أوباما وماكين وحملة في الخارج مع كل مطباتها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: يبدأ المرشحان الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين محطة في الخارج في إطار السباق إلى البيت الأبيض طامحين إلى كسب مكانة دولية قبل أربعة أشهر من الإنتخابات الرئاسية لكن مع المجازفة ايضا بارتكاب اخطاء. ويأمل كل من المرشحين الرئاسيين ان يقنع من خلال جولته في اوروبا والشرق الاوسط الناخبين الاميركيين بقدراته كرجل دولة وكسب نقاط في معركة تتواجه فيها رؤيتان متباينتان للسياسة الخارجية.
لكن حذار لاي خطأ حول مسالة دولية، فاي هفوة لباراك اوباما على سبيل المثال قد تثير شكوكا جديدة لجهة عدم امتلاكه المزعوم للخبرة وعجزه المزعوم ايضا عن الاضطلاع بدور "القائد الاعلى" للقوات الاميركية المسلحة. ويجد المتنافسان نفسيهما امام معادلة توازن: كسب ثقة الناخبين القلقين على السياسة الخارجية مع التركيز في الوقت نفسه على مشاكل الاميركيين في مواجهة الازمة الاقتصادية.
فالمرشح الديمقراطي باراك اوباما سيتوجه في تموز/يوليو الى المانيا وبريطانيا وفرنسا كما سيقوم بخطواته الاولى في الشرق الاوسط، في اسرائيل والاردن. وسيتوجه ايضا الى العراق وافغانستان تحت مراقبة مشددة وتحت ضغوط اولئك الذين يرغبون في ان يغير مشروعه لسحب القوات من العراق على الفور في حال وصوله الى البيت الابيض.
اما المرشح الجمهوري جون ماكين الذي سبق وزار اوروبا والشرق الاوسط هذا العام، فهو يستخدم حاليا سفره الى كولومبيا والمكسيك لمواجهة سناتور ايلينوي (شمال) حول مواضيع التجارة والسياسة الخارجية.
وفي هذا الصدد اعتبر مايكل شيفر نائب رئيس مجموعة الابحاث "الحوار بين الاميركيين" (انتر اميركان دايلوغ) ان ماكين سيسعى على امل كسب تصويت الناخبين من اصول اميركية لاتينية في تشرين الثاني/نوفمبر، الى "اظهار انه يملك مزية كبيرة على اوباما في مجال الامن القومي وان الحزب الديمقراطي (...) تخلى عن اميركا اللاتينية".
ويتوقع ان يلقى باراك اوباما من ناحيته في اوروبا استقبالا حارا. وتشير استطلاعات الراي في هذا الصدد الى حماس لاول رئيس اسود محتمل للولايات المتحدة الاميركية يعد باعادة النظر في السياسة الخارجية الاميركية. ولفت جوستن لوغان الاخصائي في السياسة الخارجية في مؤسسة كاتو الى "ان كل شيء يبعث على الاعتقاد بان الاوروبيين سيستقبلون بالترحاب رئاسة اوباما" للولايات المتحدة، مضيفا ان اوباما يشاطر الاوروبيين قلقهم حول مواضيع مثل الاحتباس الحراري.
الى ذلك يعتقد البعض ان سفره الى اوروبا يتعين ادارته بدقة لتفادي ان يتحول الحماس الاوروبي المفرط لاوباما ضده في الولايات المتحدة. كما سيتعين عليه ايضا الا يبدو وكأنه يراهن مسبقا على الفوز في حين لا يزال هناك اربعة اشهر قبل الاستحقاق الرئاسي. واستطرد ستيفن فلاناغان وهو مسؤول سابق في الخارجية الاميركية ويشغل اليوم منصب نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قائلا "هناك حماسة هائلة لاوباما في كل اوروبا".. وهذا يثير "كثيرا من الامال".
الى ذلك سيتعين على باراك اوباما ايضا الافادة من زيارته الى اسرائيل ليقدم نفسه على انه صديق وفي للدولة العبرية، والسعي كذلك الى ازالة شكوك الناخبين الاميركيين اليهود حياله منذ ان عرض فكرة التحاور مباشرة مع المسؤولين الايرانيين. فجون ماكين الذي يطرح نفسه صاحب باع طويل في مسائل الامن القومي، اختبر فعلا افخاخ واحابيل الحملة في الخارج.
ففي الاردن اكد قبل بضعة اشهر ان طهران تدرب عناصر من القاعدة وخلط بين الشيعة والسنة، مما لم يفوته خصومه الديمقراطيون وادى ايضا الى النيل من الرسالة التي يركز عليها في حملته وهي تجربته وخبرته. وتتهم واشنطن طهران بدعم متطرفين شيعة في العراق لكن بدون اي علاقة مع تنظيم القاعدة السني.
حرب العراق تؤثر على الجمهوريين
وبعد خمسة اعوام على الحرب في العراق التي فقدت التأييد الشعبي الكبير لها، قد يميل العسكريون الاميركيون المعروفون بانتخابهم تقليديا للحزب الجمهوري، الى كفة الحزب الديمقراطي اثناء الانتخابات. واوضح لورانس كورب الخبير العسكري في مركز التقدم الاميركي وهو مجموعة فكرية يسارية "منذ نهاية حرب فيتنام وبداية الجيش الاحترافي في 1973، كان العسكريون يميلون للتصويت اكثر للحزب الجمهوري".
لكن "هذا العام سيكون تصويت العسكريين موزعا بشكل اكثر تساويا بدلا من التصويت بكثافة مع الجمهوريين" كما توقع كورب الذي كان مساعدا لوزير الخارجية في عهد الرئيس الراحل رونالد ريغان. كما توقع ان يحصل ماكين "على نصف الاصوات على افضل تقدير"، مقابل "نسبة من 3 الى 1 لصالح الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية في 2004".
والعامل الرئيسي لهذا التراجع هو النزاع في العراق الذي اسفر عن سقوط 4113 قتيلا اميركيا منذ اجتياح هذا البلد في 2003 وباتت تواجه بسببه الادارة الاميركية انتقادات حتى داخل مؤسسة الجيش، بالرغم من التقدم المسجل اخيرا على جبهة الامن. ويصعب في الواقع تحديد تصويت العسكريين بسبب واجب التحفظ في الجيش التابع للسلطة المدنية. لكن المعلومات النادرة المتوافرة تكشف تراجعا متزايدا لدعم سياسة الرئيس جورج بوش مما قد ينعكس سلبا على حزبه.
وافاد استطلاع للراي اجرته صحيفة لوس انجليس تايمز في اواخر 2007 وشمل 1467 شخصا بينهم 631 عسكريا ومقاتلين قدامى مع عائلاتهم ان نحو ست عائلات عسكريين من اصل 10 (57%) يعتبرون ان الحرب في العراق لا تستحق العناء وهي نتيجة قريبة من تلك التي شملت كافة السكان (60%). وعندما سئلت عن الحزب التي تثق به اكثر لادارة المواضيع التي تهمها، ايدت 39% من العائلات الحزب الديمقراطي مقابل 35% للحزب الجمهوري (نسبة تأييد الرأي العام 39% للديمقراطيين و31% للجمهوريين).
وبحسب استطلاعات الرأي السنوية لمجموعة الصحافة المتخصصة "ميليتري تايمز" لدى قارئيها فان نسبة الارتياح في اوساط العسكريين لسياسة جورج بوش تدهورت من 60% في 2005 الى 48% في 2007. ويبقى معرفة ما اذا كان المرشح الديمقراطي باراك اوباما سيتوصل الى قلب المعادلة بالرغم من افتقاره الى الخبرة العسكرية والسمعة التي التصقت منذ فترة طويلة بالديمقراطيين المتهمين ب"التراخي" في مجال الدفاع، في مواجهة الجمهوري ماكين بطل حرب فيتنام الذي يجذب الناخبين العسكريين.
وراى بيتر فيفر الاخصائي في العلاقات بين المدنيين والعسكريين في جامعة ديوك والمستشار السابق في ادارة بوش "ان الجنود الذين خدموا في العراق يريدون كسب هذه الحرب لكي لا تذهب تضحياتهم سدى. ورسالة ماكين الذي يعد بالنصر قبل رحيل القوات اكثر اغواء من رسالة اوباما الذي يدعو الى انسحاب سريع" من العراق.
لكن على الجبهة الاجتماعية سجل اوباما مؤخرا نقاطا بدعمه قانونا يقدم دعما ماليا للمقاتلين السابقين في حربي العراق وافغانستان الراغبين في استعادة الدراسة، الامر الذي كان عارضه بوش والسناتور ماكين. وهذه مسألة حساسة خصوصا وان ادارة بوش اتهمت غالبا بعدم تقديم ما يكفي من العتاد الحديث والعناية الطبية الملائمة للجنود.
واخيرا يملك سناتور ايلينوي الديمقراطي ميزة اخرى.. "فالناخبون الذين يستميلهم اكثر من غيرهم هم الافارقة الاميركيين والشبان، وهاتان المجموعتان تشكلان غالبية في صفوف العسكريين" على ما ذكر فيفر. فنسبة الاميركيين من اصول افريقية داخل الجيش تقدر بحوالى 17%، (من اصل 1,4 مليون عسكري) مقابل 13% على الصعيد الوطني.