أخبار

مواقف متوقّعة لرايس في بيروت والجرح البقاعي يتقدّم على السياسة مجدداً

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت، وكالات: بعد ثمانية أيام على الدعم الفرنسي الرسمي للبنان الذي تمثل بزيارة تاريخية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى بيروت، تلقى لبنان البارحة جرعة معنويات جديدة وعالية عن طريق الوصول المفاجئ لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى مطار رفيق الحريري الدولي في محطة سريعة التقت في خلالها الرؤساء الثلاثة وقيادات "14 آذار" في قريطم قبل أن تغادر مساءً عائدة الى بلادها عبر إيرلندا. وأكدت رايس أثناء لقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين دعم واشنطن لرئيس الجمهورية "التوافقي" ولتشكيل حكومة وحدة وطنية بحسب قولها، الى جانب دعمها المؤسسات الديمقراطية والجيش اللبناني، وأشارت الى أن "الولايات المتحدة رحبت باتفاق الدوحة باعتباره الخطوة الأولى لحل الأزمة الطويلة في لبنان.

وفي حين امتنعت عن لقاء أي ّمن قوى المعارضة باستثناء الرئيس نبيه بري بسبب موقعه الرسمي كرئيس للسلطة التشريعية كررت رايس مواقف الإدارة الأميركية المتعلقة بـ"حزب الله" وسوريا، فوصفت الحزب بأنه ما زال بنظر بلادها منظمة إرهابية، فيما أعلنت أنّ سوريا ولبنان بلدان جاران، لكن العلاقات في ما بينهما يجب أن تحكمها مبادئ حسن الجوار، وهذا يعني أن يكون البلدان متساويين وأن يكون هناك تبادل للسفراء بحيث تكون العلاقات الديبلوماسية من الند إلى الند، كما هي بين كل البلدان ذات السيادة". وقالت رئيسة الدبلوماسية الأميركية: "يجب ترسيم الحدود بين البلدين، وهذا البند هو من واجب الأمم المتحدة".

وعلى الرغم من أنّ زيارة رايس الى لبنان حجبت الأضواء عما عداها من مواضيع سياسية مطروحة على بساط البحث، إلا أنّ عقدة تشكيل الحكومة لم تغب عن هذا النهار الدبلوماسي المهمّ، إذ حضرت الأزمة الحكومية في محادثات "الجنرالَين" سليمان وعون في القصر الجمهوري والتي كان سبقها اتصال هاتفي بينهما أول من أمس حدّدا فيه موعد اللقاء، لكنّ الاجتماع لم يفضِ الى نتائج إيجابية بسبب تمسك العماد عون بشروطه وطروحاته في ما يتعلق بتوزيع الحقائب الوزارية، ولكن من دون أن يقفل الباب في وجه الحلول، فخرج من بعبدا هادئاً ومرتاحاً في حديثه الى الصحافيين "على غير عادته"، الأمر الذي فسّره البعض أنّ هناك تقدّماً ولو خجولاً على خط المعالجات يتولاه رئيس الجمهورية شخصياً الذي كان طمأن اللبنانيين الأحد من منزله في عمشيت أن الحكومة ستبصر النور في وقت قريب وهي ستلبّي طموحات الشعب اللبناني بأسره.

الا أن الجرح البقاعي النازف ما زال يشكّل شوكة في خاصرة الوطن الذي يسعى الى إستعادة نشاطه وعافيته مع انطلاقة العهد الجديد، ويخشى في حال استمراره متنقلاً من محافظة الى محافظة ومن منطقة الى أخرى أن يقضي على آمال الناس وأحلامهم برؤية وطنهم يخرج من تحت رماد الفتنة اللعينة ليدخل مجدداً في متاهات النزاعات المسلحة الطائفية والحرب الأهلية، وما استجدّ منتصف ليل أمس في مناطق سعدنايل وتعلبايا ومحيطهما من اشتباكات عنيفة بين أنصار المعارضة والموالاة أوقعت قتلى وجرحى من الطرفين لا يبشّر بقرب عودة الحياة الطبيعية الى ربوع هذا الوطن، بل العكس فهو يطرح أكثر من علامة استفهام حول المستقبل والمصير في حال لم يتمّ ضبط هذا الوضع الشاذ بشكل جذري واللجوء الى "الكيّ" الذي هو آخر العلاج لمنع تفشّي الداء السرطاني الخبيث في جسم الوطن بأكمله.

وهذا رغم الحديث عن انه تم التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار صباحا اثر الاشتباكات التي وقعت فجرا حسبما قال النائب جمال الجراح. واوضح الجراح ان المواجهات حصلت قبل اتمام المصالحة بين اهالي بلدتي سعدنايل وثعالبايا التي كانت مقررة يوم غد. واوضح الجراح في حديث تلفزيوني بث على احدى شاشات التلفزة المحلية تعليقا على الاحداث التي وقعت في البقاع " كنا على قاب قوسين من اجراء المصالحة بين اهالي سعدنايل وثعلبايا وكانت الامور متجهة نحو التهدئة الى ان بدا اشتباك استخدم فيه مسلحون كل انواع الاسلحة الثقيلة". واشار الى ان الوضع في المنطقة بدأ بقصف مدفعي واستعمال الاسلحة الثقيلة والمتوسطة من قبل مسلحين متمركزين على تلال مشرفة على بلدة سعدنايل.

سليمان يستضيف قمة روحية

ويستضيف سليمان في 24 حزيران/يونيو قمة روحية للطوائف والمذاهب بهدف "تعزيز المصالحة الوطنية" كما افاد الثلاثاء مصدر ماذون من القصر الجمهوري. واوضح المصدر ان هذه القمة "ستجمع قادة كل الطوائف والمذاهب وتعقد الثلاثاء المقبل في القصر الجمهوري في بعبدا (شرق بيروت)". واضاف "هدفها تعزيز المصالحة الوطنية والتاكيد على تنوع لبنان وتعدديته". وتاتي هذه القمة فيما تسود اجواء احتقان مذهبي اسلامي خصوصا بين السنة والشيعة على خلفية ازمة سياسة بين الاكثرية الثنيابية والاقلية استمرت اكثر من عام ونصف.

لباريس علاقة بموقف رايس من مزارع شبعا

الى ذلك أعربت مصادر فرنسية رسمية عن ارتياحها للموقف الجديد الذي عبرت عنه رايس في بيروت أمس، واعتبارها أن الوقت حان لإيجاد حل لمزارع شبعا وفق مضمون القرار الدولي رقم 1701.

ولفتت هذه المصادر لصحيفة "الشرق الأوسط"، الى ان "ثمة علاقة بين الموقف الأميركي الجديد والمحادثات التي دارت في العاصمة الفرنسية يومي الجمعة والسبت بين رايس ونظيرها الفرنسي برنار كوشنير، وبين الرئيسين جورج بوش ونيكولا ساركوزي". وقالت: "موضوع مزارع شبعا سيكون على رأس الملفات التي سيناقشها الرئيس الفرنسي مع القادة الإسرائيليين في زيارته المقررة لإسرائيل وفلسطين في الأيام القليلة المقبلة".

ووفق المصادر الفرنسية، فـ"إن إسرائيل، ومنذ صدور القرار 1701 رفضت وبشكل منهجي التسوية التي طرحها لبنان وتبناها القرار 1701، لأنها ترفض إعطاء حزب الله نصراً سياسياً والسماح له بالقول إنه نجح في تحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا". كما رفضت المصادر الفرنسية التكهن بما ستقرره الحكومة الإسرائيلية لجهة الاستجابة للضغوط الدولية بخصوص مزارع شبعا.

وذكرت الصحيفة عينها ان مرافقين لساركوزي نقلوا عنه، خلال رحلة العودة من زيارته القصيرة الى بيروت، إقتناعه بكلام الرئيس ميشال سليمان الذي ربط رسميا بين سلاح "حزب الله" وتسوية موضوع شبعا مؤقتاً عبر وضعها تحت إشراف دولي. ويرى الرئيس ساركوزي أن حل موضوع شبعا هو "المدخل المطلوب لإراحة الوضع الداخلي في لبنان وولوج مرحلة نزع السلاح غير الشرعي، بما في ذلك سلاح حزب الله".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف