الأميركيون اليهود غير متحمسين للتصويت للحزب الديموقراطي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: يبدو المرشح المفترض للحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية السناتور باراك أوباما والمدافعون عنه في بعض الأحيان، محبطين من رفض بعض الأميركيين اليهود من تولي دورهم التقليدي الداعم لمرشح الحزب الديموقراطي. وذكرت صحيفة جيروسليم بوست في عددها الصادر الأربعاء أن المدافعين عن أوباما منزعجين من رفض غالبية اليهود مواقف أوباما التي يعبر فيها عن وفائه لإسرائيل والتزامه تجاه أمنها.
وأضافت الصحيفة أن العديد من اليهود ممن يشككون بأوباما مقتنعون بأن إسرائيل تواجه تهديدا حقيقيا رئيسيا مختلفا عن السنوات الـ35 الماضية. وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل قد تُدفع في العقد القادم، نتيجة تهديد إيران بالقضاء عليها والخطر الذي يشكله حزب الله وحركة حماس كمنظمتين مصنفتين بالإرهاب، إلى شفير الزوال بالنسبة لوجودها، مشيرة إلى أن فشل إسرائيل في إلحاق الهزيمة بحزب الله خلال حرب عام 2006 أظهر قدرات إسرائيل العسكرية التاريخية المحدودة.
مرحلة نيكسون
وأضافت أن المشككين بأوباما يذّكرون بالمرحلة نفسها التي سادت في عام 1973 عندما واجهت إسرائيل تهديد إبادتها، مشيرة إلى أن رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة غولدا مائير أخطأت في تقدير نوايا الرئيس المصري آنذاك أنور السادات بشن حرب ورفضت توجيه الضربة الأولى لمصر. إلا أن الدول العربية هاجمت إسرائيل في عام 1973، وأصبحت إسرائيل في غضون أيام تواجه الهزيمة. إلا الرئيس نيكسون ثابر بعزم على موقفه حينها، ووفقا لبعض الروايات فإنه ضاعف حجم المساعدات التي كانت إسرائيل قد طلبتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن نيكسون تدخل عدة مرات من أجل الإسراع في نقل ما تحتاجه إسرائيل حتى أنه قال في إحدى المرات بغضب "قل لهم أن يرسلوا كل ما يمكنه التحليق"، وفي غضون شهر قامت الطائرات الأميركية بـ815 رحلة نقلت خلالها أكثر من 27 ألفا و900 طن من الإمدادات العسكرية.
وقد تم إنقاذ إسرائيل بفضل هذه الإمدادات الضخمة من المساعدات العسكرية. وعلى الرغم من أن نيكسون لم يكن من المرغوب فيهم في الداخل إلا أن الإسرائيليين أشادوا به واعتبروه بطلا في إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن علاقة ما جرى إبان حكم نيكسون بأوباما تكمن في أن المشككين به لا يؤمنون ولو للحظة واحدة أن أوباما إذا ما واجه ضغطا داخليا ودوليا مشابها لما واجهه نيكسون سوف يقف موقفا مماثلا في لحظة دقيقة من تاريخ إسرائيل ليردد عبارة نيكسون "قل لهم أن يرسلوا كل ما يمكنه التحليق".
وقالت جيروسليم بوست إنه في كل المراحل الهامة من حياة أوباما كرجل بالغ وعلاقته بهؤلاء الذين يشوهون سمعة إسرائيل ويذمونها من رشيد خالدي إلى القس جيريمايه رايت إلى لويس فراكان، أظهر أوباما حيادا فاترا وعدم مبالاة.
وأوضحت الصحيفة أن أوباما لم يقف إلى جانب صديقه رشيد خالدي الناشط الفلسطيني والأستاذ الجامعي والناطق الفلسطيني السابق الذي كرمه أوباما في حفل عشاء وداعي ولم يعارض إهانات من يعتبرون إسرائيل دولة عنصرية. كما أشارت إلى أن أوباما لم ينأى بنفسه عن رايت عندما علم أن الأخير يقول إن إسرائيل "كلمة قذرة" والذي زعم أيضا أن إسرائيل اخترعت "قنبلة عرقية".
إلا أن الصحيفة اعتبرت أن كل ذلك لا يعني أن أوباما لن يحصل على أصوات غالبية اليهود، الذين هم بشكل ساحق ديموقراطيون، ومن المؤكد أنه بالنسبة للعديد من الأميركيين اليهود فإن الأجندة الليبرالية العلمانية تطغى على أي قضية أخرى في السياسات الرئاسية.
وقالت الصحيفة إنه بالنسبة إلى هؤلاء الناخبين فإن أحداث عام 1973 ليست راسخة في عقولهم، موضحة أن وفاءهم لليبرالية هو المسيطر، وإنهم مستعدون، من أجل أن يريحوا أنفسهم، القبول بالمواقف العامة لأوباما التي يعبر فيها عن مشاعر قوية تجاه إسرائيل.