بصمة فرنسية على الإتحاد الأوروبي رغم أزمته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس، مدريد:تتولى فرنسا في الاول من تموز/يوليو رئاسة الاتحاد الاوروبي في ظل ازمة تهدد طموحات نيكولا ساركوزي المعلنة في سرعة التصدي لمواضيع ملموسة من اجل تقريب اوروبا من مواطنيها.
وبالرغم من نطاق تحركها المحدود بفعل رفض الايرلنديين اتفاقية لشبونة، تراهن باريس على بعض الملفات الكبرى مثل الطاقة والبيئة، واتفاقية حول الهجرة وتفعيل الدفاع الاوروبي والزراعة لوضع بصماتها على اوروبا خلال رئاستها التي تستمر نصف سنة خلفا لسلوفينيا.
غير ان المشروع الاساسي بنظر ساركوزي خلال هذه الفترة والذي يتخطى بلدان الاتحاد ال27 يبقى مشروع الاتحاد من اجل المتوسط الذي يعتزم اطلاقه وسط مراسم احتفالية في 13 تموز/يوليو في باريس.
كما يتوقع ان يجدد مساعيه لحث دول الاتحاد على تحديد سقف اوروبي لضريبة القيمة المضافة على النفط، حرصا منه على الاستجابة لمخاوف الفرنسيين بشأن قوتهم الشرائية، ولو ان ذلك قد يتعارض مع مواقف بعض الدول مثل المانيا المعارضة بشدة لمثل هذه المبادرة.
غير ان الازمة الدستورية الناتجة عن رفض اتفاقية لشبونة في استفتاء في حزيران/يونيو في ايرلندا تلقي بظلها على الرئاسة الاوروبية وقد بددت آمال ساركوزي في التمكن من تشكيل الهيئات الجديدة المنصوص عليها في المعاهدة بحلول نهاية السنة، ومنها استحداث منصب "رئيس للاتحاد الاوروبي".
ولم تسمح قمة بروكسل الاخيرة بالتوصل الى حل، ما سيرغم الرئاسة الفرنسية على تخصيص جزء كبير من جهودها "لاعادة وضع اوروبا ال27 على السكة" بحسب ما قال سكرتير الدولة للشؤون الاوروبية جان بيار جوييه الذي سيلعب دورا محوريا في هذه الرئاسة.
وقال جوييه ان ساركوزي سيزور ايرلندا اعتبارا من 11 تموز/يوليو "لاخذ فكرة عن اسباب قلق الايرلنديين وتساؤلاتهم".
ومن المؤكد ان الازمة الدستورية ستهيمن على القمة الاوروبية المقبلة في تشرين الاول/اكتوبر.
وسيسعى ساركوزي في هذه الاثناء للحث على مواصلة عملية المصادقة على الاتفاقية من خلال ممارسة ضغوط على التشيك المترددين مع الحرص في الوقت نفسه على عدم اعطاء انطباع بانه يعزل دبلن او يحاول ارغامها على شيء.
وان كانت فرنسا تصر على انها لا تسعى لفرض وجهات نظرها، الا ان "ميثاق الهجرة" الذي تسعى لاقراره من الدول ال27 مستوحى الى حد بعيد من سياسة الهجرة المنضبطة و"الانتقائية" التي تعتمدها.
كما تسعى باريس للتوصل الى اتفاق سياسي وصفته بانه "طموح جدا" حول موضوع الطاقة والمناخ يهدف الى الحد من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون، وقد اظهر استطلاع للرأي اجري اخيرا ان 63% من الفرنسيين يعتبرون ان البيئة ينبغي ان تشكل اولوية الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي.
كما تعهد ساركوزي ب"تفعيل" اوروبا الدفاعية "ايا كان مصير معاهدة لشبونة"، وبارساء قواعد سياسة زراعية مشتركة جديدة، وهو الموضوع الذي يعد من الخلافات المزمنة بين الاوروبيين.
غير ان ما تعول عليه فرنسا لاضفاء طابع مميز على رئاستها يبقى القمة التي ستطلق الاتحاد من اجل المتوسط والتي دعت اليها قادة 43 دولة اوروبية ومتوسطية.
واضطرت باريس بطلب ملح من برلين ان توافق على ضم جميع شركائها الاوروبيين الى المشروع بعدما كان يقتصر في البداية على الدول المطلة على البحر المتوسط، على امل تحريك "عملية برشلونة" التي لم تحقق وعودها.
وسيكون رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس السوري بشار الاسد بين المشاركين في قمة 13 تموز/يوليو في باريس ويأمل ساركوزي من خلال حضورهما تحقيق اختراق دبلوماسي يعيد فرنسا واوروبا الى قلب الساحة الشرق اوسطية، ولو انه ما زال من المستبعد حتى الان عقد لقاء على انفراد بين اولمرت والاسد.
النواب الاسبان يصادقون على معاهدة لشبونة
من جهتهم صادق النواب الاسبان الخميس دون مفاجأة وباغلبية واسعة على معاهدة لشبونة فاتحين المجال امام مصادقة مقبلة في مجلس الشيوخ وفق ما اعلن رئيس المجلس خوسي بونو.
وقال بونو ان مؤتمر النواب الاسبان تبنى باغلبية واسعة من 322 صوتا "مشروع قانون عضوي يسمح بمصادقة اسبانيا على معاهدة لشبونة".
واعترض على المعاهدة ستة نواب فقط في حين امتنع اثنان عن التصويت من اصل 330 صوتوا. ويعد مجلس النواب في المجموع 350 مقعدا والاغلبية 176.
وتحظى معاهدة لشبونة في اسبانيا بدعم الاشتراكيين الذين يتمتعون بالاغلبية في البرلمان وكذلك دعم اكبر حزب معارض، الحزب الشعبي.
كذلك يؤيد المصادقة على المعاهدة ايضا حزبان قوميان كبيران الاول كاتالاني والثاني باسكي.
وستحال الان هذه الوثيقة على مجلس الشيوخ للمصادقة عليها نهائيا كما هو متوقع نظرا لعدد النواب الاشتراكيين فيه ونواب الحزب الشعبي.
والمح وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس الخميس الى ان تصويت نواب مجلس الشيوخ الذي كان متوقعا نهاية ايلول/سبتمبر او بداية تشرين الاول/اكتوبر 2008 قد يقدم الى تموز/يوليو.
واقترح زعيم المعارضة اليمينية ماريانو راخوي الاربعاء على رئيس الحكومة الاشتراكي خوسيه لويس ثاباتيرو التسريع في عملية المصادقة على المعاهدة في مجلس الشيوخ خلال الاسابيع القادمة.
واعلن موراتينوس الخميس من على منصة الجمعية ان الحكومة الاشتراكية تدعم تلك المبادرة وتامل ان "تتم المصادقة على المعاهدة في اقرب وقت ممكن".
ورفضت ايرلندا الدولة الاوروبية الوحيدة التي عرضت المعاهدة على استفتاء شعبي، المصادقة عليها في 12 حزيران/يونيو بنسبة 53,4% من الاصوات متسببة في ازمة مؤسساتية جديدة في الاتحاد الاوروبي.
ورغم ان مصير معاهدة لشبونة غامض جدا منذ ان رفضه الايرلنديون تتواصل عملية المصادقة عليها في الدول الاخرى واسبانيا هي البلد العشرين الذي يخطو تلك الخطوة.
واسبانيا هي اول بلد يبدا بالمصادقة على المعاهدة منذ قمة بروكسل الاسبوع الماضي عندما قرر رؤساء دول الاتحاد الاوروبي انتظار قمة اوروبية جديدة في تشرين الاول/اكتوبر للتوصل الى حل لتلك الازمة الدستورية الاوروبية الجديدة.