لبنان: تأجيل محاكمة 3 من فتح الإسلام بتفجير عين علق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: أعلن المجلس العدلي في بيروت الجمعة، تأجيل جلسة محاكمة ثلاثة من المتهمين في جريمة تفجير حافلتي ركاب بمنطقة عين علق التي تقطنها غالبية مسيحية في جبل لبنان عام2007، والتي ذهب ضحيتها لبنانيين اثنين ونتج عنها عشرات الجرحى. وكان القضاء اللبناني وجه التهم في هذه الجريمة إلى أشخاص على علاقة بتنظيم "فتح الإسلام،" كانوا على ارتباط برئيس التنظيم، شاكر العبسي، المختفي منذ انتهاء معارك مخيم في نهر البارد للاجئين للفلسطينيين العام الفائت، والتي أودت بحياة أكثر من 400 شخص، بينهم 137 جندياً لبنانياً.
وجاء إعلان تأجيل الجلسة، وهي الأولى في هذا الملف، قبل موعد انعقادها بساعات، وذلك بسبب اعتذار أحد أعضاء المجلس العدلي وهو القاضي مهيب معماري عن الحضور لأسباب صحية. وتعذّر بذلك تشكيل المجلس العدلي المؤلف من خمسة أعضاء، ويترأسه القاضي أنطوان خير، وجرى تأجيل الجلسة إلى 14 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الحالي.
وكان يتوقع في خلال هذه الجلسة أن يصار إلى تبليغ شاكر العبسي "لصقا" في آخر محل معروف لإقامته، أي في مخيم نهر البارد، حيث خاض معاركا ضد الجيش اللبناني، وهو متهم غيابيا في جريمة تفجيرات عين علق، وتهمته التحريض بناء لأقوال الموقوفين الثلاثة.
وعلى رصيف قصر العدل في بيروت، لوحظ وجود امرأتين منقبتين، دخلتا لثوان ثم خرجتا، وقد قالت إحداهن إنها كانت إحدى المتهمين في هذه الجريمة بسبب إخراج قيد مزور، وقد جرى إخلاء سبيلها بعد ذلك. وقد رفضت تحديد سبب مجيئها لحضور جلسة المحاكمة، كما نفت وجود علاقة تربطها بالمتهمين قائلة: "حضرت من أجل شيء آخر ولا علاقة لي بهؤلاء المتهمين أو بهذه الجريمة على الإطلاق."
ورغم أن هذه السيدة رفضت أن تكشف لنا عن اسمها إلا أنه لم يرد أصلا في مطالعة النائب العام لدى محكمة التمييز إلا اسم امرأة واحدة، هي عريفة غطاس فارس، وتُظهر الوثائق أنها فلسطينية الأصل، أوقفت وجاهيا في 17 أبريل/نيسان 2007 وهي ملقبة بـ"عبير." نذكر أن النائب العام لدى محكمة التمييز اللبنانية النائب العام العدلي سعيد ميرزا كان أصدر مطالعته بالأساس في قضية الاعتداء على أمن الدولة واتهم في حينه 29 شخصا.
يذكر أن تفجير عين علق الذي وقع في 12 مارس/آذار 2007، نقل تنظيم فتح الإسلام إلى واجهة الأحداث في لبنان، وقد كان لوزير الداخلية اللبناني، حسن السبع، تصريح شهير في هذا الإطار، اتهم فيه صراحة الاستخبارات السورية برعاية التنظيم، قائلاً إن "الجميع يعرف من هي الجهة التي تقف وراء ما يسمى بـ'فتح الإسلام' أو 'فتح الانتفاضة'، التي هي جزء من الجهاز الاستخباراتي السوري."
أما سوريا، فقد نفت بحزم هذه الاتهامات، مؤكدة أن المجموعة تنتمي إلى تنظيم القاعدة، حيث قال وزير الداخلية السوري، اللواء بسام عبد المجيد، إن فتح الإسلام "أحد تنظيمات القاعدة التي تخطط لأعمال إرهابية في سوريا."
وتطورت الأحداث بين الجيش اللبناني والتنظيم حتى انفجرت تماماً في 20 مايو/أيار 2007 بمواجهات دامية في مخيّم نهر البارد، شمالي لبنان، الذي كان عناصر "فتح الإسلام" يتخذون منه معقلاً، واستمرت المعارك حتى الثاني من سبتمبر/أيلول من العام نفسه، لتنتهي بسيطرة الجيش على المخيم الذي أصيب بأضرار فادحة وسقوط 400 قتيل، بينهم 137 جندياً.
وتضاربت الأنباء حول مصير العبسي، ففي حين أشارت المعلومات الأولية إلى أنه قُتل خلال المواجهات، ظهرت بيانات صوتية تحمل اسمه في وقت لاحق، توعّد خلالها الجيش اللبناني بالرد على معارك مخيم نهر البارد، وكان آخرها رسالة هدد خلالها حزب الله بسبب مواجهات السابع من مايو/أيار الماضي التي انتهت بسيطرة الحزب على أحياء سنيّة في بيروت.