انغريد بيتانكور تلتقي ولديها في بوغوتا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بوغوتا: التقت الرهينة الفرنسية الكولومبية سابقا انغريد بيتانكور اليوم الخميس ولديها القادمين من فرنسا غداة العملية العسكرية النوعية التي نفذها الجيش الكولومبي وتمكن خلالها من تحريرها بعد ست سنوات قضتها في قبضة القوات الثورية المسلحة الكولومبية (فارك) الماركسية المتمردة. وعانق الولدان ميلاني ولورنزو بحرارة والدتهما التي ضمتهما الى صدرها وغمرتهما بالقبلات. وقالت بيتانكور التي صعدت الى الطائرة برفقة زوجها خوان كارلوس لوكونت للصحافيين ان رؤية ولديها مجددا كان حدثا غامرا.
وفي الطائرة وقبل دقائق من هبوطها، تركت ميلاني العنان لعواطفها ولم تتمكن من التحكم بدموعها التي انهارت بغزارة. من جهته، قال لورنزو "ست سنوات ونصف السنة مضت وانا انتظر هذه اللحظة، ساقول لها كم احبها"، كما ذكرت مراسلة لوكالة فرانس برس كانت على متن الايرباص التابعة للدولة الفرنسية والاتية من باريس.
واثناء هبوط الطائرة في بوغوتا، امسك كل من الولدين بيدي الاخر في حين بحثت اعينهما عن الوالدة. بعيد ذلك، اعلنت انغريد بيتانكور التي تم تحريرها بعد ستة اعوام من الاسر لدى القوات المسلحة الثورية الكولومبية "اتوق الى الوصول الى فرنسا، اتوق الى منزلي". واضافت "اود ان اقبل الرئيس (جاك) شيراك وصديقي الدائم (رئيس الوزراء الفرنسي السابق) دومينيك دو فيلبان الذي فعل المستحيل من اجل الرهائن، من اجلنا جميعا".
وقالت "اود ان اعانق الرئيس (نيكولا) ساركوزي لاقول له اني معجبة به واني ادين له بوجودي هنا اليوم". واضافت انغريد بيتانكور ايضا "انها قصة لا تصدق مع نهاية سعيدة"، و"سآتي الى فرنسا لاشكر كل الفرنسيين واشاطرهم لحظة السعادة هذه (..) اني في حالة مدهشة، انها اعجوبة". واستقبل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاتي من باريس مع ولدي انغريد بيتانكور، نظيره الكولومبي فرناندو اروجو واكد ان "عائلة بيتانكور العظيمة ستساعد في تحرير كل الرهائن" الذين لا يزالون محتجزين لدى فارك.
ويتوقع ان تصل انغريد بيتانكور الى باريس بعد ظهر الجمعة على متن الايرباص الفرنسية وسيستقبلها لدى وصولها الرئيس نيكولا ساركوزي، كما علم لدى الرئاسة الفرنسية. وتمكن الجيش الكولومبي الاربعاء من تحرير بيتانكور وثلاثة اميركيين واحد عشر عسكريا كولومبيا اثر عملية تسلل تم التخطيط لها بدقة، ونفذت بمشاركة طوافة في جنوب شرق البلاد في مقاطعة غوافياري.
واكد وزير الدفاع الكولومبي خوان مانويل سانتوس الخميس ان هذه العملية "كولومبية مئة بالمئة"، وذلك ردا على سؤال حول دور محتمل للولايات المتحدة فيها. واوضح الوزير ان واشنطن "ساعدتنا قليلا في تقييم بعض الامور ولكنها هامشية جدا. في الحقيقة، لقد كانت عملية كولومبية مئة بالمئة وان كل العمل الاستخباراتي كان كولومبيا ايضا".
واعلن البيت الابيض ان الولايات المتحدة كانت على علم بان كولومبيا تعد لعملية لكن بوغوتا لم تطلب منها الضوء الاخضر.ومساء الاربعاء، التقت انغريد بيتانكور البالغة من العمر 46 عاما، في مطار بوغوتا والدتها يولاندا بوليسيو وزوجها خوان كارلوس لوكونت الذي اعلن اليوم الخميس لوكالة فرانس برس ان زوجته الرهينة السابقة امضت ليلتها الاولى طليقة في منزل والدتها في بوغوتا دون ان يغمض لها جفن.
وقال "وصلنا الى المنزل في وقت متاخر ليلا، وبدانا محادثة طويلة روت لنا خلالها تفاصيل اسرها الحزينة. وطلبت ان تاكل البرتقال عند الافطار، كانت ترغب في ذلك وان اولويتها الان هي التوجه لملاقاة ولديها". وكانت بيتانكور اول من نزل من الطائرة التي اقلت الرهائن الى مطار بوغوتا. وقد خرجت من الطائرة مرتدية بزة عسكرية وعلى وجهها ابتسامة عريضة، وما ان وطأت ارض المطار حتى ارتمت في احضان اقربائها. وقالت بعد ساعات من تحريرها "اشكر الرئيس (الفارو) اوريبي لانه قام بهذه المجازفة واعرف انها كانت لحظة صعبة لان العملية كانت تنطوي على مخاطر كبيرة لكنها جرت حسبما ما خطط لها".
وبيتانكور سناتورة سابقة وناشطة بيئية ترشحت الى الانتخابات الرئاسية في كولومبيا واختطفها متمردو فارك في 23 شباط/فبراير 2002. من جهته، اكد الرئيس الكولومبي الفارو اوريبي في خطاب مساء الاربعاء ان "العملية لم تكن مرتجلة" مشيدا "بالعمل الرائع" الذي قام به العسكريون، ومن ثم اقام حفل عشاء على شرف الرهائن المحررين.
وفي كولومبيا قطعت محطات الاذاعة والتلفزة برامجها لتبث برامج خاصة بالمناسبة تخللتها اتصالات ومقابلات مع الجمهور الذي اعرب عن سعادته ومفاجأته لتحرير انغريد بيتانكور. وقال وزير الدفاع الكولومبي الذي كان في استقبال الرهائن المحررين على مدرج المطار ان "هذه العملية جديرة بان تتحول الى فيلم سينمائي". من جهته اكد قائد الجيش فريدي باديا في خطاب ان هذه العملية جرت "بدون اطلاق رصاصة واحدة او سقوط جريح واحد"، مشيدا بعمل القوات المسلحة.
واوضح ان "الرهائن تم تحريرهم في عملية للجيش اثر عملية اختراق للصف الاول في قيادة القوات المسلحة الثورية الكولومبية قام بها رجل عهد اليه في السنوات الاخيرة بمراقبة مجموعة كبيرة من الرهائن". من جهتهم وصل الاميركيون الثلاثة المحررون، وهم مارك غونزالفس وتوماس هوز وكيث ستانسل الى سان انطونيو في ولاية تكساس الاميركية (جنوب) صباح الخميس، ومن ثم نقلوا الى مراكز طبية تابعة للجيش الاميركي.
وكان الاميركيون الثلاثة اختطفوا في شباط/فبراير 2003 خلال قيامهم بمهة لمكافحة المخدرات على متن طائرة تابعة للقيادة الاميركية الجنوبية تحطمت في الادغال الكولومبية في ولاية كاكويتا وهي منطقة شاسعة يسيطر عليها المتمردون.