هجوم على الإسلاموية وتساؤل عن مستقبل تنظيم القاعدة في الصحف البريطانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: مع اختفاء التغطيات الخبرية عن منطقة الشرق الاوسط في الصحف البريطانية الصادرة الاحد، نشرت الصحف مقالات رأي وتحليل لعل ابرزها تصريحات الروائي البريطاني ايان مكأوين عن الاسلام السياسي الايديولوجي، او الاسلاموية، بقوله انه "يمقتها ويحتقرها"، مدافعا عن زميله الكاتب مارتن ايميس الذي يواجه تهما بالتحريض على العنصرية، ومدينا المتطرفين الدينيين.
الروائي البريطاني، كما تقول صحيفة الاندبندنت، شن هجوما قويا على الاسلاموية، وقال انه "يحتقرها" ويتهمها بأنها "تريد اقامة مجتمع ازدريه واكرهه".
هذه الكلمات من مكأوين جاءت في مقابلة اجراها مع صحيفة ايطالية، ربما، حسب الصحيفة، تضعه في مواجهة تحقيق واستجواب حول احتمال تحريضه على "جرائم الحقد والكراهية".
وقال الكاتب انه نادرا ما يجري مقابلات صحفية حول قضايا خلافية وجدلية "لانني يجب ان احتاط حماية لخصوصيتي"، لكنه قال ايضا انه مستعد للوقوف دفاعا عن صديقه القديم مارتن ايميس الذي تعرض لاتهامات بالعنصرية بسبب هجومه على الاسلاميين، وانه يشارك صديقه آراؤه عن الاسلاموية.
ويقول مكأوين انه "بمجرد ان يعبر كاتب عن رأي مناهض للاسلام، يخرج عليه احدهم ليتهمه بالعنصرية، لانه معظم المسلمين من ذوي السحنات الداكنة، وهذا منطقيا امر سخيف وسفيه وغير مقبول، ومارتن ليس عنصريا، وانا شخصيا امقت الاسلاموية لانها تسعى الى اقامة مجتمع ازدريه قائم على المعتقدات الدينية او النص الديني، وتحرم النساء من حريتهن، ولا تتحمل المثلية الجنسية وغيرها، وهذه امور ندركها".
وتذّكر الصحيفة بان الروائي ايان مكأوين، الحاصل على جوائز لعدة اعمال، ليس غريبا عن تصريحات عن الاسلاموية، فقد صرح لصحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر/ كانون الاول الماضي قائلا: "كل الديانات لها آراء كبيرة عن هذا العالم، والمفروض ان يكون المجال مفتوحا في المجتمع لمناقشة هذه المقولات، ولا بد من فتح المجال امام من يقول انه يرى بعض الافكار في الاسلاموية مثيرة للتساؤل من دون ان يتهم بانه عنصري".
وتشير الصحيفة ان تصريحات مكأوين للصحيفة الايطالية اقوى بكثير من تصريحاته للصحيفة الاميركية، لكنها اقل اثارة للخلاف والجدل من تصريحات ايميس، حيث قال انه "على المجتمعات الاسلامية المرور بمعاناة حتى ترتب وتنظم امورها".
وقال ايضا، في رسالة بعث بها الى الصحفية في الاندبندنت ياسمين علي باهيا بروان، وهي مسلمة، ان "الاسلاموية، في معظم تجلياتها وتعبيراتها، لا تريد قتلي فقط، بل تريد قتلك انت ايضا" والقصد هنا الصحفية المسلمة.
لكن مكأوين اشار ايضا الى وجود مدارس تفكير متطرفة في الديانة المسيحية، والمثال الذي ضربه في الولايات المتحدة بقوله: "انا اراها (مدارس التفكير) سخيفة وسفيهة بنفس المستوى، ولا احب هذه التصورات الظلامية عن العالم التي يأتي فيها الرب لانقاذ المخلصين ومعاقبة الآخرين، لكن هؤلاء الاميركيين لا يسعون الى قتل كل من هم في مدينتي، هذا هو الفرق".
وفي سياق متصل تنشر الصحيفة تقريرا خاصا تحت عنوان: هل تفتت تنظيم القاعدة؟ تساءل فيه الكتاب عن ما اذا كان هذا التنظيم سيدمر نفسه بنفسه، على الرغم من انه ما زال مستمرا في تنفيذ عمليات وحشية حول العالم، لكن من السعودية وحتى شوارع شرقي لندن بدأ العديد من الاسلاميين يديرون ظهورهم الى تنظيم القاعدة بل وينقلبون ضده باعداد غير مسبوقة.
وتتحدث الصحيفة باسهاب عن زيارة قام بها زعيم مجموعة كانت تسعى الى قلب نظام حكم الزعيم الليبي معمر القذافي، يدعى نعمان بن عثمان، الى قندهار في عام الفين حيث كان زعيم التنظيم اسامة بن لادن في استقباله واقام مأدبة باذخة على شرفه وآخرين.
"صورة قاتمة"
هذا اللقاء، حسب الصحيفة، كان قد جمع بن لادن مع نحو مئتين من كبار "الجهاديين" من انحاء العالم العربي، وهو اول لقاء من نوعه منذ انتقال القاعدة الى افغانستان عام 1996، وفيه قال بن عثمان، رفيق بن لادن خلال مقاومة "المجاهدين" للاحتلال السوفيتي لافغانستان، كلاما غير عادي.
وتقول الصحيفة ان بن عثمان فاجأ الحاضرين في هذا الاجتماع الاستراتيجي المهم باعطائه صورة قاتمة عن المستقبل، وقال لهم ان "الحركة الجهادية فشلت، ونحن ننتقل من كارثة الى اخرى، كما هو الحال في الجزائر" في اشارة الى الحرب الاهلية الجزائرية التي حصدت اكثر من مئة ألف انسان ودمرت معظم مصادر الدعم المحلي الذي كان "الجهاديون" يتمتعون به.
وتضيف الصحيفة ان بن عثمان ابلغ بن لادن ان قرار استهداف الغرب "سيخرب فرص مجموعات كتلك التي يقودها في الاطاحة بمستبدين علمانيين في العالم العربي، وقد طلبنا منه صراحة وقف حملته ضد الولايات المتحدة لانها لن تقود الى شيء، وضحكوا عندما قلنا لهم ان اميركا ستهاجم المنطقة برمتها اذا استهدفناها بهجوم".
ويقول بن عثمان ان بن لادن وعده بالتوقف بعد عملية واحدة، وهي اشارة على ما يبدو الى هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول عام 2001 ضد الولايات المتحدة، وقال له انه لا يستطيع التراجع عن هذه العملية لانها ستدمر معنويات التنظيم برمته، حسب رواية بن عثمان.
وتقول الصحيفة ان بن عثمان، الذي يعيش في لندن حاليا، استقال من جماعته، والتي تعرف باسم "الجماعة الاسلامية المقاتلة الليبية"، وادرك ان الولايات المتحدة، وفي حربها على الارهاب، لن تميز بين بن لادن وبين التنظيم الذي يقوده.
وتشير الصحيفة الى انه على الرغم من ان الانتقادات العلنية لبن عثمان لتنظيم القاعدة وزعيمه مرت من دون انتباه في الولايات المتحدة، فقد كان لها في العالم العربي اصداء قوية.
وهو بهذا انضم الى اصوات متزايدة غاضبة في العالم الاسلامي منقلبة على تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له، والتي تبين ان اكثر ضحاياه من المسلمين انفسهم منذ احداث سبتمبر، واستهداف المدنيين في الغرب، والاساليب الوحشية المستخدمة في العراق وغيره من البلدان الاسلامية.
"بادلوا الاسرى"
اما صحيفة التايمز فقد اكتفت بتغطية المناشدة التي وجهتها والدة الجندي الاسرائيلي الاسير لدى حزب الله منذ نحو عامين، الى الحكومة الاسرائيلية بالمضي في عملية مبادلة الاسرى، على الرغم من انها لا تعرف ما اذا كان ابنها حي او ميت.
ودعت ميكي جولدفاسر، والدة الجندي ايهود (32 عاما)، وهو احد جنديين اسيرين مفترض ان يبادلا، رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى المضي في عملية التبادل هذا الاسبوع "وانا اناشد اولمرت اتخاذ القرار الصحيح واعادة الاولاد الى ديارهم".
يذكر ان جولدفاسر، وهو جندي من وحدات الاحتياط، كان قد اسر عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية اثناء دورية مع زميله إلداد رجيف (27 عاما)، وهو الحدث الذي اشعل حربا بين اسرائيل وحزب الله استمرت 33 يوما.