أخبار

المشرف على قرآنت يدعو الخليج لتمويله لا مهاجمته

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


دبي: أثار مشروع أعلنت عنه وزارة الخارجية الإسرائيلية، أطلقت عليه اسم "قرآنت"، يهدف إلى جعل "الذكر الحكيم وسيلة تربوية"، جدلا واسعا لدى أوساط علماء المسلمين، في الوقت الذي دعا فيه المشرف اليهودي عليه، الدول الإسلامية، ولاسيما الخليجية، إلى تمويل عمله بدلا من مهاجمته. وأعلنت الخارجية الإسرائيلية، مؤخرا، عن إصدار مشروع إلكتروني، بعد أن أصدرت كتابا تضمن عمل الأستاذ الجامعي عوفر غروزبرد مع طلبته، معتبرة ذلك بمثابة همزة وصل بين العالم الإسلامي والغرب.

وجاء على موقع الوزارة، أنّ "مجموعة من الطلاب البدو الإسرائيليين، بادروا مع محاضرهم اليهودي إلى مشروع فريد من نوعه، "قرآنت"، يجعل الذكر الحكيم وسيلة تربوية يستخدمها كل مربٍّ ورب عائلة. ويبحث المستخدم في " الفهرست" لقرآنت عن المسألة التربوية التي تعنيه، وعندها يحصل على الآية الكريمة التي تتعلق بمسألته."

وأضاف الموقع "بعد ذلك تُعرض أمامه قصة قصيرة من وحي الحياة اليومية، حيث يكون في نهايتها دليل حسي أمام المعلم أو رب العائلة ليستخدم الآية القرآنية الواردة، ويعي رسالتها في خطابه للطفل." وأوضح الموقع قائلا: "في الختام يحصل المستخدم على توضيح أو تعليل سيكولوجي - تربوي موجز، يبين سيرورة ما جرى."

ووفق الموقع، فقد تم تطوير المضامين التي يستخدمها "قرآنت" باللغة العبرية من قبل مجموعة من الطلاب البدو ممن يواصلون تحصيلهم العلمي للحصول على شهادة الماجستير، وذلك بإرشاد محاضر المادة، غروزبرد. وقد صدر الكتاب مؤخرًا في جامعة بئر السبع، وحظي بثلاث مقدمات كتبها ثلاثة من الشيوخ الأجلاء المعروفين، وفق الوزارة.غير أنّ فقهاء وعلماء رفضوا الفكرة، معتبرين المشروع "تكرارا لمحاولات إصدار نسخ محرفة من القرآن الكريم في صورة جديدة."

وأكثر ما يخيف المخاوف هو تاريخ العلاقة بين إسرائيل والعرب والإسلام، حيث أنّه لا يمكن "إغفال التضليل اليهودي الذي طال الإسلام على مرّ التاريخ"، وفق ما قال الإمام الجزائري المقيم في سويسرا، عبد الله بن جمعي. وقال بن جمعي: "لم أطلع على المشروع برمته، وكلّ ما عرفته أنّ هناك نية لإطلاق موقع إلكتروني إسرائيلي يتناول قضايا إسلامية. وهذا بحدّ ذاته مثير للمخاوف." وأضاف: "كلّ ما أستطيع أن أكون متأكدا منه في اللحظة الراهنة هو أنّ الأمر لن يكون بريئا بالنظر لما درج عليه اليهود في علاقتهم بنا."

وفي الوقت الذي تعذّر فيه الحصول على موقف من دار الإفتاء المصرية، وكذلك من المملكة العربية السعودية(وهما المصدران الأساسيان للإفتاء في العالم الإسلامي)، نقل موقع "إسلام أونلاين" عن شوقي عبد اللطيف، نائب وزير الأوقاف ورئيس قطاع شؤون الدعوة الدينية في مصر، قوله: "إن ما يهدف إليه هذا المشروع هو استقطاب المسلمين وإيقاعهم في فخ الخديعة الإسرائيلية، حيث اخذ من القرآن الكريم ما يتناسب مع أفكارهم ومشاريعهم."

وأكد عبد اللطيف أن وزارة الأوقاف ستصدر خلال الأيام القليلة القادمة ردا واضحا تجاه هذا المشروع، وما يحتويه من أكاذيب وأفكار مسمومة. كما أن الوزارة ستقوم باتخاذ خطوات ضده لمنع التعامل معه في العالم الإسلامي، وإصدار بيان للتحذير مما يحتويه من تفسير ملفق على القرآن الكريم ومعانيه، سيتم نشره على موقع الوزارة على شبكة الانترنت لكي يطلع عليه الجميع.

كما قال أستاذ علوم القرآن بجامعة الأزهر، منيع عبد الحليم: "من المعروف عداوة إسرائيل وباحثيها للإسلام، وبالتالي تصبح تلك الفكرة المقترحة هدفها تحطيم هذا الدين، لأنّ انتفاء النية الحسنة من الأساس يجعل الأمر مشكوكا فيه."

ويوضح عبد الحليم أن محاولة التفسير النفسي للقرآن هو في حد ذاته خطأ كبير، حيث سيحول النص الإلهي إلى نص بشري، حيث إن القرآن نزل من لدن الله بلغة عربية معجزة لقوم عرب يدركون هذا الإعجاز. كما أوضح الباحث التونسي المختص في دراسة القرآن واللسانيات، احميدة النيفر، بالعربية أنّ الأمر ينطوي "بغضّ الطرف عن تفاصيل المشروع، على خطورة كبيرة لأنّه يتعلق أولا بالتعامل مع نصّ إلهي، وثانيا لأنه ورد باللغة العربية."

وقال إنّ "القرآن لدى المسلمين نصّ منزل من الله، لم يتعرض إلى تحريف، على خلاف النصوص الدينية الأخرى." وقال "إنّ علاقة لغتنا بالعبرية، رغم قربهما من بعضهما البعض، صعبة جدا تاريخيا، وحتى اللغات الأخرى، مثل الفرنسية والإنجليزية، عاشت تجارب مريرة في بعض الأوقات معنا. هذا على افتراض أن الأمر يتعلق بترجمة للقرآن."

وقال النيفر إنّه "عموما مثل هذه المشاريع عادة ما كان مآلها الفشل، مثل القناة التلفزيونية الإسرائيلية العربية التي انتهى بها المطاف إلى الفشل الذريع."
لكنّ النيفر اعترف بأنّه لم يطلّع على تفاصيل المشروع، قائلا إنّ ردوده هي وفق ما يتوفر لديه من معلومات الآن، لا غير. وعبّر صاحب فكرة المشروع، عوفر غروزبرد، عن "اندهاشه" من انتقاد المشروع من قبل علماء مسلمين، "رغم أنّهم لم يطلعوا عليه، مادام الأمر لم يتعدّ بعد طور المشروع أو الفكرة."

وقال: "أعرف أنّه في كثير من الأحيان يلجأ البعض إلى نظرية المؤامرة لتفسير أو مهاجمة بعض الأفكار، ولكن أؤكّد لكم أنّ الأمر لا ينطوي على أي مؤامرة، ناهيك عن أنّ مشروع طلبتي لا يتضمن إفتاء، ولا تفسيرا للقرآن، وإنما فقط هو جعل القرآن وسيلة تربوية يستخدمها كل شخص في مختلف أنحاء العالم."

وردا على سؤال عمّا يجعل من هذا المشروع فريدا من نوعه، قال عوفر: "فرادة المشروع تكمن في أسلوبه الحديث ومنهجية تقديم مواقف يمكن أن نجد لها جوابا في القرآن. وأنا أعرف أنّ هناك الكثير من الأعمال المشابهة، لكنّ لا أعتقد أنّ هناك مشاريع تمّت بدقة وبحرفية مثلما تمّ في مشروع قرآنت."

وقال إنّ وزارة الخارجية لا تقف وراء المشروع، حيث أنّ مشاركتها تقتصر فقط على تبني عمل حصل على إعجاب الجميع ضمن معرض "آفاق الغد"، الذي شهد تقديم 60 اختراعًا وتجديدًا إسرائيليًا، قد يؤدي إلى تغيير المستقبل في مجالات الطبّ والزراعة والتكنولوجيا والبيئة والتقنية العالية وعلوم الحواسيب والمجتمع، والذي أقيم في إطار مؤتمر دعا إليه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز."

وأضاف: "كما ترون فإنّ الهدف تعليمي بالأساسي، وليس سياسيا، رغم أنني أعترف أنّه ينطوي على جانب حضاري، حيث أننا نريد منه أن نقدّم أو أن نربط بين الإسلام والغرب." وقال إنّ في هذا المشروع "فائدتين لكلا الطرفين: فالقرآن يقدّم نفسه بوجهه الأصيل الإنساني للغرب، والغرب يجد في الكتاب فرصة للتعرف على هذا الوجه الجميل. إنّه جسر بينهما."

وأوضح أنّ الفكرة انبثقت عندما "هزّتني إحدى طالباتي في فرع علم النفس التطوري بقولها إن كل ما تعلمناه لا يجدي، متساءلة، lsquo;كيف العمل إذا سألني أحدهم عن كيفية معالجته من الإصابة بالجنّ أو ما يتردد في مجتمعنا ومعتقداته؟lsquo; مؤكدة أنّ الإجابة عن ذلك تكمن في القرآن، حيث أنّ اقتباس آية من القرآن في سياقها، وفي إبّانها، يترك تأثيرًا عظيمًا."

في المحاضرة التالية أحضر عوفر لطلبته أجزاء القرآن الثلاثين، ووزعها عليهم داعيا إياهم إلى استخراج الآيات التي تتطرق إلى الناحية التربوية العلاجية، "مما نتج عنه 300 نصّ ممتاز قدمه الطلبة، وتشكّل مجتمعة منهاجا تعليميا يمكن أن تقنع به ابنتك الغاضبة لسبب ما أو غيرها من المواقف."

وأضاف: "لقد بوبنا ما كتبه الطلبة وما اختاروا له من قصص معيشية ضمن فهرس، وإذا أردت الاستعانة بالكتاب لحلّ موقف ما يعترضك في الحياة فما عليك إلا أن تنظر في الفهرس والأبواب، ومن ثمّ ستجد وسيلة تتيح لك التعامل مع هذه المواقف." وقال: "كما ترون فإننا لم نترجم ولم نختلق ولم نفت في أي أمر، وإنما وضعنا بيد العالم وسيلة سهلة وجميلة ومفيدة."

وقال عوفر إنّه يأمل أن يتمّ لاحقا ترجمة المواد من العبرية إلى العربية، وإلى لغات أخرى تشيع في البلاد الإسلامية مثل التركية، الفارسية، الإنجليزية، والفرنسية. ودعا الدول الإسلامية، وخاصة الخليجية، إلى أن ترحّب بمشروعه بدلا من مهاجمته، لأنّه لا يتضمن أي أمر مسيء للإسلام، "بل على العكس فإنّه يعطي الصورة الصحيحة للإسلام، والقرآن الجميلين الذين تعاملا بكثير من الإنسانية مع المسائل التي تهمّ البشر."

وقال: "بدلا من الحديث عن نظرية المؤامرة، لماذا لا تساهم أموال الخليج في إعطاء المشروع ما يستحق من عناية، بغضّ الطرف عن كوني شاركت فيه أو أقف وراءه؟ فمن قام بالعمل طلبة مسلمون من البدو، يستحقون أن يروا مشروعهم يجد الاهتمام الملائم." وحول ما اكتشفه في القرآن بصفته يهوديا، قال عوفر: "صدقني لقد وجدت فيه أكثر النصوص التي تعاملت بشكل إنساني ممتاز مع البشر، وربما أكثر من التوراة والإنجيل." وأضاف:" لذلك فإنّ ترجمة الكتاب إلى لغات كثيرة، وكذلك تحويله إلى موقع إلكتروني، سيكون أمرا على درجة عالية من الأهمية."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لأجمل أن يسلم عوفر
محمد -

إذا كان عوفر قد وجد حل المشكلات النفسية والتربوية في القرآن فهذا إنجاز وإعجاز فلماذا لا يعلن إسلامه ويترك يهةوديته كما فعل المستشرق اليهودي النمساوي ليوبلد فايس واسلم وسمى نفسه محمد أسد وكتب كتبا إسلامية تشهد بجهاده الفكري ومناضلته في سبيل الإسلام، إنني أوجه رسالتي إلى الأستاذ عوفر أن يسلم وينقذ نفسه وأسرته وطلابه من النار لأن القرآن يقول:إن الدين عند الله الإسلام...ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه..وإن كان على استعداد للحوار فاليأتنا بحواره واستفساراته ونوضح لهفنحن داعة إلى الله وإلى دينه الإسلام والله الهادي إلى سواء السبيلوإن كان لدى موقع إيلاف بريده الالكتروني أو اسم موقعه لنتواصل معه بالحوار فهو حسن