المواقف من كلام نصرالله بين الترحيب والتريّث وإعادة تحريك العجلة الحكومية

بيروت: أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس في مؤتمر صحافي مخصص لصفقة تبادل الأسرى بين "الحزب" وإسرائيل، وأعلن رسمياً أن الإتفاق المعلن "مقبول من طرفنا ومنجز وكل الترتيبات سنمشي فيها إن شاء الله"، متوقعاً تنفيذ الإتفاق "في غضون أسبوع او اسبوعين". اما على الصعيد الداخلي، فتمنى "ان يعتبر كل اللبنانيين ان هذا الانجاز انجازهم وهذا النصر نصرهم ونحن لا نريد ان نستفيد من هذا النصر في أي معادلة داخلية".

ودعا الى تحويل المناسبة "مناسبة وطنية جامعة موحدة وفرصة للم الشمل واللقاء مجدداً". واوضح انه "على المستوى الشخصي، وعلى رغم ظروفي الامنية الصعبة، نعلن انفتاحنا السياسي المطلق على اي لقاء سياسي او اي اجتماع سياسي تحت اي عنوان واي اطار للمساعدة في لم الشمل وجمع الكلمة وترميم الوحدة الوطنية وتكريس السلم الاهلي". وشدد على انه لم يكن لدى الحزب مانع من اشراك الدولة في المفاوضات "لكن الاشكال الرئيسي هو ان العالم كان يضغط على الحكومة ويطالبها بتسلم الاسيرين قبل البدء بأي تفاوض ويطالبها باطلاق غير مشروط لهما".

وبالتوازي كانت الحركة تنشط على محوري بعبدا والسراي الحكومي، فالتقى الرئيس سليمان في القصر الجمهوري المعاون السياسي لنصرالله الحاج حسين الخليل ورئيس لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا بعد اقل من اربع وعشرين ساعة على زيارة رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري. وكذلك عادت "الحرارة" على خط السراي- الرابية بعد انقطاع الاتصالات لاكثر من ثمان واربعين ساعة، حيث حضر الى السراي المسؤول عن العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر جبران باسيل.

وفي ابرز تعليق من جانب قوى 14 آذار على مواقف نصرالله، اعتبر رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط في تصريح لـصحيفة "السفير" إنه خطاب مشجع ويتضمن إيجابيات. واكد الاستعداد الدائم للحوار وان فريق الاكثرية لم يرفض ذلك في أي يوم من الأيام. وقالت اوساط الرئيس السنيورة لـ"السفير" انه سيكون هناك قراءة تفصيلية دقيقة من جانب رئيس الحكومة للخطاب وبعده يكون هناك موقف رسمي، ولكن يمكن القول إن النبرة التي اتسم بها الخطاب كانت نبرة إيجابية وتركت ارتياحا لدينا وهي دليل على وجود توجه ايجابي ومنفتح من قيادة "حزب الله"، يترافق مع مؤشرات أخرى ايجابية، وأمل أن تترجم سريعا بتأليف حكومة الوحدة الوطنية التي تم التوافق عليها في الدوحة، وان تنعكس إيجابا على الوضع السياسي العام في البلاد.

اما أوساط النائب سعد الحريري فرفضت التعليق على الخطاب "في الوقت الحاضر"، وقالت أوساط بارزة في "تيار المستقبل"، لـ"السفير" إننا سنتعامل بإيجابية وانفتاح ومرونة مع خطاب نصر الله، وستكون لنا مشاركة بارزة في العرس الوطني الجامع من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال بالإضافة إلى محطتي صيدا وبيروت. واكتفت أوساط مسيحية في الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار بالقول لـ"السفير" إننا سنتعامل بإيجابية ومرونة وانفتاح مع خطاب السيد نصر الله ودعوته للحوار، مشددة على إبقاء السلاح خارج المعادلة الداخلية، وأشادت بإشارة نصر الله لجهة رفضه استثمار صفقة تبادل الأسرى في الداخل.

وتحدثت اوساط سياسية مطلعة لصحيفة "النهار" عن اتصالات تجري للتحضير للقاء نصرالله ـ الحريري بما يعمم اجواء التبريد السياسي وينعكس على الشارع. لكنها لم تجزم بموعد عقد هذا اللقاء المحتمل، موضحة ان المسعى لا يزال في بدايته. وقالت ان زيارة الحريري لقصر بعبدا مساء الثلثاء اتسمت بأهمية كبيرة في فتح جسور التواصل المباشر بين الافرقاء في ضوء الدعوة التي وجهها الحريري علناً عقب الزيارة الى معاودة هذه الاتصالات واللقاءات. وقالت إن زيارة وفد حزب الله امس لقصر بعبدا استكملت هذا الاتجاه للقاءات المباشرة. وعلم ان موفدي نصرالله الى رئيس الجمهورية نقلا اليه دعم الحزب له في مسعاه لحلحلة العقد الحكومية، واستعداده للقيام بما يسهل مهمته.

وبالانتقال الى الملف الحكومي، افادت مصادر مطلعة على لقاء السنيورة ـ باسيل "النهار" ان افكاراً جديدة طرحت في الاجتماع امس، غير ان اي جواب عنها من الرابية لم يأت حتى ليل امس. واستغربت المعلومات المعممة عن صيغة تم التوافق عليها لتمثيل "تكتل التغيير والاصلاح" في الحكومة، مع انها اكدت السعي الجاد الى حل هذه المسألة.

وكانت بعض الاوساط السياسية تحدثت عن عرض قدم الى العماد عون باعطائه منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وحقائب الطاقة والاشغال والاقتصاد والزراعة، وان هذه الصيغة تقترب من الحصول على الموافقات المتبادلة. ولم تقترن هذه المعلومات بأي تأكيد او نفي من المعنيين، بينما نفتها اوساط في الغالبية، واستبعدت ان يكون هذا العرض دقيقاً. لكن اوساطاً بارزة في "التيار الوطني الحر" قالت ليلاً لـ"النهار" ان هناك اجواء جديدة وايجابية ونقاشاً مفتوحاً على اكثر من صيغة قابلة للبحث".