القذافي يطالب بحكومة للاتحاد الافريقي "على الفور"

كوتونو: طالب الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بتشكيل حكومة للاتحاد الافريقي "على الفور"، وارجأ الى "وقت لاحق" فكرته عن الولايات المتحدة الافريقية. وقال القذافي في افتتاح القمة العاشرة لتجمع دول الساحل والصحراء الثلاثاء في كوتونو، "نعتقد ان من الضروري تشكيل حكومة الاتحاد الافريقي على الفور. والولايات المتحدة الافريقية تأتي في وقت لاحق، ولا تزال هذه الفكرة تحتاج الى مزيد من الدرس".

واضاف ان "حكومة الاتحاد لن تؤثر في اي حال من الاحوال على سيادة الدول. ويجب تشكيلها على الفور".

وخلال زيارته الى توغو قبل يومين، انتقد القذافي "الرجعيين والخونة الذين يخونون وحدة افريقيا". وكان القذافي الذي هدد في كانون الثاني/يناير بالانسحاب من الاتحاد الافريقي قبيل قمته العاشرة في اديس ابابا، اول من طرح هذه الفكرة، فيما تدعو اكثرية الاعضاء في الاتحاد الافريقي الى تعزيز الهيئات الاقليمية.

ووجه القذافي انتقادات حادة الى المنظمات الافريقية. وقال "انا شخصيا رئيس المغرب العربي، لكن هذا المغرب ليس موجودا سوى في الاسم". اما عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، فهي في رأيه "مجرد اسم".

ولم تنج مجموعة التنمية لافريقيا الجنوبية من انتقاداته، وقال انها "مجموعة من الدول الصغيرة التي تدور حول جنوب افريقيا وليس شيئا آخر. وهي لم تفعل شيئا من اجل شعوبها. ومجموعة التنمية لا تخدم الا مصالح جنوب افريقيا".

كما و انتقد القذافي مرة جديدة الاتحاد المتوسطي الذي يسعى الى انشائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، مؤكدا انه "سيحارب" هذا المشروع. وقالاذا كان الهدف من المشروع توحيد اوروبا وستة بلدان افريقية ضد قارتنا فهو مرفوض".

واضاف "في البداية، كان مشروع (الرئيس) ساركوزي اتحادا بين ستة من بلدان شمال افريقيا مواجهة للمتوسط وستة بلدان اوروبية مع واجهة متوسطية. كنا موافقين على تلك الفكرة. ثم اصبحت اوروبا كلها والبلدان الستة من شمال افريقيا ضد مصالحنا، وسنتصدى لهذا الامر".

وكان القذافي وجه انتقادات حادة الى المشروع قائلا "لن نجازف بتمزيق الوحدة العربية والافريقية"، وتحدث عن الاتحاد المتوسطي واصفا اياه بأنه "طعم" ويشكل "اهانة". ويأتي هذا الانتقاد الجديد قبل اقل من شهر على اطلاق مشروع الاتحاد المتوسطي في 13 تموز/يوليو في باريس.

وفيما كان المشروع الفرنسي الاصلي لا يضم الا البلدان الاعضاء في الاتحاد الاوروبي في حوض المتوسط، اضطر ساركوزي في اذار/مارس الى اشراك جميع البلدان الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بسبب معارضة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي قالت انها تتخوف من حصول انقسام في اطار الاتحاد الاوروبي بين دول الجنوب والشمال.

لقاء حول عملية السلام في ساحل العاج

على صعيد آخر، اعلن مصدر واسع الاطلاع في كوتونو، ان رئيس ساحل العاج لوران غباغبو بحث في عملية السلام في ساحل العاج في كوتونو مع نظيريه البوركيني بليز كومباوري والليبي العقيد معمر القذافي.

واضاف المصدر ان الرؤساء الثلاثة عقدوا اجتماعا مغلقا على هامش القمة العاشرة لتجمع دول الساحل والصحراء، وان العقيد القذافي طلب من الرئيس غباغبو "متابعة جهوده لتطبيع الوضع ومتابعة المسيرة نحو الانتخابات".

وقد تحدد موعد الانتخابات الرئاسية في ساحل العاج في 30 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل بعد تأجيلها مرارا. ووعد الرئيس غباغبو الذي تعرض نظامه لمحاولة انقلاب في ايلول/سبتمبر 2002، السبت الماضي بالقيام "بكل ما في وسعه" حتى تجرى الانتخابات في الموعد المحدد.

وسيلتقي بليز كومباوري الذي اضطلع بدور الوسيط في الازمة بساحل العاج، رئيس الوزراء وزعيم التمرد السابق غيوم سورو قريبا للحؤول دون حصول ما من شأنه ان يعرقل في اللحظة الاخيرة عملية نزع السلاح.

وعرض القذافي تمويل جزء من عملية نزع سلاح المتمردين اذا ما حصلت عرقلة ما.