واشنطن تنتقد الحديث عن"هجوم إسرائيلي" على إيران

واشنطن: انتقدت الخارجية الأميركية بشدة التعليقات التي أدلى بها مسؤول في وزارة الدفاع وأشار فيها إلى تزايد الاحتمالات بتوجيه ضربة إسرائيلية إلى إيران خلال الشهور المقبلة. وكان المسؤول الكبير الذي أذاعت شبكة ABC التليفزيونية تعليقاته دون الكشف عن اسمه، قد قال إن إيران سوف تقوم برد انتقامي ضد الولايات المتحدة وإسرائيل إذا تعرضت لهجوم عسكري.

وقال المسؤول إن البرنامج النووي الإيراني يقترب من "الخطوط الحمراء" وإن ذلك قد يؤدي إلى هجوم استباقي إسرائيلي عليه. وانتقد الناطق باسم الخارجية الأميركية توم كيسي، التصريحات المجًهلة للمسؤول وقال إنها مغلوطة وتفتقد إلى اللياقة. وقال كيسي " إنه لأمر أحمق أن يسعى البعض للحديث عن أشياء لا يعرفونها وأن يؤكدون أمورا دون أن يلحقوا أسماءهم بتلك التأكيدات".

وذكر المسؤول العسكري في تصريحاته للشبكة الأميركية إن أحد الخطوط الحمراء في البرنامج النووي الإيراني ستتمثل في إنتاج إيران ليورانيوم مخصب بما يكفي لتصنيع سلاح ذري. وتقول ABC إن تقديرات أجهزة الاستخبارات في أميركا وإسرائيل تقول إن هذه الخطوة قد تحدث قبل نهاية العام الجاري.

وقال المسؤول نفسه إن الخط الأحمر لا يتمثل في الوصول إلى تلك النقطة ولكن قبل وصولهم إليها، إننا في فترة تتسم بالخطورة. لكن بعض المحللين ينفون تلك التكهنات ويقولون إن الأمر المعروف هو أن إيران لا تنتج يورانيوم عالي التخصيب، من النوع الذي يستخدم في تصنيع الأسلحة النووية، من منشأة ناتانز النووية وإن ما تنتجه حتى الآن هو يورانيوم منخفص التخصيب يستخدم في توليد الطاقة.

وتنفي إيران الاتهامات الغربية والأميركية بأنها تسعى لامتلاك سلاح نووي وتصر على إن برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية ويهدف لتوليد الطاقة. أما الخط الأحمر الثاني الذي تحدث عنه المسؤول الأميركي فهو قيام إيران بشراء نظام الدفاع الجوي الروسي SA-20 ، وقد رفض المسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية التعليق على ما نقلته الشبكة الأميركية عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه. وطبقا للدوريات العسكرية فإن النظام الدفاع الجوي الروسي، نظام متطور لديه القدرة على رصد وتدمير الأهداف المحمولة الجوية على ارتفاع أو بعد 400 كليومتر.

فرنسا تحذر من احتمال اعادة ملف ايران الى مجلس الامن

هذا وحذر المندوب الفرنسي الدائم لدى مجلس الامن جان مارك ريبير اليوم من ان مجموعة الستة ستعيد ملف برنامج ايران النووي مجددا الى مجلس الامن لفرض المزيد من العقوبات على ايران اذا ما واصلت رفض ايقاف انشطة تخصيب اليورانيوم. غير ان ريبير لم يذكر في مؤتمر صحافي عقده بمناسبة تولي بلاده اليوم الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي الفترة التي ستنتظر فيها مجموعة البلدان الخمس دائمة العضوية بمجلس الامن زائد المانيا الرد الايراني على حزمة المحفزات والعروض الاوروبية قبل بحث اضافة المزيد من العقوبات.

وقال انه اذا لم ترد ايران على حزمة المحفزات او رفضتها "فسنكون مجبرين مرة اخرى على العودة الى المجلس". وراجع السفير الفرنسي في مؤتمره سياسات الاتحاد الاوروبي ومشاركاته في فعاليات الامم المتحدة متعهدا بان تكون فرنسا "فاعلة ومؤثرة" خلال رئاستها للاتحاد خلال الشهور الستة المقبلة.

وردا على سؤال لوكالة الانباء الكويتية (كونا) حول ما اذا كانت فرنسا تعتزم ان تكون فاعلة ومؤثرة كذلك داخل اللجنة الرباعية الخاصة بالسلام في الشرق الاوسط قال ريبير ان بلاده "من المتوقع ان تشارك بالكامل في اللجنة الرباعية خلال رئاسها الاوروبية وستكون فرنسا نشطة للغاية". واوضح ان للاتحاد الاوروبي موقفا واضحا للغاية من الصراع في الشرق الاوسط "ونحن ندعم مقررات مؤتمر انابوليس وسندعم الولايات المتحدة من اجل تحقيق تعهداتها ونؤمن دائما ان نهاية العام الجاري ستجلب معها دولة فلسطينية ديمقراطية وسلمية تعيش مع اسرائيل".

واعرب ريبير عن رضا فرنسا من التطورات الايجابية في المنطقة بعد اتفاق وقف اطلاق النار بين اسرائيل حركة حماس وكذلك حول المفاوضات الاسرائيلية السورية غير المباشرة التي تجري برعاية تركيا. على صعيد متصل اعلن هنا اليوم ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي سيعقد هنا غدا الاربعاء مؤتمرا صحافيا على هامش حضوره اجتماع سنوي حول التنمية في الامم المتحدة.