هدأت غزة فاشتعلت إسرائيل وثار السياسيون ضد أولمرت

خلف خلف - إيلاف: في الوقت الذي ساد فيه الهدوء قطاع غزة، بموجب اتفاق التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، فأن اشتعالا من نوع آخر ساد الوسط السياسي الإسرائيلي في أعقاب الانتقادات الشديدة التي وجهها مسؤولون إسرائيليون كبار للرئيس الحكومة ووزير الدفاع إيهود أولمرت لموافقتها على هذه التهدئة.
وهاجم الوزير شاؤول موفاز بشدة إيهود أولمرت وقال أنه استسلم بسهولة لحركة حماس، بعد ان حصلت الحركة على فرصة ثمينة لتعزيز قوتها وبناء قدرات عسكرية جديدة. كما شنت أحزاب اليمين الإسرائيلي ومسؤولين في حزب كديما الذي يقوده أولمرت هجوما على الاتفاق.
من جهتها قالت صحيفة يديعوت أحرنوت أنه ورغم اتفاق تهدئة، ولكن في المعركة بين اولمرت وباراك لا تعش لحظة واحدة من الهدوء.وألان يجري صراع الجبابرة بينهما.
وقالت الصحيفة:" الانطباع هو أن رئيس الوزراء كان مع عملية عسكرية، او على الاقل لم يكن تماما مبلور الرأي، أما وزير الدفاع فهو الذي دفع نحو التهدئة وهو الذي نجح في فرض رأيه على المجلس الوزاري. أو بتعبير آخر: اتفاق التهدئة مسجل على اسم باراك". وأضاف الصحيفة:" من تحدث مع مكتب اولمرت في الايام الاخيرة ما كان بوسعه الا يشعر بالاستياء. ماذا استياء، بل الغضب الذي هناك على ايهود باراك. تعابير مثل التي صدرت من هناك تجاه وزير الدفاع لم تنطلق في الساحة السياسية منذ زمن بعيد القصة هي على ماذا يقف خلف قرار اتفاق التهدئة، او للدقة من يقف خلفه او من جلبه لمصادقة المجلس الوزاري". وحسب تلك الرواية فأن باراك قال لاولمرت" تعال لا نعقد المجلس الوزاري، أنت، وأنا وتسيبي ليفني نجلس معا ونتخذ القرار في اتفاق التهدئة."
وتفسير باراك كان أن التهدئة لن تنجح في المجلس الوزاري لانه يوجد عدد أكبر مما ينبغي يعارضونها لكن أولمرت رفض ذلك وقال:" ليس واردا انك أنت وأنا نعقد اتفاقا كهذا دون أن نقره في المجلس الوزاري".
ودار جدال مرير وشديد فيما يحاول باراك منع عقد المجلس، واولمرت يدعي بان هناك حكومة وعليها مسؤولية عامة، وان المجلس الوزاري هو السياسي - الامني، وانه لا يقر مثل هذا القرار دون مصادقة الوزراء. وتحدثت الصحيفة الإسرائيلية عن الكثير من نقاط الخلاف بين أولمرت وباراك وقالت :" حين دعا باراك اولمرت الى الاستقالة ادعى بانه سيكون صعبا على رئيس الوزراء أداء مهامه في ضوء الملابسات، وهذا ما يحاول اثباته الان. وأنه كان محقا، وأن اولمرت لا يؤدي مهامه وذلك في اللحظة التي يكون فيها اولمرت هو الذي يمرر القرارات في المجلس الوزاري. وعليه، فالحديث يدور هنا عن فعل غير اخلاقي، على حدود الكذب الفظ، فيما أنه في الخلفية يعرف جيدا أن من مرر وأقنع وبنى كل المداولات في المجلس هو اولمرت. اما هو، لاعتبارات ساخرة وحزبية فقط، ومن خلال صحافيين وهمسات لاصحاب العواميد في الصحف، يخلق الانطباع بان اولمرت لا يؤدي مهامه".
وتابع الصحيفة:" هو، باراك الذي دعا في المؤتمر الصحفي أولمرت الى الاستقالة، يتصل بعده باولمرت ويقول له - كن قويا، وبعد ذلك يهرع للاتصال باصحاب العواميد في الصحف ويقول لهم ان اولمرت لا يؤدي مهامه. إذن إما أن الحديث يدور هنا عن مغلق حس تماما او من لا يقول الحقيقة".