بدء التهدئة في غزة إعتبارا من صباح الخميس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة، غزة، وكالات: أعلن مسؤول مصري رفيع المستوى لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن إسرائيل والفلسطينيين إتفقوا على بدء المرحلة الأولى من التهدئة في قطاع غزة "اعتبارا من الساعة السادسة (03,00 تغ) بعد غد الخميس". وقال المسؤول المصري "في ضوء الرؤية المتكاملة التي طرحتها مصر لمعالجة الوضع الراهن، وافق الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي على المرحلة الاولى من هذه الرؤية والمتمثلة في بدء تهدئة متبادلة ومتزامنة فى قطاع غزة اولا اعتبارا من الساعة السادسة صباح بعد غد الخميس". ولم تعط الوكالة المصرية مزيدا من التفاصيل.
ولكن الاذاعة الاسرائيلية العامة كانت اكدت الخميس ان الدولة العبرية تود تخفيف اجراءات الحصار على مراحل ومن المتوقع في هذا الاطار ان تقترح في مرحلة اولى تخفيف القيود المفروضة على دخول المساعدات الانسانية الى قطاع غزة في حال وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل.
وقد تسمح اسرائيل في مرحلة لاحقة بدخول شاحنات البضائع الى القطاع في حال سجل تقدم في المفاوضات حول الافراج عن الجندي جلعاد شاليط. ومن المحتمل بعدها ان تعيد السلطات الاسرائيلية فتح معبر رفح المغلق منذ خطف شاليط، بشرط الافراج عنه.
وفي غزة قال فوزي برهوم الناطق باسم حماس "نحن في حماس ملتزمون ببداية التوقيت الذي ستضعه مصر لاطلاق التهدئة". واكد المتحدث "ان المباحثات حول التهدئة لم تنته ولكنها تسير بشكل ايجابي ونقترب من اعلان الاتفاق حول التهدئة". واضاف "من حقنا ان نرد على اي اعتداءات من العدوان الاسرائيلي حتى بداية اطلاق التهدئة". وقد قتل ستة فلسطينيين الثلاثاء في ثلاث غارات جوية شنها الجيش الاسرائيلي على ناشطين في قطاع غزة كما افاد شهود عيان ومصادر طبية.
وياتي الاتفاق على التهدئة بعد شهور من جهود الوساطة التي قام بها رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان من اجل التوصل الى صيغة مقبولة من الطرفين. وترغب اسرائيل في وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة على اراضيها وفي اطلاق شاليط بينما تطالب حماس بوقف كافة العمليات العسكرية الاسرائيلية ضد القطاع ورفع الحصار المفروض عليه من خلال فتح المعابر وخصوصا معبر رفح عى الحدودد بين مصر وغزة.
وكان أكد متحدث رسمي بإسم حماس أن مباحثات التهدئة مع إسرائيل توشك على الإنتهاء مشددا على أن الأمور "أقرب" لإعلان إتفاق تهدئة. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس "المباحثات بشان التهدئة تسير بشكل ايجابي وتوشك على الانتهاء" وتابع "نحن اقرب لاعلان اتفاق بهذا الشان (التهدئة) ما لم تحدث تطورات". واوضح ابو زهري ان التهدئة "تتضمن وقفا متبادلا لاطلاق النار (بين اسرائيل والفلسطينيين) ورفع الحصار وفتح المعابر وفق اليات محددة" دون اعطاء مزيد من التفاصيل.
واكد المتحدث باسم حماس ان موضوع التهدئة "منفصل عن قضية (الجندي الاسرائيلي جلعاد) شاليط" الذي اسر عام 2006 لدى مجموعات مسلحة فلسطينية بينها حماس. وقال مصدر قريب من المباحثات في القاهرة ان وفد حماس الذي يضم القياديين جمال ابو هاشم وخليل الحية والذي اجرى ضمن وفد حماس الذي يراسه موسى ابو مرزوق عضو المكتب السياسي للحركة مباحثات مع المسؤولين المصريين حول التهدئة سيصل غزة اليوم "على الاغلب".
فتح ليس لديها مانع في لقاء اي جهة في غزة
الى ذلك اكد حكمت زيد مبعوث عباس الذي يرئس وفد حركة فتح الذي يزور غزة الثلاثاء ان ليس لدى وفده اي مانع للقاء اي جهة في غزة في اشارة ضمنية الى حركة حماس، مؤكدا ان الرئيس عباس سيأتي الى غزة قريبا. وقال حكمت زيد القيادي في فتح الذي وصل الى عزة مع وفد الحركة آتيا من الضفة الغربية ان هدف الزيارة "توضيح مبادرة الرئيس ابو مازن من اجل اعادة اللحمة وتوحيد الصف الفلسطيني" معبرا عن امله ب"تعاون الجميع" في اشارة ضمنية الى حماس.
وفي رد على سؤال حول اذا ما سيلتقي الوفد مع قيادة حماس في غزة قال زيد "سنلتقي مع كل القوى الفاعلة في هذا البلد ومع اي جهة تريد اللقاء بنا لبحث اي قضايا". ووسط تصفيق شديد من عشرات الحضور اضاف ان الرئيس ابو مازن "في شوق كبير للمجيء الى غزة وسيأتي قريبا جدا ". واشار زيد الى ان مهمة الوفد تشمل ايضا"اللقاء مع الفصائل المنضوية تحت لواء هيئة العمل الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية واستطلاع الاراء وتوضيح مبادرة الرئيس".
من جهته قال مروان عبد الحميد القيادي في فتح "ليس لدينا نية لرفض اي لقاء" لكنه شدد ان الوفد ليس مخولا للحوار مع حماس. وكان مسؤول في حركة فتح طلب عدم ذكر اسمه قال في وقت سابق "لا يوجد في اجندة لقاءات الوفد القيادي في فتح اية لقاءت مع حركة حماس".
من جانبها قالت حماس على لسان المتحدث باسمها سامي ابو زهري انه "لا يوجد اي ترتيبات حتى الان للقاء بين وفد فتح وحماس". واشار ابو زهري الى ان زيارة وفد فتح لغزة "مرتبطة بعقد لقاءات داخلية للحركة ونحن وفرنا التسهيلات لتأمين هذه الزيارة". والزيارة هي الاولى لوفد من حركة فتح منذ سيطرة حماس على قطاع غزة قبل سنة. ووصل الوفد ظهر الثلاثاء عبر نقطة عبور بيت حانون ايريز.
الاسرائيليون يشككون بحصول تهدئة
وفي البلدات الاسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة والتي تتعرض لاطلاق صواريخ من قبل الفلسطينيين بدون توقف، قلة هم الذين يصدقون امكانية حصول وقف اطلاق نار دائم. وعند مدخل كيبوتز (قرية تعاونية) نير-عوز على بعد مئات الامتار من الحدود مع غزة، يشير ديفيد تزادوك بغضب الى حطام صاروخ يريد ان يقدمه للرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الذي يزور المنطقة الاثنين.
ويقول تزادوك (43 عاما) المزارع المقيم في عين هاشلوشا انه سئم الجهود الهادفة الى وقف اطلاق الصواريخ اليومية التي تتعرض لها قريته منذ حوالى اربع سنوات. ويتساءل "كيف يمكن ان تكون دولة تملك محطة نووية وطائرات حربية ودبابات غير قادرة على حماية مواطنيها"؟.
وبالنسبة اليه ولرفاقه الاربعة المحيطين به فان امرا واحدا هو بحكم المؤكد: ليس هناك اي فرصة لوقف الصواريخ عبر وقف اطلاق نار مع حركة حماس الاسلامية التي تولت السيطرة على غزة قبل سنة بالقوة. ويقولون جميعا "التهدئة؟ انها مزحة وخدعة".
وفي الاشهر الماضية سقطت عشرات قذائف الهاون على كل المنطقة ما حمل بالمزارعين مثل ديفيد تزادوك الى التفكير مرتين قبل التوجه الى الحقول. ويقول الكابتن شيزي دويتش مسؤول الدفاع المدني المكلف شؤون هذه المنطقة انه من المتعذر وضع نظام انذار مسبق في المستقبل القريب لان قذائف الهاون تسقط في اسرائيل بعد اقل من 15 ثانية على اطلاقها.
وعلى الصعيد الاقتصادي فان الوضع خلف ايضا عواقب كارثية. فالكثير من المزارعين تركوا حقولهم المتاخمة لقطاع غزة خوفا من القصف الفلسطيني ورصاص القناصة فيما اضطرت عشرات العائلات للاغلاق فنادقها الصغيرة.
ويقول موشيه شوستر مساعد مدير مصنع للبلاستيك في ايريز انه بسبب التاخر في تسليم المنتجات ونقص عدد الموظفين، تراجعت الطلبيات بنسبة 40% في السنتين الماضيتين. ويضيف وهو يقف على سطح المصنع المطل على منازل مدينة بيت حانون الفلسطينية ان "الناس يفرون بسبب الصواريخ (...) نحلم بحصول حل سياسي، ليس بالضرورة السلام، لكن على الاقل نوع من الاستقرار. للاسف انني اشك في ذلك".