أخبار

فرنسا تتولى رئاسة الإتحاد الأوروبي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: بدأت فرنسا رئاسة الإتحاد الأوروبي للأشهر الستة القادمة. وفي هذه المناسبة صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "بأن هناك حاجة لتغيير الطريقة التي تبنى بها أوروبا".
وأشار ساركوزي الذي كان يتحدث الى التلفزيون الفرنسي الى إن "كانت هناك أخطاء في تنفيذ المشروع الأوروبي، مما جعل المواطنين الأوروبيين يفقدون الثقة فيه". ولدى فرنسا مشروع طموح أثناء رئاستها للاتحاد في الأشهر الستة التالية، يطال الهجرة والدفاع والزراعة.
في هذه الأثناء صرح الرئيس البولندي ليخ كازينسكي انه لن يوقع اتفاقية لشبونة بالرغم من اقرار البرلمان البولندي لها، وقال ان المعاهدة "لا معني لها" طالما أن الايرلنديين رفضوها. أما الرئيس الألماني هورت كوهلر فقال انه سينتظر رأي المحكمة العليا الألمانية قبل التوقيع على المعاهدة.
وستكون أولوية ساركوزي هي التعامل مع مرحلة ما بعد الرفض الإيرلندي للإتفاقية. وتهدف الاتفاقية الى تنظيم اتخاذ القرارات في مؤسسات الإتحاد الأوروبي بعد توسيعه ليضم 27 عضوا، ويجب أن تقرها جميع الدول الأعضاء حتى تصبح سارية المفعول، لذلك فان الرفض الإيرلندي لها ألقى بظلال من عدم اليقين على مشاريع الإتحاد الأخرى.
وسيتوجه ساركوزي الى ايرلندا للاستماع الى تحفظات الإيرلنديين على المعاهدة. في هذه الأثناء أغلق سائقو الشاحنات الفرنسيون الطرق حول باريس احتجاجا على ارتفاع أسعار البترول مطالبين بتعويضات حكومية.
وكان اقتراح ساركوزي بعدم فرض ضريبة القيمة المضافة على الوقود في دول الاتحاد قد واجه فتورا من الدول الأعضاء. واكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساء السبت عشية تولي فرنسا رئاسة الاتحادالاوروبي، ضرورة "تغيير طريقتنا لصنع اوروبا بعمق"، موضحا ان الطريقة المتبعة حاليا "تثير قلق" الاوروبيين.وقال ساركوزي ان "الامور ليست على ما يرام. اوروبا قلقة والاسوأ من ذلك انني اجد مواطنينا يتساءلون تدريجيا عما اذا كان المجال الوطني اكثر قدرة على حمايتهم من المجال الاوروبي". واضاف "انه تراجع واذا كان هناك تراجع فهذا يعني ان هناط خطأ في طريقة بناء اوروبا"، مؤكدا "علينا اذا تغيير طريقتنا في بناء اوروبا".وتحدث الرئيس الفرنسي في مقابلة مع محطة التلفزيون العامة "فرانس 3" استمرت ساعة عن الاولويات الكبرى للرئاسة الفرنسية، مشيرا خصوصا الى البيئة والهجرة والدفاع والازمة النفطية. وليل الاثنين الثلاثاء اضىء برج ايفل رمز باريس بلون الاتحاد الاوروبي الازرق والنجوم الذهبية ال12، مع بداية الرئاسة الفرنسية للاتحاد خلفا لسلوفينيا.وقام وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عند الساعة 23,07 بالتوقيت المحلي (21,07 تغ) من مساء الاثنين باضاءة البرج بحضور وزير خارجية سلوفينيا ديميتري روبيل الذي سلم رمزيا الرئاسة، وعمدة باريس برتران ديلانو. وقال ساركوزي في المقابلة "نتوقع من اوروبا ان تحمي الاوروبيين من المخاطر التي تطرحها العولمة وهنا الامور ليست على الامور". واضاف "علينا ان نفكر في كيفية جعل اوروبا وسيلة لحماية الاوروبيين في حياتهم اليومية".واعترف الرئيس الفرنسي بان رفض الايرلنديين لمعاهدة لشبونة "يعقد مهمتنا". وقال ان "الاولوية الاولى هي تجنيب الايرلنديين المشكلة" وان تقوم الدول الاخرى "بمواصلة المصادقة" على المعاهدة. تابع "يجب الا نضغط عليهم ولكن في الوقت نفسه ليس لدينا وقت طويل" قبل الانتخابات الاوروبية التي يفترض ان تجرى في حزيران/يونيو 2009 لتسوية الازمة المؤسساتية.وللخروج من هذه الازمة، حدد الرئيس الفرنسي خطا هو مواصلة عملية المصادقة على معاهدة لشبونة باي ثمن عبر محاولة اقناع التشيكيين المترددين جدا في اقرارها وتجنب اعطاء انطباع بعزل دبلن او اجبارها. من جهة اخرى، جدد ساركوزي اقتراحه تعليق رسم القيمة المضافة المفروض على المنتجات النفطية. وقال "اذا بلغ سعر البرميل في تشرين الاول/اكتوبر 175 او 180 او مئتي دولار، لماذا لا نتخذ هذه الخطوة. لن نواصل فرض ضريبة تبلغ 20%".وكانت دول عدة على رأسها المانيا رفضت اقتراح تعليق رسم القيمة المضافة عندما تبلغ اسعار النفط مستوى محددا للتخفيف من الاعباء المالية للمواطنين. الا ان المفوضية الاوروبية وافقت خلال القمة الاوروبية الاخيرة التي عقدت في بروكسل في 20 حزيران/يونيو على دراسة اقتراح ساركوزي في الاتحاد.وحول البنك المركزي الاوروبي الذي ينتقد ساركوزي باستمرار سياسة اليورو القوي التي يتبعها، قال الرئيس الفرنسي انه على هذا المصرف "الاهتمام بقضية النمو وليس فقط التضخم" الذي بلغت نسبته 4% في منطقة اليورو في حزيران/يونيو. واكد ساركوزي انه يسمح بتمرير اتفاق في منظمة التجارة العالمية يضحي بالانتاج الزراعي "على مذبح التحرير العالمي" ويؤدي الى الغاء مئة الف وظيفة، على حد قوله.واعلن ساركوزي انه سيقترح على شركائه الاوروبيين خفض رسم القيمة المضافة "الى 5,5%" على كل ما هو "ملائم للبيئة" وخصوصا المفروشات والسيارات النظيفة، داعيا الى سياسة ضريبية "نظيفة" في الاتحاد الاوروبي.وعبر الرئيس افرنسي عن امله في تبني الاتحاد الاوروبي اجراءات الطاقة والمناخ وميثاقا اوروبيا للهجرة، وتحقيق تقدم في مجال الدفاع الاوروبي ومبادرات معدة لتلبية توقعات المواطنين الذين شعروا بخيبة الامل من بيروقراطية المفوضية. وستهيمن على اليوم الاول من الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي الثلاثاء، زيارات المفوضين الاوروبيين ورئيسهم جوزيه مانويل باروسو. انقسام الصحافة الفرنسيةإلى ذلك عكست الصحف اليومية الفرنسية الثلاثاء انقساما حول آفاق الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي في ظل تعثر البناء الاوروبي بعد رفض الايرلنديين معاهدة لشبونة.
ولفتت صحيفة "لومانيتيه" الشيوعية الى ان تولي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئاسة الاوروبية "كان موضع عملية دعائية غير مسبوقة" فيما ذكرت "ليبيراسيون" اليسارية ان "ساركوزي في اندفاعه الاوروبي، ينطلق من بعض الخلفية السياسية الداخلية". وكتبت صحيفة "لا تريبون" الاقتصادية ان "بناء اوروبا العملية آلية صعبة تتطلب اكثر بكثير من النوايا الطيبة" لان "التقدم الملموس في البناء الاوروبي لا يتحقق بمجرد اعلان".
وعكست "كورييه بيكار" الرأي ذاته اذ عبرت عن "مخاوف من ان يبقى كل ذلك مجرد نوايا". ورأت "ليست ريبوبليكان" ان "الفخ هو ان تتحصن فرنسا في غطرستها المألوفة" لا سيما وان الرئاسة الفرنسية تأتي بحسب "لا ريبوبليك ديه بيرينيه" في "اسوأ توقيت ممكن (..) في وقت لا تزال فرنسا تواجه عجزا هائلا وتعتبر اسوأ تلامذة المدرسة الاوروبية".
في المقابل، اعتبرت "لو تيليغرام" ان "نيكولا ساركوزي يعرض مقاربة عملية، رئاسة متواضعة نوعا ما قلما شهدناها من جانبه على الساحة الوطنية". ومضت "لا فوا دو نور" ابعد من ذلك فرأت ان "نيكولا ساركوزي فقد الكثير من غطرسته. لم يفت شركاءنا ان +الرئيس الخارق+ يواجه صعوبات في بلده".
غير ان "لا بريس دو لا مانش" اعتبرت ان "حيوية نيكولا ساركوزي قد تكون الدواء الناجع للخمول الاوروبي الحالي" فيما كتبت "باري نورماندي" "لا شك ان ساركوزي هو المسؤول الاوروبي الاكثر قدرة على تحريك الامور بسرعة (..) بفعل جرأته". واوردت "سود ويست" ان "الصعوبة بالنسبة لنيكولا ساركوزي ستكمن في فرض اسلوبه ولجمه في الوقت نفسه، في مراعاة المصالح الفرنسية ووجهة النظر الفرنسية مع العمل من اجل المصلحة المشتركة".
ودخلت "لونيون" في تفاصيل الارقام فكتبت ان "مبلغ 190 مليون يورو الذي ستنفقه فرنسا (..) هو التعرفة العادية كما يقال في باريس. غير ان الجميع تدبر امره باقل من ذلك في السنوات الاخيرة ولا سيما البريطانيين في 2005 حيث انفقوا 12 مليونا فقط".
وفي مطلق الاحوال كتبت "ليه درنيير نوفيل دالزاس" ان "موعدنا في 31 كانون الاول/ديسمبر عند نهاية الرئاسة الفرنسية" لمعرفة بحسب "لو فيغارو" اليمينية "ما اذا كان لا يزال هناك ما يدعو الى الايمان" بالاتحاد و"ان لم يكن يتوجب تصنيف اوروبا ضمن ذكريات القرن العشرين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف