حركة مكوكية من بعبدا إلى الرابية وكوّة في جدار الأزمة الحكومية بلبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: شهدت الساعات الأربع وعشرين الماضية حركة مكوكية على محاور بعبدا، عين التينة، السراي الحكومي نهاراً والرابية ليلاً إلى جانب حركة ناشطة في الكواليس، رُجّح في حصيلتها فتح كوّة في جدار الأزمة الحكومية مع عدم المبالغة في التفاؤل. وكان لافتاً امس موقف الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي اعرب عن "خيبة أمله" للتعثر الذي يواجهه حتى اليوم تأليف حكومة وحدة وطنية في لبنان. وكان بان عرض للوضع في لبنان واتفاق الدوحة في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الاسد.
وبعد التداول امس بأكثر من سلة وزارية ومسوّدات عدة تمحورت حول حل عقد العماد عون الوزارية جراء ربط المعارضة موافقتها على اي اقتراح وزاري بالتوافق مع الجنرال، بدأت ترتسم معالم سلة وزارية كانت مدار بحث في الرابية مساء بين العماد عون والسفير محمد شطح موفداً من رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة الذي زار قصر بعبدا للمرة الرابعة بعد تكليفه، وانتقل بعد ذلك الى عين التينة. ومن ابرز النقاط التي اتفق عليها في اجتماع الرابية الذي حضره مسؤول الاتصالات السياسية في "التيار الوطني الحر" جبران باسيل اعطاء منصب نائب رئيس مجلس الوزراء للواء عصام ابو جمرة، بالاضافة الى إسناد حقيبة الاتصالات أو العدل للتيار الوطني الحر.
وقال السفير شطح لـ"النهار" ليلاً إن لقاءه العماد عون "كان ايجابياً". ولم يشأ الافصاح عن المزيد. غير ان مصادر اطلعت على جو اللقاء أوضحت لـ"النهار" ان الاتصالات لم تنته بعد الى صيغة نهائية، لكنها تسير في الطريق الصحيح. وكشفت انه تم تخطي الأساسيات وبدأ الخوض في التفاصيل التي لا يزال بعضها قيد البحث، وأضافت ان قضية الحقائب السيادية باتت محسومة بعدما اتفق على إسناد منصب نائب رئيس مجلس الوزراء الى شخص يسميه العماد عون. ولمحت الى ان هناك عرفاً في تأليف الحكومات يقضي باعطاء نيابة رئاسة الوزراء للوزير الارثوذكسي الأقدم في الحكومة، مما يعني ان الوزير السابق اللواء عصام ابو جمرة الذي يتوقع ان يسميه عون سيتولى هذا المنصب باعتباره أقدم من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الحالي الياس المر. وتوقعت هذه الاوساط انجاز الاتفاق على الحكومة قبل نهاية الاسبوع.
وأفادت معلومات "النهار" ان شطح نقل الى عون عرضاً ان يكون ممثلاً في الحكومة بنائب رئيس مجلس الوزراء وزير دولة مع اربع حقائب اخرى أبرزها العدل والاشغال العامة او الاقتصاد، والشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية. وعلمت "النهار" ان عرض حقيبة العدل على عون جاء ضمن سيناريوات عدة طرحت عليه ابرزها ان حقيبة الاتصالات ستبقى للغالبية ويمكن التفاوض على العدل ولكن مشروطة بضمانات. وافادت المعلومات ان موفد السنيورة نقل الى عون ان حصوله على العدل يفترض ان يقترن بضمانات شخصية منه ان يلتزم مسألة المحكمة الدولية وان يسمي شخصاً مقبولاً لدى الجميع ولا يكون استفزازياً، على ان يبقى للرئيس السنيورة حق "الفيتو" على الاسم اذا لم تتوافر فيه هذه المواصفات.
وذكرت صحيفة "السفير" أن عون وشطح اتفقا على استمرار البحث بينهما في الساعات المقبلة، من دون استبعاد احتمال حدوث لقاء ثنائي بينهما لوضع التفاصيل النهائية على اتفاق قد يمهد لإعلان التشكيلة الحكومية في غضون الساعات الثماني والأربعين المقبلة. وقالت أوساط رئيس الحكومة الذي تناول ليل أمس العشاء في مطعم "تابل دالفريد" في شارع سرسق في الأشرفية مع شطح، إن أجواء اللقاء مع عون كانت إيجابية، وأوضحت لـ"السفير" أنه جرى الدخول في التفاصيل على أمل أن يستكمل البحث في الساعات المقبلة. وردا على سؤال عما اذا كنا سنشهد ولادة الحكومة في غضون ساعات، أجابت أوساط رئيس الحكومة "المسألة ليست ساعات ولا أسابيع بل أيام قليلة جداً".
أما أوساط العماد عون فقد اكتفت بالقول لـ"السفير" ان الأجواء ايجابية جدا والخيارات مفتوحة، وقد تم تحقيق تقدم لكن سنواصل التدقيق في بعض التفاصيل والاقتراحات، وأشارت الى أن البحث أظهر رغبة متبادلة وحقيقية وصادقة من الجانبين بالتوصل الى اتفاق يمهد لولادة الحكومة. وأوضح الرئيس بري لـ"النهار" بعد استقباله الرئيس السنيورة انه "اذا لم يتم تأليف الحكومة في اليومين المقبلين ستدخل البلاد في الزجاج لان الاوضاع التي تمر بها تستدعي تشكيل الحكومة على الفور لمواجهة كل التطورات وعلى أكثر من صعيد". واذ بدا واضحا ان "الرزمة" من الحوافز التي نقلها شطح ذللت الى حد بعيد عقدة توزير "تكتل الاصلاح والتغيير" فان الاتصالات تتركز بحسب "النهار"على حفظ التوازن بين المسيحيين والمسلمين داخل قوى 14 آذار من حيث التوزير من جهة، والتوازن بين مسيحيي 14 آذار والعماد عون من جهة أخرى.
والى جانب الملف الحكومي، تتفاعل مسألة توسع انتشار حزب الله المسلح في المناطق الجردية في اكثر من منطقة لبنانية خصوصا كسروان وصنين، فأعلن الرئيس السنيورة من بعبدا أنه "كلّف القوى الأمنية بالتثبت من هذا الموضوع"، وقال "نحن نتابع هذا الموضوع. والكلام الذي قيل، من الطبيعي أنه لم يقل على عواهنه، ولكن في الوقت ذاته فإن القوى الأمنية ستتثبت منه". كما كشف الرئيس امين الجميل في حديث ضمن برنامج "كلام الناس" من "ال بي سي" عن خط امني يقيمه "حزب الله" بين جزين واللقلوق. وقال: "بعد ان استجمعنا مزيد من المعلومات، تبين أن القضية كبيرة جداً وان هناك نوعاً من التجهيز العسكري ينطلق من تومات نيحا ـ جزين الى منطقة صنين وصولا الى منطقة اللقلوق". وذكر بالحادثة التي جرت مع احد المزارعين في جزين "كان يزرع ارضه فهددوه بقوة السلاح وطردوه، وطلبوا منه ان يبلغ انه ممنوع ان يصعد الى الأعلى، واصبحت هذه المنطقة عسكرية"، مشيراً الى أنه "من هذه المنطقة صعوداً باتجاه الشمال، كل سفح الجبل من الجهة الشرقية زرع بمواقع عسكرية للمراقبة تنطلق من "تومات جزين ونيحا". كما كشف عن حصول تفجيرات في منطقة تومات جزين كأنها ألغام فجرت واناس تلعب بها، واشار الى ان المعلومات ترجح سقوط قتلى في هذه التمارين التي تحصل في هذه المناطق.