أخبار

كبار مسؤولي الاتحاد الاوروبي يتعرفون الى مدفيديف

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خانتي مانسييسك: يتناول كبار مسؤولي الاتحاد الاوروبي مساء الخميس العشاء الى مأدبة الرئيس الروسي الجديد ديمتري مدفيديف في سيبيريا في اول لقاء قمة معه يفترض ان يطلق مفاوضات حساسة حول "اتفاق استراتيجي" جديد بين روسيا والاتحاد الاوروبي. وفي اول لقاء دولي له على هذه الدرجة من الاهمية قبل قمة مجموعة الثماني التي ستعقد مطلع تموز/يوليو في اليابان، يستقبل مدفيديف في خانتي مانسييسك، المدينة الصغيرة الانيقة في سيبيريا الغربية رمز القوة النفطية الروسية، كلا من رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ورئيس وزراء سلوفينيا يانيز يانسا الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، ومفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد بينيتا فيريرو فالدنر.

ويلي العشاء حفل موسيقي، ومن ثم، سيعمد قسم من الحضور ولاسيما ميدفيديف وسولانا، الى مشاهدة مباراة الدوري نصف النهائي في كأس اوروبا لكرة القدم 2008 بين روسيا واسبانيا والتي ستبدأ في تمام الساعة 00,45 بالتوقيت المحلي وتشكل مناسبة "للتعارف" مع مدفيديف، بعد تسع سنوات من العلاقات الصعبة في الغالب مع سلفه فلاديمير بوتين. وقال سولانا لوكالة فرانس برس "سوف نباشر علاقة معه، لا اعتقد انه سيحصل تغيير عميق، تغيير جوهري، ولكن هذا صحيح، هناك لهجة مختلفة (...) مهمة وبناءة".

ويوم الجمعة يجتمع القادة الاوروبيون والروس منتصف النهار لاعطاء شارة الانطلاق لمفاوضات حول "اتفاق استراتيجي" جديد بين الطرفين، يفترض ان يحل محل اتفاق الشراكة الراهن الموقع في 1997 حين كانت روسيا لا تزال ضعيفة تلملم تداعيات انهيار الاتحاد السوفياتي. وبحسب مشروع البيان المشترك الذي سيصدر عن المجتمعين والذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة عنه فان روسيا والاتحاد الاوروبي اتفقا على ان "هدف (هذه المفاوضات) هو التوصل الى اتفاق استراتيجي يضع اطارا شاملا للعلاقات المستقبلية بين الاتحاد الاوروبي وروسيا ويساعد على تطوير علاقتنا".

ولا يحدد مشروع البيان اي جدول زمني لهذه المفاوضات، باستثناء موعد انطلاقها: الجلسة الاولى من المحادثات على مستوى رؤساء الفرق التفاوضية بين كلا الطرفين ستعقد في الرابع من تموز/يوليو في بروكسل. واعتبر مسؤول روسي الاربعاء ان هذه المفاوضات يمكن ان تختتم "في غضون عام". اما في الجانب الاوروبي فيبدو الموقف اكثر حذرا، اذ اعرب احد المفاوضين عن اعتقاده بان المفاوضات ستسغرق "18 شهرا على الارجح او سنتين".

وتبدو المواضيع الحساسة التي ستتناولها هذه المفاوضات عديدة، في مقدمتها الطاقة التي تثير مخاوف شديدة لدى الاوروبيين القلقين من تبيعتهم حيال للنفط والغاز الروسيين، وكذلك التجارة، وحقوق الانسان وهو ملف يرفض الروس ان يلقي عليهم الاوروبيون محاضرات فيه.

ولكن حتى نطاق الاتفاق قد يتحول الى موضوع سجالي. فالروس يتحدثون عن اتفاق-اطار مقتضب، "جذع مشترك" يحتمل ان يترافق مع اتفاقات قطاعية اي في قطاعات محددة مثل التجارة او الطاقة. اما في الجانب الاوروبي فان التفويض، الذي اتفق عليه قادة دول الاتحاد السبع والعشرين بعد اشهر من السجالات مع بولندا وليتوانيا الحذرتين للغاية حيال موسكو، ينص المقابل على التوصل الى اتفاق متكامل باكبر قدر ممكن. ويقول احد المفاوضين انه اذا تم التفاوض جانبيا على اتفاقات قطاعية "سنفقد كل دعامتنا".

وبعدما التقى مدفيديف الرئيس الصيني هو جنتاو والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل، تأتي هذه القمة لتسلط مزيدا من الاضواء على طموحاته في مسرح السياسة الدولية. وسيحاول مفاوضو الاتحاد الاوروبي استكشاف ما اذا كان مدفيديف سيعتمد الموقف عينه الذي اعتمده سلفه حيال ابخازيا المنطقة الانفصالية في جورجيا التي رفعت مؤخرا حدة التوترات بين موسكو وتبليسي.

وقال سولانا ان "الاتحاد الاوروبي يمكنه ان يلعب دورا"، مضيفا "آمل ان نتمكن من استئناف العلاقات الثنائية بين جورجيا وابخازيا وايجاد مناخ الثقة اللازمة" بين الطرفين، وكذلك ايضا بين الروس والجورجيين. وقبيل ساعات من اجتماع القمة، وفي خطوة تهدد بصب الزيت على النار، لم يتردد ديمتري مدفيديف في ان يستقبل في الكرملين رئيس ابخازيا سيرغي باغابش الذي شكر موسكو على "مساعدتها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف