أخبار

رئيس الأزهر: طريق الحوار مع الفاتيكان غير ممهد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: قال رئيس جامعة الأزهر أحمد الطيب إن طريق الحوار مع الفاتيكان "غير ممهد"، بسبب بعض مواقف الكرسي الرسولي من الإسلام، ولكنه أيد محاولات بعض الجهات الإسلامية إطلاق حوار مع الفاتيكان، ورفض الطيب فكرة إقامة "معهد فقهي موحد" للشيعة والسنة، وذكر أن اقتراح فرض زكاة على الدول الإسلامية المنتجة للنفط لم يدرس بعد من قبل علماء الفقه الإسلامي. وتطرق الطيب في مقابلة مع وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى مسألة الحوار مع الفاتيكان.

وقال "ليس لدينا حوار مع الفاتيكان الآن ولكن لدينا حوار مع المعهد الكاثوليكي في فرنسا"، وذكر أنه اعتذر عن المشاركة في مبادرة الـ138 شخصية إسلامية التي وجهت رسالة إلى البابا بندكتس السادس عشر، بسبب "ضيق الوقت"، واستطرد الطيب "أرى أن الطريق غير ممهد بشكل كامل للحوار مع الفاتيكان لأن هناك مشاكل يثيرها الفاتيكان وتشكل عقبات على الطريق فمثلا التصريحات التي تصدر عن الفاتيكان انه لا حوار مع المسلمين إلا إذا تعاملوا مع القرآن على أنه نص يؤخذ منه ويتبدل ويحذف، وهذا كلام لا يشجع على الحوار لأننا لا نتعامل مع القرآن ككتاب مكتوب أو نص بشري بل هو نص مقدس وكلمة الله ولا يمكن أن تزول منه كلمة إلا يوم القيامة، ودون وضع هذا جانبا لا فائدة من الحوار".

وذكر الطيب من جملة الصعوبات أمام الحوار مع الفاتيكان "الأثر السيء الذي لازال في نفوس المسلمين من محاضرة بابا الفاتيكان بنديكتس السادس عشر في ألمانيا"، التي تعرض فيها للإسلام في العصور الوسطى واعتبرت مسيئة للإسلام، وقال الطيب "تناول البابا الإسلام بأوصاف غير حقيقية أساءت إلى المسلمين وهناك تصريحات كثيرة تصدر عن قداسة البابا ويبدو انه لا يحسب جيدا ردود الأفعال السلبية التي تترتب على هذه التصريحات"، على حد قوله.

واعتبر رئيس جامعة الأزهر أن العراقيل أمام الحوار مع الفاتيكان تأتي من جانب الفاتيكان فقط وليس من الجانب الإسلامي، وقال "لا عراقيل لدينا لأننا نعترف في صلب عقيدتنا بالمسيح عليه السلام وبالإنجيل الذي نزل على سيدنا عيسى ونعترف بالمسيحية وهذا جزء من طبيعتي وإيماني وأنا كمسلم أحاور أهل الأديان من منطلق ديني والمشكلة تأتي من الفاتيكان لأنهم لا يقدروننا". وأعرب الطيب في الوقت نفسه عن "تأييده" للمبادرات التي يتخذها مسلمون للحوار مع الفاتيكان واعتبر ذلك "ضروريا"، مثل رسالة الـ138 شخصية إسلامية التي وجهت إلى البابا واللقاء الذي سيتم مع هذه الشخصيات في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وتحدث الطيب، المفتي الأسبق للديار المصرية، عن العلاقة مع الشيعة وخاصة مع إيران، فقال "ليس لدينا مشكلة مع إيران وقد زارني مؤخرا علي لاريجاني (رئيس البرلمان الإيراني) والاتصال مستمر بيننا ولكن لدينا تحفظ على موضوع التبشير بالتشيع"، وأضاف "الأمور تسير إلى الأفضل من هذه الناحية". وانتقد الطيب حملات التبشير المسيحية والشيعية التي تعتمد على "إغراء الشباب بالأموال للتحول إلى المذهب الشيعي أو للتنصر"، وذكر أن "المسؤولين في إيران أنكروا علاقتهم بهذا النوع من التصرفات"، ورجح أن تكون "جزءا من التمويل الأميركي الذي يغذي التبشير بالمسيحية وغايته بث التفرقة"، على حد قوله.

وأوضح الطيب، الذي يترأس وفد علماء الدين الإسلامي المصريين إلى باريس، أنه غير مطروح إنشاء معهد فقهي موحد للشيعة والسنة، وقال "فقهنا هو فقه خلافي حتى في داخل السنة وأي محاولة لدمج الآراء المختلفة في مذهب واحد هي فاشلة"، وأضاف "لماذا، وهذا أمر يسر ورحمة أن يكون رأيين أو ثلاثة أو أكثر والفكر الإسلامي ولد تعدديا ولا يمكن أن يكون فقها واحدا وشريعة الله واسعة وحصرها في مذهب واحد هو نوع من التضييق"، على حد قوله.

وتناول رئيس جامعة الأزهر، اقتراح فرض زكاة على الدول النفطية وتوزيعها على الفقراء من المسلمين لمواجهة الارتفاع الحاد بالأسعار، وقال "كان هذا رأيا عبر عنه أحد العلماء ولم يبحث بشكل جيد ولم يطرح على مجمع العلماء"، وذكر أن "الصحافة أبرزت هذا الرأي على شكل تساؤل، وسألت عنه العلماء". ونوه الطيب بضرورة دراسة هذا الاقتراح. وتابع "لابد أن يدرس الأمر لمعرفة مدى شرعيته وهل يخضع هذا للفقه القديم عندما كانت دولة إسلامية واحدة للفقه المعاصر في ظل ما تجدد من حدود ومؤسسات ودول إسلامية متعددة"، وذكر أنه لابد من "التساؤل عن مدى شرعية الطرح ومن ثم نبحث له عن هيئة وآليات"، معتبرا أن هذا الاقتراح "أمر عظيم"، في حال تم تبنيه من قبل العلماء.

ودعا الطيب الذي أجرى مع الوفد عدة لقاءات في فرنسا مع مراكز أبحاث والمعهد الكاثوليكي وغيره مسلمي فرنسا وأوروبا عامة، إلى "احترام قانون البلد الذي يعيشون فيه بما لا يمس دينهم وصلاتهم"، موضحا أن المسلم يجب ألا يشرب الخمر وأن الفتاة يجب أن تتزوج ولا تعيش مع رجل دون زواج. وذكر بحادثة إلغاء عقد زواج في فرنسا مؤخرا بين مسلمين لعدم عذرية الزوجة، فقال "القاض الذي ألغى الزواج ليس بمسلم والمحكمة ليست إسلامية وهم يتعاملون مع القضية على أنها مسألة كذب"، من قبل الزوجة حول عذريتها، ورأى أنه تم "استغلال" القضية في الإعلام على أنها تتعلق بالإسلام.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مثل البهائين
المعلم الثاني -

قال "لا عراقيل لدينا لأننا نعترف في صلب عقيدتنا بالمسيح عليه السلام وبالإنجيل الذي نزل على سيدنا عيسى ونعترف بالمسيحية وهذا جزء من طبيعتي وإيماني وأنا كمسلم أحاور أهل الأديان من منطلق ديني والمشكلة تأتي من الفاتيكان لأنهم لا يقدروننا". ...!!!!!!!!!!!!! هذا بالضبط ما قد يقوله إخواننا البهائيون.. "لا عراقيل لدينا لأننا نعترف في صلب عقيدتنا بالقرآن الذي نزل على سيدنا محمد ونعترف بالإسلام وهذا جزء من طبيعتي وإيماني وأنا كبهائي أحاور أهل الأديان من منطلق ديني والمشكلة تأتي من المسلمين لأنهم لا يقدروننا"... فما رأيكم في هذا المنطق ؟

فعلا مثل البهائيين
الراشدي -

اتفق مع الاخ البهائي. ان المشكلة متشابهة للغاية، ورفض رجال الدين السنة للتعامل مع البهائيين بالقبول والتسامح يظهر مدى ازدواجية القيم ومدى النفاق وعدم حسن النية.. ان رجال دين لايستطيعون التعامل مع الاقليات بطريقة سليمة لايستحقون ان يتهموا الاخرين او يطالبوا بمعاملة حسنة

دعاء
الثريا -

وفقك الله يا داحمد وحفظك من كل سوء ودائما اقوالك صريحه وقويه