العراق: تجاوزنا الخطر في الحرب على المسلحين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الأمم المتحدة: أبلغ وزير خارجية العراق مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة أن القوات العراقية والأميركية "تجاوزت مرحلة الخطر" في معركتها المستمرة منذ خمس سنوات مع المسلحين رغم ان التطورات الإيجابية لاتزال "هشة".
وفي كلمة أمام مجلس الأمن المؤلف من 15 بلدا قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان القوات الأمنية لحكومته باتت أفضل تدريبا وتجهيزا من أي وقت مضى. ويبلغ حجم تلك القوات الآن نحو 600 ألف وتتولى حماية نصف محافظات العراق الثماني عشرة.
وقال زيباري "جهودهم أكسبتهم ثقة وتعاون الشعب العراقي وبدعم من القوات متعددة الجنسيات تجاوزوا مرحلة الخطر في المعركة ضد التمرد والارهاب في العراق."
لكنه حذر المجلس من أن القوات العراقية "لاتزال غير قادرة بمفردها على تولي المسؤولية الكاملة عن الحفاظ على الأمن في كل الأراضي العراقية."
وينتهي تفويض الأمم المتحدة للقوات الدولية في العراق ومعظمها من الولايات المتحدة في 31 ديسمبر كانون الاول. وتجري واشنطن مفاوضات بشأن اتفاق أمني ثنائي مع العراق يغطي فترة ما بعد حلول أجل التفويض لكن العراق يقول ان محادثات الترتيب الأمني بلغت طريقا مسدودا.
وردا على سؤال حول ما اذا كان سيتم التوصل لاتفاق قال زيباري للصحفيين انه "يأمل (ذلك) لان العراق يحتاج الى هذا الاتفاق."
والعراق قلق أيضا بشأن فقد محتمل للحماية من دعاوى ضحايا النظام السابق بمجرد انتهاء تفويض الأمم المتحدة. ويقول دبلوماسيون ان مثل هذه الدعاوى قد تصبح عبئا ماليا خطيرا على العراق.
وتحدث زلماي خليل زاد سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة للصحفيين حول هذا الأمر بعد اجتماع مجلس الامن.
وقال "هناك عدة خيارات احداها بديهيا استمرار توفير الحماية (ضد دعاوى التعويضات)."
وقال فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الامم المتحدة انه من المهم وضع جدول زمني لانسحاب كل القوات الاجنبية من العراق.
واضاف ان أي اتفاق أمني أميركي عراقي جديد يجب الا "يتضمن وجود قوات اجنبية في العراق لاجل غير مسمى."
وقال ان هذا سيفضي الى "صدع يزداد عمقا في المجتمع العراقي" وهو ما سيقوض الحياة السياسية والامن في العراق.
وعارضت روسيا مثل فرنسا والمانيا غزو العراق في مارس اذار 2003.
وتحدث خليل زاد أيضا عن تحسن الوضع الأمني بعد خمس سنوات من إطاحة الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بحكومة صدام حسين.
وقال "من الواضح أن التطورات الايجابية الاخيرة للوضع الامني في أنحاء العراق كبيرة" مضيفا أن على بغداد بذل الجهد من أجل "حماية هذه المكاسب."
وقال خليل زاد ان على بغداد أن تحسن أداءها في ميادين منها توصيل المساعدة الانسانية والخدمات الاساسية الى العراقيين وتوفير فرص العمل ودفع عملية المصالحة السياسية الى الامام.
ومضى يقول "اجمالي عدد الحوادث الامنية تراجع الان الى أدنى مستوياته في أكثر من أربع سنوات رغم زيادة مؤقتة في العنف صاحبت عمليات الجيش العراقي الاخيرة في البصرة ومدينة الصدر والموصل."
وأضاف أن وفيات المدنيين من جراء العنف تراجعت اجمالا بنسبة 75 في المئة منذ يوليو تموز 2007 في حين تراجعت الهجمات الكبيرة مثل تفجيرات السيارات في مايو آيار 2008 لتنزل عن مستواها المنخفض السابق في عامين الذي بلغته في ديسمبر كانون الاول 2007.
وقال ان التفجيرات الانتحارية لاتزال تمثل تهديدا وكذلك تدخل سوريا وايران جاري العراق. وكرر اتهامات الولايات المتحدة للبلدين بدعم أو امداد أو تدريب المسلحين في العراق.
وقال زيباري ان ديون العراق تمثل مشكلة وناشد "اعادة النظر في التزامات العراق التعويضية التي زادت كثيرا .. على مدى العام المنصرم."
وأبلغ ابراهيم جمباري المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون بشأن العراق المجلس أنه يرى هو الآخر بعض الأسباب التي تدعو الى التفاؤل.
وقال جمباري "هناك حقا أمل جديد في أن يكون العراق حكومة وشعبا قد بدأ يتجاوز التحديات الهائلة والعمل سويا على اعادة بناء البلد بعد عقود من الدكتاتورية والاهمال والصراع."