أخبار

قمة روحية في لبنان على وقع تعثّر الحكومة والفتنة المتنقلة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: يستضيف قصر بعبدا اليوم قمة روحية بعد أن إنعكس التوتر في البلاد تشنجاً في المواقف حتى عند بعض المجالس الدينية، وخصوصاً بعد مواجهات ايار" وما تلاها من مواجهات. وتعقد هذه القمة تحت ضغط "حمام الدم" المتنقل والذي كانت آخر تجلياته أحداث طرابلس التي استطاع الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي ضبطها عصر امس بعد اتصالات سياسية مكثفة بين القوى المتصارعة في كل من بعل محسن وباب التبانة، اشرف على بعضها مدير العمليات في الجيش العميد نبيل قرعة. وكانت حصيلة هذه المواجهات التي دامت ستاً وثلاثين ساعة سقوط عشرة قتلى واكثر من خمسين جريحاً. وكذلك، تعقد هذه القمة مع انتهاء الشهر الاول للعهد الجديد وتعثّر تشكيلة الحكومة.

وفي حديث الى صحيفة "النهار" عقب انتشار الجيش، اكد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار ان "طرابلس سترتاح" وان ما جرى امس "ليس اتفاقاً او هدنة بل هو صلح سيكون بين اخوين يعيشان في مدينة واحدة". واذ دعا المواطنين الى "استقبال الجيش بالورود والارز والزغاريد"، اعرب عن ثقته بأن "المشكلة انتهت". واوضح ان "المشكلة ليست مذهبية او طائفية، بل هي استجابة للصراع السياسي". وكانت احداث طرابلس اقلقت المجتمع الدولي والعربي، وفي هذا الاطار أبدت موسكو أمس "قلقاً" من المواجهات معتبرة ان ما يجري يشكل خرقاً لاتفاق الدوحة. وكذلك أسفت باريس لتجدد أعمال العنف في طرابلس معتبرة ان الامر يخالف روح اتفاق الدوحة. وأعرب وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط عن "الاستغراب ازاء ما يجري في شمال لبنان من تقاتل غير مبرر وغير مفهوم"، مشيراً الى "تخوفات حقيقية من ان تؤدي تلك المواجهات الى تقويض الجهد العربي لتسوية الازمة السياسية في لبنان".

الا ان امس شهد تطوراً امنياً من نوع اخر، تكرر في الفترة الاخيرة في المناطق الجردية في لبنان. فبعد عملية خطف تعرض لها متزلجون لساعات عدة في فصل الشتاء الماضي في محيط عيون ارغش قرب جبل المكمل على يد مجموعات مسلحة كانت تقيم مخيماً تدريبياً هناك، وتعرض صيادين لحادثة خطف مماثلة في خراج جرود عيناتا - اليمونة خلال "عصيان ايار"، كشف الرئيس امين الجميل مساء أمس ان مسلحين ملثمين هاجموا شباناً عزلاً في جرود جبل صنين لجهة كسروان "وانهالوا عليهم بالرصاص من مواقع محصنة بين الصخور ثم خطفوا عدداً منهم واحتجزوهم بعض الوقت وتعرضوا لتحقيق في انتمائهم السياسي وسبب وجودهم في المنطقة قبل ان يفرجوا عنهم اثر اتصالات اجراها المسلحون بقيادتهم بواسطة اجهزة لاسلكية".

ونبّه الجميل الى ان "هناك من يرغب في ممارسة سلطة امنية ذاتية خارجة على سلطة الدولة ومؤسساتها"، معتبراً ان هذا الحادث "يعطي صورة واضحة عن معنى الاحداث الدامية المتنقلة بين بيروت والجبل والجنوب والبقاع وصولاً الى طرابلس". ولفت الى ان "المسلحين معروفون لدينا جميعاً رغم محاولات اخفاء الهوية والاهداف والانتماءات"، مشيراً الى "تصريحات قيادات في "حزب الله" أقل ما يقال فيها انها تعلن صراحة النية لاقامة "دولة المقاومة" و"المجتمع المقاوم".

وبالعودة الى القمة الروحية، فمن المقرر ان تعقد في القصر الجمهوري عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم بمشاركة 14 من الزعماء الدينيين للطوائف في لبنان اكدوا حضورهم. وفي التفاصيل، اشارت "النهار" الى ان الرئيس سليمان يفتتح القمة بكلمة يضمنها تصوره للتعامل مع القضايا الوطنية الكبرى ويؤكد فيها الثوابت المعروفة كالتمسك بالعيش المشترك، كما يشير الى الحوار السياسي الذي يعتزم الدعوة اليه بعد تأليف الحكومة. ثم يغادر قاعة الاستقلال التي خصصت للقمة، على ان يصدر المجتمعون في ختامها بياناً يتلوه احد اعضاء لجنة الحوار المسيحي-الاسلامي التي عملت على وضع اللمسات الاخيرة على الافكار التي سيتضمنها البيان. وتلي اللقاء مأدبة غداء يقيمها الرئيس سليمان في الاولى على شرف رئيس مجلس دعاوى القديسين في الفاتيكان الكاردينال خوسيه ساراييفا مارتينس ويشارك فيها، الى الرؤساء الدينيين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة. ومن غير المستبعد ان يعقد على هامش المناسبة لقاء للرؤساء سليمان وبري والسنيورة للتشاور في موضوع تأليف الحكومة والعقبات التي لا تزال تعترضه.

أما على صعيد تأليف الحكومة، فعلمت صحيفة "السفير" أن اجتماعاً عقد مساء يوم الجمعة الماضي بين قيادات المعارضة، وضم الرئيس نبيه بري عن حركة "أمل" والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس تيار "المردة" الوزير الأسبق سليمان فرنجية، بالإضافة الى عدد من قياديي الجانبين، وتم خلاله إجراء عملية تقويم لما آلت اليه الأمور على صعيد اتفاق الدوحة. وعلمت السفير" أن أكثر من سيناريو طرح خلال الاجتماع "حول كيفية التعامل مع واقع التأليف، وقد اتفق المجتمعون على ممارسة سياسة الانفتاح إزاء الاقتراحات والأفكار المطروحة، ولكن تحت سقف أن تكون مقنعة أولاً للعماد عون فإذا قرر القبول بأحدها، يمكن للمعارضة أن تقبل بالصيغة المطروحة، لكنها لن تقبل نهائياً بأي صيغة يراد من خلالها كسر العماد عون في الانتخابات النيابية المقبلة.

وذكرت "السفير" أن "حزب الله" و"أمل" طرحا عدم ممانعتهما بأن تسند الحقيبة السيادية لشخصية شيعية يسمّيها العماد عون كمخرج من شأنه أن يساعد في تسريع التأليف، وأن ذلك سيكون رهن تجاوب الفريق الآخر، خاصة لجهة كسر "الفيتو" الموضوع على حقائب أساسية وليس سيادية مثل الاتصالات والعدلية، بينما هم يقولون في الإعلام إنهم لا يتمسكون بمثل هذه الحقائب. واتفقت قيادات المعارضة على أن يصار الى تشجيع رئيس الجمهورية على الضغط على الجميع من أجل تسريع الولادة الحكومية خاصة وأن المتضرر الأساسي من المراوحة وتصريف الأعمال هو العهد الجديد. كما تمّ الاتفاق على أن الأمور لن تبقى مفتوحة بل سيصار بعد فترة وجيزة إلى الطلب من الجانب القطري أن يتدخل من أجل وضع حد للأزمة المستمرة.

وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لصحيفة "الحياة" إن أزمة تأليف الحكومة والتطورات الأمنية الدراماتيكية المتنقلة بين البقاع والشمال، كانت محور اهتمام عدد من مسؤولي اللجنة العربية الوزارية التي رعت اتفاق الدوحة من زاوية التتبع الدقيق لهذه التطورات، خصوصاً أن السنيورة التقى في فيينا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وقالت المصادر ذاتها إنها لا تستبعد أن يزور بيروت خلال اليومين المقبلين موفد قطري، للاطلاع عن كثب على العقبات التي تعترض تأليف الحكومة، ولحض الأطراف على الالتزام ببند عدم استخدام السلاح في الخلاف الداخلي واستكشاف إمكان المساعدة في حلحلة العُقد. لكن أياً من الفرقاء السياسيين لم يؤكد هذا الاحتمال.

هذا، وكانت فيينا استضافت امس مؤتمر الدول المانحة لاعادة اعمار مخيم نهر البارد الذي انتهى إلى إعلان اكتتاب الدول الأوروبية والغربية بمبلغ 122 مليون دولار، والتزام الدول الخليجية دفع نصف المبلغ المخصص لإعمار مخيم نهر البارد (445 مليون دولار).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ما الفرق
بدر -

بينما يجتمع الوطنيين لأيجاد المخارج ينفر اتباع السفارة الأمركية ليحرضوا ويعرقلوا ولينشروا عصاباتهم للأستفراد بطائفة لبنانية كريمة ولكن هيهات فالأبطال لن يتمكن منهم الجبناء مهما تكاثروا