الأنظار تتجه إلى دور سليمان مع إستمرار تعثّر تشكيل الحكومة اللبنانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: أسبوع جديد يطلّ والحكومة الأولى في عهد الرئيس ميشال سليمان لم تبصر النور بعد. وما أن يحلّ الرئيس المكلف فؤاد السنيورة عقدة حتى تبرز أخرى. ما بدأ يدفع إلى طرح أكثر من تساؤل عن حقيقة الازمة وجوهرها الذي يبدو انه يتخطى مسألة الحقائب السيادية والخدماتية الى "تصفيات" سياسية ابرز مستهدَفيها توزير الوزير الياس المر مجدداً، وربما حتى ابعد من الحسابات المحلية.
ووسط هذا التعثّر تتجه الانظار الى الرئيس الجديد ميشال سليمان والدور الذي سيلعبه اذا ما طالت الازمة، خصوصاً ان معظم "الفذلكات" السياسية المتعلقة بتأليف الحكومة تتناول الحقائب المعني بها بعد أن أعلنت الموالاة عدم تمسكها بحقيبة المال. وكان سليمان الذي انتقل امس للمرة الاولى منذ انتخابه الى بلدته عمشيت اكّد لزواره أن "الجو الذي يراه اللبنانيون الآن، من تجاذبات على الصعيد الحكومي، سيتغير بالتأكيد، وسيرتاح الشعب اللبناني، وهذا ما أطمئن الجميع إليه، فلا داعي لأن يخاف أحد". وأوضح المستشار السياسي للرئيس سليمان النائب السابق ناظم الخوري أن "اتفاق الدوحة كان واضحاً بالنسبة الى توزيع الحقائب الوزارية"، ولفت الى أن رئيس الجمهورية "لم يقل كلمته بعد، وهو بانتظار اتفاق الفرقاء السياسيين على توزيع الحقائب"، وشدد على أن الرئيس "منفتح على كل القيادات السياسية، وهو راعي المصالحة والحوار"، وقال ان "الرئيس مصر على التفاهم وعلى الوفاء بين الأطراف السياسيين لتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن(..)".
ولم تحل عطلة نهاية الاسبوع دون متابعته الملف الوزاري، وهو تلقى في هذا الاطار امس اتصالا هاتفيا من العماد ميشال عون الذي حضر نوابه عن قضاء جبيل عباس هاشم، شامل موزايا، ووليد خوري كل على حدى الى دارة العماد سليمان في عمشيت. وقالت مصادر مطلعة لـ"النهار" ان انتقال البحث في العقدة الناشئة عن مطالب العماد عون الى اطار المشاورات المباشرة بينه وبين رئيس الجمهورية قد يحمل دفعا لكسر رتابة المفاوضات، مع أن أي شيء مضمون لا يمكن الحديث عنه قبل بلورة طبيعة المخارج التي ستفضي اليها هذه المشاورات.
وفيما أفادت محطة "أو تي في" الناطقة باسم "التيار الوطني الحر" ليل امس ان الاتصال بين الرئيس سليمان والعماد عون أسفر عن اتفاق بينهما على لقاء وشيك، توقعت مصادر معنية بالاتصالات الجارية عبر "النهار" حركة اتصالات ولقاءات بارزة اليوم سيضطلع بها الرئيس سليمان الذي يبدو أنه بدأ يضطلع بدور فعال في دفع الجهود لتأليف الحكومة. وقالت هذه المصادر لـ"النهار" ان اتصالا مماثلا جرى امس بين رئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة والعماد عون ظل بعيدا من الاضواء. في حين اشارت مصادر السراي الكبير لصحيفة "السفير" الى ان اتصالا جرى أمس بين مستشار رئيس الحكومة الدكتور محمد شطح ومسؤول الاتصالات السياسية في "التيار الوطني الحر" المهندس جبران باسيل، وتم خلاله تبادل بعض الأفكار على خلفية اقتراح عون.
واعتبرت مصادر مطلعت لـ"النهار" ان الاقتراح الاخير للعماد عون ان يكون شرط اسناد حقيبتين سياديتين الى رئيس الجمهورية ان يتولاهما مسلم ومسيحي هو في حاجة الى توضيح، فاذا كان العماد عون يقصد ان الحقيبتين المتبقيتين اذا كانت حصة الرئيس حقيبة سيادية لمسلم وأخرى سيادية لمسيحي فان ذلك يثير تساؤلا عمن يتولى الحقيبتين الاخريين؟ فهل ستوزعان على الموالاة والمعارضة أم على المعارضة وحدها. وهل تحرم الموالاة أي حقيبة سيادية؟ لذلك ترى المصادر ان اقتراح العماد عون مبهم آملة في توضيحه في الساعات المقبلة.
ورأت أوساط مقربة من الرئيس نبيه بري عبر "السفير" ان اقتراح عون الاخير "جيد ومن شأنه أن يوفر مخرجا مقبولا للجميع بشكل متوازن ومدروس والسؤال المطروح هل الموالاة مستعدة للسير بهذا الاقتراح.. ان كانت النيات ايجابية فهذا الحل يؤكد ايجابيتها". وأكدت أوساط قيادية بارزة في المعارضة، لـ"السفير" أنها لا تمانع في أن يسمي رئيس الجمهورية وزيرا شيعيا إما لحقيبة الداخلية أو الدفاع، لكن السؤال ليس برسم المعارضة، بل برسم رئيس الجمهورية أولا، فاذا قرر تسمية وزير شيعي للداخلية فهل تقبل الموالاة بذلك، واذا قرر تسمية وزير شيعي للدفاع، فماذا سيكون مصير الياس المر وهل يقبل بحقيبة دولة فقط أو بمنصب نائب رئيس مجلس الوزراء، وما هو موقف الموالاة من تنحية المر عن وزارة الدفاع، وهل يمكن أن تبادر الى التعويض عليه بمنحه حقيبة اساسية من حقائب الموالاة وليس من حصة رئيس الجمهورية؟
وذهبت أوساط في الاكثرية الى الحديث عبر "النهار" عن اشتراطات غير معلنة تطرحها المعارضة ويخشى أن تزيد التعقيدات في وجه الولادة الحكومية. وقالت ان هذه الاشتراطات تتمثل في طلب عدم ادراج موضوع السلاح في الحوار المقبل، واخراج الوزير الياس المر من المعركة الانتخابية المقبلة واسناد حقيبة خدماتية لا سيادية اليه، وتعيين وزير للداخلية توافق عليه المعارضة سلفا، اضافة الى شرط عون اسناد حقيبتين سياديتين الى رئيس الجمهورية تكون واحدة منهما لمسلم. واعتبرت ان الطريقة التي تتعامل بها المعارضة مع العماد عون غير منصفة، وغير عادلة، فعندما يكون الظرف تصعيديا تضع المعارضة عون في الواجهة وعند اقتسام الحصص يحجز حلفاؤه حصصهم ويتركونه في مواجهة مع رئيس الجمهورية او مع رئيس الوزراء المكلف، فيما المنطق هو ان تكون حصة عون ضمن حصة المعارضة. وتضيف ان عون بدوره يناقض نفسه بنفسه، فمن جهة اتصل برئيس الجمهورية بعد انتخابه قائلا له ان "الامانة أصبحت بين يديك" وحين بدأ استحقاق تأليف الحكومة اندفع لتقليص حصة رئيس الجمهورية.
هذا، وأعربت مصادر معارضة عن استيائها من موقف الرئيس السنيورة وتخييره المعارضة بين حقيبتي الخارجية والمالية. ووضعت موقفه "في خانة تعطيل تشكيل الحكومة وليس تسهيلها، ولا سيما انه ينطوي على محاولة لاحداث صدوع في جسم المعارضة وكسر العماد عون". واشارت المصادر نفسها الى ان الرئيس بري الذي سبق واطلق قبل نهاية الاسبوع مواقف تستعجل تأليف الحكومة واعلانها قبل امس الاحد، عاتب الرئيس السنيورة خلال مشاركته في حفل زفاف كريمته، أمس الأول، في "البيال" على هذا الموقف. واعربت اوساط الرئيس بري عن اعتقادها ان الاسبوع الحالي، يجب أن يكون اسبوعا حاسما حكوميا، مكررة قول بري بان التاخير مضر للجميع، ولا يفيد احدا واكثر ما يتضرر هو انطلاقة عهد الرئيس ميشال سليمان. فذلك يشكل ضربة معنوية كبيرة للعهد الجديد. فيما نقلت مصادر مطلعة على موقف الرئيس سليمان توقعه حصول تطور ايجابي خلال الـ 24 ساعة المقبلة يمهد لحل الازمة الحكومية خلال ايام قليلة.
التعليقات
سليمان للجميع
حيدر -ان الرئيس هو لجميع لبنانين ليس فريق ضد اخر او طائفة على حساب طائفة فلذلك على الرئيس ان يأخذ 3 وزراء واحد ماروني واخر سني والثالث فليكن شيعي حتى نشعر بانه فعلا لكل اللبنانيين ولكن الرئيس يريد ان يرضي جميع الاطراف ولن يستطيع يجب ان يقف بوجه هذه الاطراف ويأخذ مواقف حاسمة وصارمة لان هذه الزعمات لا تعرف المحبة ومصلحة البلد بل مركزها ومصالحها الشخصية فوق كل البلد وفوق كل العلاقات فاليوم الجميع مقرب من الرئيس كما يوم جاء لحود الجميع رحب برئاسته ويوم تعارضت هذه المصالح الشخصية مع وجوده انقلبت عليه من كان موظفا لدى النظام السوري وحتى صهره المر وقف بوجهه فاذا بقي هكذا رئيس سليمان ياخذ كل فريق وكل زعيما ما يريد او يأخذ البلد الى الهاوية لذلك عليه ان يضرب بيد من حديد ودون رحمة جميع الاطراف والزعمات .
الوطن الحقيبة !!!!
شـــوقي أبــو عيــاش -أن المشاورات القائمة حول الحقائب الوزارية في لبنان على ما يبدوا أن الفرقاء يرمون كل معانات الشعب اللبناني وتضحياته وشهدائه خلف ظهرهم وتذكرني بما قاله الشاعر الفلسطيني محمود درويش : &;وطني ليس حقيبة , وانا لست المسافر&; وهذا القول لم يعقد حقيقة لا على الوطن فلسطين والشعب الفلسطيني ولا على الوطن لبنان والشعب اللبناني فالإثنان أصبحا وطنهم حقيبة وأصبحوا مسافرين في دنيا التشرد والإغتراب .
البديل
نعيم -بعد ان اختار سعد الحريري البديل عن لبنان واخذ يشيد المشاريع والمدن السياحية في الأردن يبدو ان الحل في لبنان يعارض مشاريعه الأستثمارية
الوزارة وقطعة الجبنة
حســون -إن الدور المميز لرئيس الجمهورية في تأليف الحكومة جعله نجماً سياسياً وطرفاً محايداً ومن هذا المنطلق يلعب فخامته(العسكري المنضبط) دور الحكم السياسي بامتياز. كان واضحاً أن هناك من يريد زرع طريق العهد بالأشواك والألغام السياسية تارةً عن طريق حزب الله وتارةً أخرى عن طريق مندوب المعارضة الجنرال عون. ولم يكن خافياً على أحد نية الجنرال في عرقلة انتخاب الرئيس من خلال الورقات الخمس البيضاء في صندوق اقتراع الرئيس سليمان ثم اعتراضه على شخص الياس المـر وزيراً للدفاع بعد أن أيقن أن المـر الأب لن يعود إلى الحظيرة السياسية العونية وأن الطلاق السياسي بينهما قد حصل فعـلاً. إذن ما البديـل ؟ وما هو التعويض الذي سيقبل به الجنرال عون بديلاً لأصوات المـر الأب الإنتخابية؟ يسعى الجنرال عون إلى زعزعة زعامة آل المـر في المتن من خلال اعتراضه على توزير المحامي العاقـل والمتّـزن الياس على رأس الوزارة السيادية الأولى على صعيد الوطن، وبذلك يكون الجنرال عون قد وضع نفسه بمواجهة مع الرئيس سليمان من جهـة ومع الرئيس بري من جهة أخرى إذ لا يحق للمعارضة الحصول على وزارتين سياديتين في الوقت الذي يتمسك الرئيس بري بوزارة الخارجية ! فما الذي يريده الجنرال عون تحديداً ؟يريد أن يثبـت للشارع المسيحي بشكل عام وللشارع الماروني بشكل خاص أنه ضحّى برئاسة الجمهورية في سبيل إعادة الحق المسيحي لأصحابه، وأنه من منطلق حرصه على لبنان وافق على التنحي عن منصب الرئيس في سبيل مكاسب تعود(بالخير على المواطن) من خلال الوزارات التي سيحصل عليها وبالتالي يعتبر الجنرال بأنه طُعِـن من الخلف نتيجة اعطائه وزارات غير خدماتية وغير سيادية. لقد حاول الجنرال عون لعب دور الحمل الوديع شكلااً والناقم مضموناً على الرئيس بري لاحتوائه الوزارات الأكثر ضمانة انتخابياً من خلال خدمات هذه الوزارات. لم يبرع الجنرال عون في إخراج اللاعب الشيعي من مقاربته الوزارية ولم يكن يدرك حجم ونفوذ الرئيس بري خدماتياً ومؤساستياً من خلال موقعه في الرئاسة الثانيـة، أراد الجنرال أن يتعامل معه من موقع (رئيس جمهورية متنحّي) لكنه لم يدرك أيضاً أن الرئيس بري يعمل لتعزيز حظوظه في رئاسة المجلس النيابي (القادم) على حساب كل المعارضـة الآنية والقادمة وإن فتح الباب مع مناصرين آخرين محتملين لن يكون بمنأى عن توجّه الرئيس بري، فقط لأن الجنرال أراد الإحراج وليس الإخراج فأصبح بين فكّي