أخبار

خبراء: ضرب إيران قد يكون أقل كلفة من تحولها لدولة نووية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دبي: أثار تسارع الأحداث في المنطقة على خط المواجهة المستمرة بين إيران وأميركا الكثير من التساؤلات، وخاصة لجهة ما عرفته الأيام الأخيرة من تهديدات متبادلة وتلويح بضربات "قاصمة" و"مدمرة"، وما إلى ذلك من تعابير عرفها قاموس الخطب المتبادلة بين طهران ووواشنطن وتل أبيب. وكانت الإشارات الأبرز إلى عمق التوتر الحاصل إشارة إيران غير المسبوقة إلى أنها قد تقفل مضيق هرمز الذي تمّر من خلاله إمدادات نفط الخليج إلى العالم، إذا تعرضت لعمل عسكري. فجاء الرد سريعاً على لسان الأدميرال كيفين كوسغريف، قائد الأسطول الأميركي الخامس، إذ أكد أن واشنطن "لن تسمح بذلك."

غير أن الأمور تبدلت بسرعة الأربعاء، حيث أكد البيت الأبيض أولوية الخيار الدبلوماسي مع طهران، ليخرج بعد ذلك قائد الأركان الأميركية، الأدميرال مايكل مولن، بتصريح أتى بمثابة الترجمة العسكرية لذلك، إذ أشار إلى أن ضرب إيران، إلى جانب الحرب بالعراق وأفغانستان، سيضع الجيش الأميركي تحت "ضغط هائل."

وبينما رأى منظّرو احتمال حصول صفقة بين القوى المتصارعة في المنطقة هذه التطورات دليلاً على صحة ما توجهوا إليه، شدد خبراء على أن الخيار العسكري سيظل واردا،ً وأن تكلفته على واشنطن وحلفائها في المنطقة - بصرف النظر عن حجمها - ستكون أسهل بما لا يقاس من قبول تبدلات استراتيجيه يفرضها تحوّل إيران إلى قوة عظمى في المنطقة مع قنبلة نووية.

قهوجي: نتجه إلى حرب باردة في الشرق الأوسط

وفي هذا الإطار، رأى رياض قهوجي، مدير مركز الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري إن المنطقة أمام خيار من اثنين، "الأول احتمال المواجهة، والثاني اعتراف أميركي غير مباشر بعدم القدرة على حسم الملف عسكرياً حالياً." واضاف قهوجي: "سيفرض الخيار الثاني الانتقال إلى حرب باردة يستعاض عبرها عن المواجهة المباشرة بمواجهات على جبهات فلسطينية ولبنانية وعراقية، وتتجه المنطقة إلى مرحلة تأزيم طويلة."

قهوجي استبعد أن تنجح فرص التوصل إلى صفقة بين واشنطن وطهران، معتبراً أن إسرائيل "لن تقبل بها، رغم أن بعض الجهات الأميركية تدعو إليها،" وخاصة إذا تضمنت الصفقة الحفاظ على بعض جوانب البرنامج النووي الإيراني، وفي مقدمتها التخصيب، الذي "لن تقبل به تل أبيب مطلقاً." لافتاً إلى أن الحلفاء العرب "لديهم أيضاً تساؤلات عن النوايا الإيرانية، وهم لن يسمحوا بتسوية تكون على حسابهم."

ورفض قهوجي اعتبار أن أميركا عاجزة عن توجيه ضربه عسكرية لإيران، معتبراً أن هناك نوع من "الإنهاك المعنوي" للجيش الأميركي، أما الحديث عن الإنهاك المادي فهو "محدود،" خاصة وأن واشنطن ما تزال قادرة بكل المقاييس على خوض الحرب، باستثناء عائق الرفض الشعبي وضعف الجبهة الداخلية.

غير أن الخبير العسكري حث إيران على "عدم النظر إلى الموضوع وكأنه ضمانة لها، وعدم اعتبار نفسها قوة عظمى، لأن أميركا قادرة على خوض حرب ثالثة، وتدمير البنية التحتية العسكرية الإيرانية خلال بضعة أسابيع، وإن كان هناك مخاوف من استخدام إيران لسلاح العمليات الإرهابية في المنطقة والولايات المتحدة نفسها."

ورأى قهوجي أن موقف طهران من واشنطن خلال الفترة المقبلة "سيتوقف على مدى حكمتها، واحتمال أن تفترض بأن أميركا في موقف انهزامي وعليها التصعيد لحصد مكاسب جديدة،" مشدداً على أن أميركا "تضع حدودا لن تسمح لإيران بتجاوزها."

وحذّر قهوجي من احتمال انفجار الأوضاع في منطقة معينة، متسببة بسلسلة تفاعلات تؤدي إلى انفجار شامل، داعياً القيادة الإيرانية إلى الأخذ بعين الاعتبار واقع أن الإدارة الأميركية الحالية تعيش أيامها الأخيرة، وليس هناك ما تخسره سياسياً، وهي على استعداد بالتالي للمجازفة.

وعن الموقف السوري حيال تصعيد عسكري ضد إيران قال: "سوريا أجندتها لا تتوافق مع أجندة إيران، فالنظام في دمشق عربي علماني هدفه استرجاع الجولان والحفاظ على نفسه وضمان سلامته، بينما النظام في طهران فارسي إسلامي شيعي هدفه التحول إلى قوة عظمى، والشيء الوحيد الذي يجمع بينهما هو حزب الله.. وأرى أن السوري سيتابع معالجة ملفاته وهو سيحدد متى يمكن له أخذ خطوة معينة قد تسمح لها بالمزيد من الحراك السياسي."

العاني: مكاسب ضرب إيران قد تكون أكبر من الخسائر

من جهته، اعتبر مصطفى العاني، مدير قسم الأمن الوطني ودراسات الإرهاب في مركز الخليج للأبحاث في دبي أن تسلسل الأحداث في المنطقة شهد تسجيل تطورين أساسيين، الأول تأكيد الولايات المتحدة على لسان قيادتها العسكرية والسياسية أنها لن تقوم بعمل عسكري ضد إيران، طالما الخيار السياسي والدبلوماسي مفتوح.

والثاني الرد الأميركي على تلويح إيران بإمكانية إقفال مضيق هرمز، حيث أكد قائد الأسطول الخامس أكثر من مرة أنه لن يسمح لإيران بذلك، وهذا ليس تناقضاً بل إثبات أن واشنطن لن تستبعد الخيار العسكري، وذلك للضغط على إيران.

وعن احتمال أن تتجه الأمور نحو ترتيبات تمنح إيران موقعاً في المنطقة، قال: "لا أجد مجالاً لصفقة كبرى بين أميركا وإيران في ظل إدارة بوش، ولكنها محتملة ومرجحة في ظل الإدارة المقبلة سواء أكانت جمهورية أم ديمقراطية، لأن الإدارة الحالية والنظام الإيراني عبرا عن يأسهما المتبادل من بعضهما."

وتوقع العاني ألا تقع ضربة أميركية على إيران "إذا ظلت الأمور على وضعها حتى دون نهاية ولاية بوش،" مشدداً على أن الصفقة هي "مطلب إيراني وأمنية لطهران، التي تريد الحصول على مكانة في المنطقة، والعودة إلى أن تصبح حليفة لأميركا."

غير أن الخبير المتخصص في الشؤون الأمنية حذر من احتمال أن تقوم إسرائيل بعمل منفرد ضد البرنامج النووي الإيراني، قائلاً: "لدى إسرائيل سياسة مستقلة عندما يتعلق الأمر ببقائها وأمنها، وسياستها الخارجية مرتبطة بوضعها السياسي الداخلي، فإذا ظهرت ضغوط داخلية تدعوها إلى ضرب إيران فستفعل ذلك."

وأضاف: "واشنطن لن تستطيع إيقاف تل أبيب إذا كانت تشعر بوجود تهديد لبقائها، وقد سبق لإسرائيل أن وجهت ضربات عسكرية إلى دولتين عربيتين على خلفية برامج نووية، الأولى ضد مفاعل تموز العراقي عام 1981، والثاني ضد ما قيل إنه منشأة نووية سورية عام 2007، وقد خرجت من العمليتين بأقل قدر من الخسائر العسكرية والدبلوماسية، ويمكن لها الاعتماد على هذه التجارب للتحرك ضد إيران."

وعن وضع دول المنطقة العربية، قال العاني إن الأخيرة " لا تريد أن تجد نفسها بين فكي كماشة بين أميركا وإسرائيل وإيران، لكن إذا كانت الضربة العسكرية ستوقف طهران عن الظهور بمثابة دولة نووية تهدد المنطقة وتوازناتها، فالدول العربية ستؤيدها لأن إيران النووية تمثل تبدلا استراتيجياً على أرض الواقع في المنطقة." وقال إن إسرائيل ستتوقع بالتأكيد رداً من حزب الله إذا ضربت إيران، وأن واشنطن ستتوقع رداً إيرانياً في العراق والخليج إذا قامت شخصياً بالضربة.

غير أنه شدد على أن ذلك قد لا يحول دون استهداف البرنامج النووي الإيراني باعتبار أن "تحمّل ضربات إيرانية قد تستمر أياماً أو أسابيع سيكون مقبولاً بالقياس إلى الخسائر الإستراتيجية التي ستقع إذا امتلكت إيران السلاح النووي، وتبدلت موازيين القوى في المنطقة." ويذكر أن التوتر الأخير كان قد انعكس على القطاع الاقتصادي في الخليج والعالم، إذ تزايد القلق حيال إمدادات النفط، وسجلت أسعاره قفزات قياسية في الأسواق الدولية، وتعرضت البورصات في بعض الدول لهزات عنيفة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
خيار شمشون الإيراني
عدنان احسان- امريكا -

ايران الخائفه , والغرب المذعور ..... ستستمر هذا المعادله طالما بقيت معادله عقده القوه في هذا العالم , وربما لانلوم ايران على خوفها من الغرب المتوحش والذي سقطت كل المعاييره السياسيه والإخلاقيه والفلسفيه عندهم , وهم اليوم اشبه بالرعاع وتجار شركات , وقد توقع ذلك الفيلسوف الإشتراكي اليهودي الإلماني (كارل ماركس )وقال في تحليلاته السياسيه والفلسفيه (الإمبريايليه في اخر مراحلهم سيتكون اكثر شراسه وعدوانيه للدفاع عن مصالحهم في صراعها حتى مع نفسها )) .

الازمة الى اين
حسين الربيعي -

مايحدث الان من مد وجزر بين ايران وامريكا هو نفسه ماحدث بين نظام صدام وامريكا في بداية التسعينات وكان صدام بوقته قويا بجيشه واقتصاده والدعم الدولي والعربي له اتذكر حين كان يشير في كل مناسبة يتكلم بها وااكثرها الى قوة جيشه ومايمتلكه من صواريخ وكان اخرها على مااذكر عرضه لشئ قال فيه انه سيهلط فيه اسرائيل والذي لايعرف كلمة الهلط بالعراقية اقول انه قريب للشوي. ومرت الايام وكنت فيها على مااذكر بالناصرية بالقرب من قاعدة الامام علي الجوية وبدا القصف الامريكي للعراق كان هذا في عام 1991 وعينك ماشافت جهنم ذلك المساء من سقوط الصواريخ والقصف وفي اليوم التالي سئلت نائب ضابط بوحدة الدفاع الجوي كان من بلدتنا وين صواريخكم التي كنت تتحدث عنها فقال وهو يضحك وشر البلية مايضحك كل شئ توقف الصواريخ كانت تهتز ونحن بجانبها وترفظ الانطلاق انه التشويش يااخي لقد خدعونا بالاعلام ولم نرى ماحدث هل هو واقع ام خيال هذا ينطبق على ايران واعتقد اننا سنرى صواريخهم وقوتهم تهتز امامهم وترفض الانطلاق مع العلم ان ماحدث معنا كان في 1991 والان نحن في 2008 اعتقد ان صواريخهم لاتهتز فقط وانما ستغني ايضا بفعل التكنلوجيا الحديثة

إلى السيد عدنان
أرسطو -

إذا كان الغرب كما وصفته ، فلماذا ، إذن ، أنت باق هناك ؟ عد إلى بلادك وأرنا كيف يمكنك نقد ; نفر ; أمن !!! وقتها ستعرف قيمة الإنسان بدون لف ولا دوران ولا ; فلسفة ; سواء جاءت من ماركس أم من إنجلز أم من غيرهما ، المهم أن تتوافق أقوالنا مع أفعالنا

يطمنا أرار مجانين!
أبو مالك -

ايران لا تحتاج لقنبلة ذرية ولن تنتجها. قد يستطيع الغرب تخريب البنية التحتية العسكرية والمدنية لايران وحتى البرنامج النووي سواء لاغراض قنبلة او لغيرها كما فعل في العراق، الا ان ذلك لن يوقف مقاومة ايران خاصة وان الموت لدي جملة شعبها يؤدي للشهادة ثم للجنة. وهذا يقتضي احتلال ايران كاملا للخلاص من ;خطرها على السلام العالمي.. وهذا غير ممكن وهو يعني حربا طويلة الامد. الا ان الهدف الحقيقي من ضربة ايران المحتملة هو اخضاع ايران ونشر القتل والدمار فيها كما فعلوا بالعراق ثم الحيازة على مصادر الطاقة فيها ليضمها الى مناطق الخليح والعراق فيتمكن عندذاك من ابتزار العالم بها. اما اذا اراد استعمال السلاح الذري ضد ايران فهذا ايذان لكل الدول صغيرها وكبيرها بتصنيع القنبلة ولن تكون حاجة بعدها لاكثر من زر يداس عليه خطأ او من قبل مجنون ارهابي لتشتعل الارض ومن عليها. فهل بقي من يتعقل في هذا العالم الذي يحكمه اشرار مجانين.