أوروبا لإيران: تعليق العقوبات لقاء تعليق أجهزة الطرد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك: أكد دبلوماسي غربي على صلة بالموقف الدولي من ملف إيران النووي الخميس أن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي سيقترحون على طهران مبادرة جديدة يأملون من خلال جذبها إلى طاولة المفاوضات، وتقوم على اقتراح تعليق فرض المزيد من العقوبات عليها، مقابل تعليقها إنتاج أجهزة الطرد المركزي الخاصة بتخصيب اليورانيوم.
ويتضمن الاقتراح استمرار هذا "التجميد المتبادل" لمدة ستة أسابيع، غير أن أهميته تكمن في كونه يتجنب الطلب من إيران التعليق الفوري لتخصيب اليورانيوم، إذ أنه سيتيح لها استمرار العمل بأكثر من ثلاثة ألف جهاز طرد مركزي منصوبة في منشآتها حالياً.
ويأتي الاقتراح في وقت تزداد فيه الضغوط على طهران بسبب ملفها النووي، حيث تبدي عدة عواصم غربية، وفي مقدمتها واشنطن، قلقها من احتمال أن ينطوي برنامج طهران على جانب عسكري يهدف لإنتاج أسلحة دمار شامل، علماً أن إيران تنفي ذلك بشدة. وكانت المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وطهران حول هذا الموضوع قد وصلت إلى طريق مسدود الأسبوع المنصرم، حيث فرض الاتحاد الأوروبي عدداً من العقوبات عليها، وفي مقدمتها تجميد أصول بنك "ملي" ومنع منح تأشيرات دخول لعدد من المسؤولين الإيرانيين.
وكانت مجلة "تايم" الأميركية قد أعدّت على موقعها الإلكتروني دارسة مطولة عن مسار التفاوض مع طهران حول برنامجها النووي الأربعاء، قالت خلالها إن وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متقي، ألمح إلى انفتاح طهران على رزمة الحوافز والعروض الجديدة المقدمة من الاتحاد الأوروبي لها لوقف تخصيب اليورانيوم.
وأضاف التقرير أن متكي أعاد إحياء الأجواء الإيجابية التي كانت قد رجحت قبول طهران بالعرض، مشيراً إلى أن الأخير وصف رزمة الحوافز بأنها "بناءة،" وأن بلاده سترد عليها خلال أسبوعين. ووفقاً لبنود الاتفاق التي أوردتها "التايم" فإن الحوافز تتضمن الجوانب السياسية والإقتصادية والأمنية لإيران، وتقوم على عرض "تجميد متبادل" يقوم خلاله الجانب الإيراني بوقف زيادة أجهزة الطرد المركزي في مفاعل ناتنز، على أن يوقف المجتمع الدولي فرض العقوبات لمدة ستة أشهر.
وترتكز الخطة على نقطة أساسية تتمثل بعدم الطلب من إيران التوقف فوراً عن التخصيب، وهي مسألة كان لها الدور الأكبر في إجهاض رزم الحوافز السابقة التي قدمتها الإدارة الأميركية. وعلى خط مواز، قال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، في مقابلة صحفية إن مصلحة إيران تتمثل في قبول الحوافز الأوروبية لأن الإدارة الأميركية ترغب أن ترى فشل هذا المسعى.
وقال ولايتي إن الأوربيين يرون وجود فرصة لحل الأزمة من خلال المباحثات، بينما يريد الجانب الأميركي أن ترفض إيران الطلب لاستغلال ذلك ذريعة لإثبات وجهة نظرة القائلة بعدم جدوى التفاوض مع طهران.
وسبق للرئيس الأميركي، جورج بوش، أن حاول الأربعاء التخفيف من حدة التوتر المتزايد بين بلاده وطهران، على خلفية تسارع ترجيح وقوع ضربة عسكرية لمنشآتها النووية من قبل واشنطن أو حليفتها، تل أبيب. وأكد بوش على أن بلاده ستتابع "ضغطها الدبلوماسي" على إيران لتشجيعها على التخلي عن برنامجها المثير للجدل.
وبعد دقائق من إعلان بوش لمواقفه، خرج قائد الأركان الأميركية، الأدميرال مايكل مولن، بتصريح أتى بمثابة الترجمة العسكرية لما قاله البيت الأبيض، إذ أشار إلى أن ضرب إيران، إلى جانب الحرب في العراق وأفغانستان، ستضع الجيش الأميركي تحت "ضغط هائل." بالمقابل، برز موقف إيجابي من وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متقي، حيث رحّب بفكرة إجراء اتصالات بالولايات المتحدة، معتبراً أنها "خطوة جيدة لخلق فهم متبادل لدى الشعبين"، ومعرباً عن احتمال أن تنظر بلاده بالفكرة.