غلعاد ناقش مع سليمان المرحلة التالية لإتفاق التهدئة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ترتيبات المعابر والمدى الزمني أبرز المسائل المؤجلة
غلعاد ناقش مع سليمان المرحلة التالية لإتفاق التهدئة
نبيل شرف الدين من القاهرة: عقب إعلان التوصل إلى اتفاق الهدنة بين حركة "حماس" الفلسطينية وإسرائيل، التي تبدأ اعتبارا من الساعة السادسة صباح غدٍ الخميس، وصل للقاهرة عاموس غلعاد رئيس الطاقم السياسي والامني في وزارة الدفاع الاسرائيلية، في زيارة قصيرة اجتمع خلالها مع عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية لمناقشة المرحلة التالية من اتفاق التهدئة والتفاصيل المرتبطة بها .
ورغم الإعلان السابق عن أن الهدنة ستستمر ستة شهور، فلم يشر مسؤولو الخارجية المصرية إلى الفترة الزمنية التي يمكن أن تستهدفها هذه الهدنة، وقال دبلوماسي فلسطيني في القاهرة إن الهدنة غير محددة بتوقيت زمني، غير أن ثمة اتفاقاً ضمنياً على أن إطارها الزمني سوف يحدد في ما بعد .
من جانبه قال حسام زكي المتحدث باسم الخارجية المصرية إن اللحظة الحالية هي للحديث عن تثبيت التهدئة بشكل متبادل ومتزامن، وأشار إلى أن الهدف المصري منذ البداية كان رفع الحصار عن قطاع غزة وتحقيق تهدئة في القطاع، تسمح بتركيز الانتباه على المسار السياسي التفاوضي، وبما يتيح تحقيق تقدم فيه واستعادة وحدة الصف الفلسطيني بعد الأحداث التي جرت العام الماضي"، على حد قوله .
وأوضح المتحدث المصري أن الجهد المصري وصل لهذه النتيجة بعد تحرك حثيث إلى نقطة اتفاق لأن يكون هناك تهدئة بين الجانبين تقوم على وقف الأعمال العدائية والعسكرية اعتبارا من توقيت محدد اختارته مصر وتم الموافقة عليه من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي .
وحول مواقف بقية الفصائل الفلسطينية تجاه هذه التهدئة أكد زكي أن كل الفصائل وافقت بالفعل، أما في ما يتعلق بموقف السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس من هذا الاتفاق قال حسام زكي ان السلطة قد أعطت اشارات من قبل على موافقتها على ذلك وتأييدها له .
مراحل ومعابر
ووفقاً لمعلومات مصادر أمنية مصرية فإن اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة، هو المرحلة الأولى في اتفاق طويل الأمد يتألف من ثلاث مراحل، تنتهي بإبرام صفقة لإطلاق سراح مئات الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت .
وحول موضوع المعابر ومعبر رفح ومدى الاتفاق بشأن ذلك أوضح حسام زكي أن الحديث عن المعابر يتطلب التفرقة أولا بين أمرين، الأول المعبر المصري وبقية المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل ولذلك فنحن نتحدث عن تخفيف الحصار الإسرائيلي التدريجي على القطاع وليس عن فتح المعابر، وهذا التخفيف التدريجي للحصار وفي لحظة ما عندما تتثبت هذه التهدئة يتم فتح معبر رفح الذي يسمح بعبور الأشخاص
وعن ضمانات لنجاح الاتفاق على الأرض، قال حسام زكي الناطق باسم الخارجية المصرية إن لدى كل طرف هواجسه حيال الطرف الآخر، ومصر لا يمكنها أن تقدم أية ضمانات للطرفين بأنه لن يكون هناك خروقات، وكل ما استطاعت مصر أن تقوله في هذه النقطة هو أن على الطرفين أن يحترما تعهداتهما، وأنه عندما يحدث ذلك سوف يمكن الحديث عن تثبيت التهدئة بما يتيح المضي قدما في تنفيذ بقية العناصر "التي تتركز على وقف الأعمال العسكرية والعدائية ويعقب ذلك تخفيف تدريجي للحصار على غزة ثم استكمال المفاوضات الخاصة باطلاق سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت وتبادل الأسرى الفلسطينيين" .
وعن مسألة المعابر في ضوء اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه قال زكي المتحدث المصري إن موضوع المعابر جزء من التفاهم الذي سعت إليه مصر وسوف يتضح كل شئ عندما يتم تثبيت التهدئة على الأقل في مراحلها الأولى .
وبالنسبة لامكانية استئناف الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني في مصر في المرحلة القادمة قال حسام زكي ان ذلك سيتم في اللحظة المناسبة .
وعن شرط إسرائيل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت في المرحلة الأولي من التهدئة قال حسام زكي إن إسرائيل كانت تريد أن يكون موضوع شاليت جزءاً لا يتجزأ من الصفقة الأساسية لوقف الأعمال العدائية، والتهدئة ولكن أمكن اقناعهم ألا يكون موضوع شاليت في المرحلة الأولي ولكن لاحقاً، متجنبا الحديث عن رقم الأسرى الفلسطينيين الذين يمكن اطلاق سراحهم مقابل الجندي الإسرائيلي .
وفي سياق رده على سؤال عما إذا كان تركيز الجهود على البعد الأمني سيؤثر على المفاوضات وتحقيق التسوية الشاملة، قال زكي ان أحد أهداف التحرك المصري هو أن تستعيد التركيز على المفاوضات لأن كل ما يحدث بشأن غزة من توتر وعنف لا يسمح بأن يكون التركيز على المفاوضات كما ينبغي وبالتالي فإن الجهد المصري أحد أهدافه هو محاولة استعادة التركيز على المسار التفاوضي .
التهدئة في غزة خطوة مهمة نحو تحقيق المصالحة الفلسطينية
الى ذلك اعتبر مسؤول في الجامعة العربية في القاهرة ان اعلان التهدئة بين اسرائيل وحماس يشكل خطوة مهمة نحو تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين. وقال هشام يوسف مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان "هذه التهدئة هي خطوة هامة من شأنها ان تمهد الطريق نحو تطوير الوضع السياسي على الساحة الفلسطينية".
واضاف ان "المصالحة تمثل الضمانة الحقيقية لتمكين الشعب الفلسطيني من مواجهة الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية". وللمرة الاولى منذ سيطرت حماس على قطاع غزة في حزيران/يونيو 2007، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس اخيرا الى اطلاق حوار مع الحركة من دون شروط مسبقة.