المبعوثان الفرنسيان بحثا في حقوق الإنسان مع الأسد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دمشق: أشار مصدر فرنسي رفيع المستوى إلى أن لقاء الموفدين الفرنسيين جان دافيد ليفيت المستشار الدبلوماسي للرئيس نيكولا ساركوزي وكلود غيان الأمين العام لقصر الإليزيه، مع الرئيس السوري بشار الأسد تطرق إلى قضايا حقوق الإنسان والمعتقلين السياسيين في سورية ضمن جملة ما تم بحثه أمس الأحد.
وأوضح المصدر المواكب للموفدين الفرنسيين أن بحث ملف حقوق الإنسان مع الرئيس السوري تم في إطار تحسين العلاقة الثنائية بين البلدين وفي إطار ربط ذلك بالزيارة المرتقبة للرئيس الأسد لفرنسا للمشاركة باجتماع الاتحاد من أجل المتوسط والأعياد الوطنية الفرنسية منتصف الشهر القادم.
وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي "إن المبعوثين تناولا قضايا حقوق الإنسان، وأوضحا كيف أن اعتقال النشطاء السياسيين والمثقفين يشوه صورة سورية لدى الرأي العام الفرنسي خصوصاً والأوروبي عموماً". وأشار إلى أن "الرئيس الأسد كان واضحاً في رده على اقتراحات المبعوثين بأن هذا الأمر شأن داخلي لا ترغب سورية في النقاش به". وتابع المصدر "إن فرنسا لا تنكر أن هذا الأمر شأن داخلي، إلا أنها تعتقد أن مثل هذه القضية قد تضر بالعلاقات الثنائية بين البلدين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة".
وقال المصدر "رأينا خلال الأسبوع الماضي كيف تحولت دعوة الرئيس ساركوزي للرئيس الأسد إلى مثار جدال فرنسي ـ فرنسي، وسجال لدى الأحزاب الفرنسية ووسائل الإعلام الفرنسية، فالأسد برأي الرأي العام الفرنسي يضيق على الحريات، وهذا يضر بسمعة سورية، وهو أمر لا نرى أنه لصالحها"، بل "إن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي سيعود بالفائدة على سورية والنظام السوري والرئيس الأسد شخصياً".
وأعرب الدبلوماسي الذي فضّل عدم ذكر اسمه عن أمله بـ"أن يتجاوب الرئيس الأسد مع ما طرحه الفرنسيون في ملف حقوق الإنسان والحريات، وأن يقوم قبل زيارته المرتقبة لفرنسا بإطلاق سراح جميع أو بعض المعتقلين السياسيين والمثقفين كبادرة حسنة وخطوة نحو تغيير السياسة السورية في هذا المجال، وهذا الأمر إن طُرح من فرنسا فإنما يُطرح من بلد جار وصديق، ليس فيه إملاءات أو تهديدات".
وكان الموفدان الفرنسيان بحثا أساساً مع الرئيس السوري بشار الأسد جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، والملفات الإقليمية وعلى رأسها الملف اللبناني وعملية السلام السورية الإسرائيلية، فضلاً عن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط.
ووصفت سورية وفرنسا المباحثات بأنها "مفيدة وبناءة" في كافة المجالات، وأشارت إلى أن الطرفين اتفقا على ضرورة توطيد العلاقة الثنائية ومواصلة جهود التنسيق بين الطرفين من أجل إحلال سلام عادل وشامل في المنطقة والاستمرار في تشجيع اللبنانيين على تطبيق اتفاق الدوحة.
وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من توجيه الدعوة للرئيس السوري لزيارة فرنسا للمشاركة في اجتماعات الاتحاد من أجل المتوسط إلى جانب خمسين رئيس دولة وحكومة آخرين، وقوبلت هذه الدعوة بانتقادات غير مسبوقة في فرنسا.
وتدهورت العلاقات بين فرنسا وسورية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005، ووجهت الأولى للأخيرة اتهامات بالتدخل في لبنان وتعطيل التوصل إلى اتفاق بين اللبنانيين، الأمر الذي نفته سورية. وأعلن الرئيس ساركوزي نهاية العام المنصرم تعليق الاتصالات الثنائية رفيعة المستوى مع سورية على خلفية اتهامها بتعطيل الحل في لبنان، واشترط حل المشكلة اللبنانية لإعادة العلاقة إلى مجراها الطبيعي.