الفلسطينيون يتطلعون بأمل للتهدئة لإعادة الحياة إلى غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في ظل توقعات بألا تصمد تحسبا لخرقها من قبل اسرائيل
الفلسطينيون يتطلعون بأمل للتهدئة لإعادة الحياة إلى غزة
نجلاء عبد ربه من غزة: إذا ما سارت الأمور كما تمنتها إسرائيل والفلسطينيون، فإن التهدئة التي تم الإتفاق عليها قد تتجدد في حال إلتزم الطرفان ببنود الإتفاق الذي أبرمته مصر بعد مساعٍ حثيثة للوصول إلى تهدئة بين حركة حماس التي تسيطر على غزة والجانب الإسرائيلي. ولكن السؤال الذي يشكل هاجس الكثيرين من سكان قطاع غزة، ماذا لو قتلت إسرائيل كادرا من حركة الجهاد الإسلامي مثلاً أو فصيل آخر؟ هل يعود الأمور للأسوأ؟
أسئلة تتبادرإلى ذهن المواطن الفلسطيني في غزة... ما بين الأمل والفرج، وبين عودة العنف من جديد ليطال هذه المرة الأخضر واليابس الحقيقي. فهذا سعيد ( 28 عاماً ) الذي يملك ورشة حدادة ودمرتها صواريخ الطائرات الإسرائيلية، صار من الممكن أن يتفقد مدى الخسائر التي طالت ورشته، خاصة وأن القدر شاء أن تكون في مكان قريب من الحدود ويصعب الوصول إليها قبل الساعة السادسة من صباح اليوم.
يقول سعيد لـ"إيلاف"، بعد قصف ورشتي، لم يعد بإمكاني تصليح الأضرار، فهي تقع على مرمى نيران الدبابات الإسرائيلية لقربها من الحدود، واضطررت للعمل كأجير عند أحد أصحاب الورش وسط مدينة بيت لاهيا. ويضيف الشاب "كان الأمر صعبا بالنسبة إلي وإلى زوجتي وطفلتي، فأجرة العامل في غزة لا تكاد تفي بالحد الأدنى من متطلبات الحياة، إلا أن المساعدات التي تأتينا من الدول العربية كانت تسد الجزء المتبقي من النقص الحاد لبيوتنا".
مروان عياش (42 عاما) قال إنه لا يزال يفكر في العمل خارج قطاع غزة وانتهاز فتح معبر رفح للسفر. إلا أنه أكد في الوقت ذاته عدم ثقته بالنوايا الإسرائيلية للتهدئة، ويفضل انتهاز أول فرصة من أجل البحث عن مستقبله الذي تعطل تماماً منذ أن أكمل جامعته قبل ثلاث سنوات.
وأوضح عياش أن قراره لم ينبع بفعل الحصار فقط، بل من قناعاته إزاء الاحتلال ووعوده التي لا يلتزم بها، مشيراً إلى أن الحصار وتقويض الحقوق الإنسانية للفرد والحياة باتت مدخلاً آخر لويلات الاحتلال الإسرائيلي ويمكن أن تعاد في أي لحظة.
أمال (38 عاماً) جاءت من ليبيا برفقة زوجها خلال قدوم السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، وكانت لا تملك بطاقة هوية حتى قبل شهرين فقط عندما سمحت إسرائيل لـ 10 آلاف فلسطيني بالحصول على هوية تمكنه من السفر خارج بلده. تقول لإيلاف "الآن انتظر فتح معبر رفح بفارغ الصبر، كي أزور أهلي في طرابلس".
ولا تخفي أمال خشيتها من نوايا الإحتلال الإسرائيلي في خلق توتر داخل قطاع غزة وإستهداف احد نشطاء المقاومة أو كادر سياسي لتعيد الأمور لما كانت عليه قبل الهدنة.
واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تدشين "حماس" التي تسيطر على غزة تهدئةً مع إسرائيل برعاية مصرية أمراً غير صائب في ظل استمرار الاحتلال ومواجهته.
وقال كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة "إن قبول "حماس" بالتهدئة في ظل الشروط التي أعلن عنها يحمل تراجعاًعن الموقف الذي سبق أن أبلغتنا به حركة "حماس"، سواء من حيث البحث الجماعي بالشروط الجديدة أو في عدم ربط فتح معبر رفح بهذه التهدئة".
وأكد الغول أنه ورغم هذا الموقف فإن "الجبهة الشعبية" لن تبادر إلى خرق التهدئة لعدم توسيع التناقضات على الساحة الفلسطينية خاصةً وأننا كما قال:" مقبلون على حوار وطني شامل يفترض أن تهيأ له كل الأجواء الملائمة من أجل إنجاحه، وحتى يناقش مختلف القضايا بما في ذلك تكتيكات المقاومة ومرجعياتها".
ومضى يقول:" إن الجبهة أكدت أيضا أن التجربة ستقول كلمتها وستكشف لحركة "حماس" عدم صحة موقفها في ضوء السلوك الإسرائيلي الذي لن يحترم مثل هذه الاتفاقات كما جرى في كل المحاولات السابقة".
ولعبت مصر دوراً أساسياً في الوصول إلى هدنة بين حركة حماس وإسرائيل لمدة 6 أشهر، تقضي بأن يتوقف كلا الجانبين بإطلاق الصواريخ والنيران على الآخر، وفتح المعابر التجارية التي تتحكم بها إسرائيل جزئياً، والإسراع في مفاوضات إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس جلعاد شاليط".
وربطت إسرائيل فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر بتقدم المفاوضات لجنديها شاليط. وقالت إنها ستوافق على فتح المعبر كلياً في حال تمت صفقة إطلاق سراح شاليط مقابل 450 أسيرا فلسطينيا داخل سجونها.
ويقول العديد من المراقبين إن إسرائيل قد تبدأ خرق الهدنة بعد اليوم الأول من إطلاق سراح جنديها الموجود في قطاع غزة.
ويذهب بعضهم للقول "إن إجتياحاً واسع النطاق وإستهداف عدد كبير من قيادات الفصائل الفلسطينية سيكون عنوان المرحلة المقبلة في الصراع القادم داخل قطاع غزة.
وكان أفيجدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أكد أن المفاوضات مع حماس تشبه البالون الذي سينفجر عما قريب، مبيناً في تصريحٍ إذاعي أن التهدئة الحالية ستنتهي مع بدء مناقشة ملف جلعاد شاليط أو فتح المعابر الحدودية بين القطاع وإسرائيل أو بين القطاع ومصر.
وشاركه الرأي آرييه الداد عضو الكنيست عن حزب "الاتحاد القومي" اليميني، الذي أكد لوسائل الإعلام الإسرائيلية أن القيادة المصرية أثبتت صبرها على الجانبين وأظهرت قوة تحمل للتوصل إلى اتفاقية التهدئة الحالية، إلا أنه استدرك قائلاً:" إن السؤال الأهم الذي يفرض نفسه الآن هو: هل ستستمر تلك التهدئة خلال الأيام القادمة حينما تبدأ كل من "تل أبيب" وحماس في مناقشة قضايا مصيرية كقضية جلعاد وغيرها".
أمنيات كثيرة يحملها سكان قطاع غزة ، يتطلعون إلى حياة أكثر حيوية يريدون فعلا تهدئة مع النفس قبل التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي جعل حياتهم في فوضى كبيرة، فهل ستصمد التهدئة!!؟.