا العام. وقال دبلوماسي ان ايران قد تبدأ في اظهار موقف أكثر انفتاحا نظرا لان العقوبات الدولية بدأت تنال من اقتصادها الذي يبلغ حجمه 280 مليار دولار لكن من المستبعد أن تذعن لوقف التخصيب.
وأدى رفض ايران وقف تخصيب اليورانيوم الذي يمكن ان يوفر الوقود لتشغيل محطات توليد الكهرباء أو اذا جرت تنقيته الى مستويات أعلى يمكن استخدامه في صنع أسلحة الى فرض ثلاث مجموعات من عقوبات الامم المتحدة على طهران منذ عام 2006. وهونت طهران من شأن مثل هذه الاجراءات قائلة انها حصلت على ايرادات بلغت 70 مليار دولار من مبيعات النفط في العام الماضي. لكن محللين يقولون ان النزاع النووي يضر بالاستثمارات الاجنبية في بلد يكافح ايضا لكبح معدل تضخم سنوي يبلغ 25 في المئة.
ومن المقرر أن يلتقي سولانا بوزير الخارجية الايراني منوشهر متكي وكبير المفاوضين النووين سعيد جليلي يوم السبت لاجراء محادثات بشأن حزمة الحوافز التي اتفقت عليها في مايو أيار الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا. وفي بروكسل أفاد بيان للاتحاد الاوروبي أن المقترحات تهدف "الى حل المشكلات التي يثيرها برنامج ايران النووي مع المجتمع الدولي والدخول في علاقة طبيعية مع ايران في كل الميادين."
والمقترحات نسخة منقحة من عرض رفضته ايران في عام 2006 شمل التعاون النووي في الاغراض المدنية والتوسع في التجارة في مجالات الطائرات والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والزراعة. ورفض متكي شكوك الغرب بأن ايران تحاول اطالة امد العملية بينما تمضي قدما في أنشطتها النووية.
وأبلغ صحيفة لو موند اليومية الفرنسية "ايران لا تسعى لكسب الوقت ... ما يحركنا هو الرغبة في اقامة حوار."
ويرافق سولانا مسؤولون كبار من الدول الكبرى عدا الولايات المتحدة التي قطعت علاقاتها مع ايران منذ الثورة الاسلامية عام 1979. وقال الرئيس الامريكي جورج بوش هذا الاسبوع انه اذا امتلكت ايران اسلحة نووية فان ذلك سيكون بالغ الخطورة على السلام العالمي وان "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" في اشارة الى العمل العسكري كملاذ اخير لوقف برنامج ايران النووي. وكان قلق السوق من أن يفضي النزاع الى تعطل صادرات ايران من الخام قد ساهم في ارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية قرب 140 دولارا للبرميل مما يلحق الضرر بالولايات المتحدة وسائر المستهلكين.
وقال الدبلوماسي في طهران انه يعتقد ان عرض ضمانات امنية على ايران وهي فكرة طرحتها روسيا يمكن ان يساعد في الخروج من الطريق المسدود. وقال "هذه هي النقطة التي تهم حقا لايران. ماداموا لا يشعرون بالامان فانهم لن يتنازلوا." لكن الولايات المتحدة قالت الشهر الماضي ان القوى الرئيسية ليس لديها أي خطط لتقديم مثل هذه التعهدات الامنية لطهران.