متمردو كولومبيا على شفا هزيمة بعد إنقاذ الرهائن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عضو بفرقة الكوماندوس صور عملية تحرير الرهائن بوغوتا,باريس: يظهر إنقاذ أنجريد بيتانكور التي كانت رمزا للرهائن المحتجزين لدى المتمردين في كولومبيا أن أقدم حركة للعصيان المسلح في أميركا اللاتينية على شفا هزيمة في حربهم الممولة من الكوكايين من أجل السيطرة على البلاد رغم أن انتهاء أمر الجماعة قد يستغرق سنوات.وترجم انقاذ بيتانكور - وهي سياسية كولومبية من أصل فرنسي وثلاثة أمريكيين و11 كولومبيا احتجزوا لسنوات كرهائن في الادغال - على الفور الى زيادة ثقة المستثمرين في الدولة الواقعة في حوض نهر الانديز حيث ارتفعت قيمة عملتها البيزو وكذلك أسعار الاسهم في بورصتها المحلية.
وقال ألفارو خيمينيز وهو عضو سابق في جماعة ام 19 الثورية المسلحة التي جرى حلها "هذه أعنف ضربة وجهت للمتمردين الى الان." لكنه استطرد قائلا ان "ذلك لا يعني أن الحرب انتهت. فالام الاحتضار في هذا الصراع قد تدوم لفترة طويلة جدا." وبهذه الضربة وضربات أخرى تلقتها جماعة التمرد اليسارية التي تعرف باسم القوات المسلحة الثورية لكولومبيا (فارك) يتوج الرئيس الكولومبي الفارو أوريبي حليف الولايات المتحدة نجاحه في تحسين الامن في شمال البلد الصناعي الذي يجتذب استثمارات أجنبية لا مثيل لها.
لكن الاوضاع في مناطق أخرى في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 44 مليونا قد تظل تفيد المتمردين الذين يترنحون لسنوات أخرى حيث تغذيهم تجارة الكوكايين والتخلف في الريف الذي يولد معينا متواصلا من الشبان الساخطين الذين يمكن تجنديهم.
ويعتمد الاستقرار الحقيقي على هزيمة اقتصاد المخدرات المزدهر. وزادت زراعة نبات الكوكا الذي يستخدم في صناعة الكوكايين بنسبة 27 في المئة في العام الماضي ولا تزال كولومبيا المصدر الاول للكوكايين على الرغم من ضعف المتمردين. وأدت المساعدات العسكرية الامريكية التي تقدر بمليارات الدولارات والهجوم المتواصل الذي يشنه أوريبي الى ترنح فارك ومن غير المحتمل أن تعود كقوة قومية متماسكة قادرة على تحدي الدولة.
وأنهى مقتل اثنين من أعضاء أمانة الجماعة في وقت سابق من هذا العام- أحدهما قتل بعدما خانه حراسه وقطعوا أوصاله طمعا في مكافأة حكومية- أربعة عقود من فشل الحكومة في ضرب القيادة العليا للجماعة. ثم كانت وفاة مانويل مارولاندا زعيم الجماعة لاسباب طبيعية.
وقال خيمينيز الذي يعمل الان محللا سياسيا "الشيء الوحيد الذي يمكن لفارك أن تتفاوض عليه الان هو هزيمتها وهم ليسوا مؤهلين أيديولوجيا لعمل ذلك." وتابع قائلا "انه لخداع أن نعتقد أن فارك ستنهار." لكن عملية الانقاذ التي تظاهر خلالها ضباط من الدولة بأنهم أعضاء في جماعة صديقة لفارك ووعدوا بنقل الرهائن بطائرة هليكوبتر الى موقع جديد تكشف الى أي مدى أصبح جيش المتمردين غير منظم. وقالت بيتانكور انه بمجرد أن أصبحت الطائرة في الجو أبلغ الرهائن بأنه تم تحريرهم مما أدى الى احتفال صاخب كاد أن يسقط الطائرة. وأصبحت بيتانكور أشهر شخصية في قضية الرهائن المحتجزين في كولومبيا على الساحة الدولية وكانت ورقة التفاوض الرئيسية في يد فارك لتبادل الاسرى.
وحث الرئيس اليساري لفنزويلا المجاورة هوجو تشافيز وهو أكبر حليف دولي للمتمردين جماعات المتمردين على اطلاق سراح جميع الرهائن وبدء محادثات للسلام. لكن المتمردين يحصلون على تمويل جيد من خلال فرض ضرائب على 600 طن من الكوكايين يتم تصديرها سنويا من كولومبيا حتى بعد أن جذبت سياسات أوريبي استثمارات للمناطق الشمالية المتقدمة في كولومبيا بينما المناطق الجنوبية الريفية قد تظل معرضة للخطر.
ويريد أورويبي الذي يطالبه كثير من أنصاره بتغيير الدستور للترشح لفترة رئاسة ثالثة في عام 2010 تحويل الجنوب الى منتج كبير للغذاء والوقود الحيوي. لكن هذه الخطط لا تزال في مراحلها الاولى وتعتمد على تحقيق مزيد من التقدم في مجال الامن. وقبل عشر سنوات كان المتمردون يسيطرون على بلدات تطوق المدن وكثيرا ما ينسفون منشات للطاقة مما دفع المستثمرين لهجر كولومبيا.
لكن فارك أصبحت الان تبدو وعلى نحو متزايد كجماعة مثل جماعة الدرب المضيء التي كانت تشن هجمات في بيرو متى شاءت لكن لم يتبق لها الان سوى عدد قليل من الوحدات المعزولة. وقال مايكل شيفتر من مركز أبحاث الحوار بين الاميركتين ومقره العاصمة الامريكية واشنطن "من المرجح أن تتفكك فارك تدريجيا الى جماعات أصغر تظل متورطة في تجارة الكوكايين وجرائم أخرى." ومضى يقول "هذا سيستمر يشكل مشكلة لكولومبيا لكنها بعيدة تماما عن القوة الموحدة التي كانت تمثلها فارك قبل عشر سنوات."
انغريد بيتانكور في مستشفى باريسي للخضوع لفحوصات طبية
وصلت الرهينة السابقة الفرنسية الكولومبية انغريد بيتانكور السبت الى مستشفى فال دو غراس العسكري في باريس حيث ستخضع للفحوصات لتحديد الاثار الصحية الناجمة عن اسرها ستة اعوام في ادغال كولومبيا.
ولم تدل بيتانكور (46 عاما) باي تصريح عند وصولها الى المستشفى صباحا، بحسب صحافي في وكالة فرانس برس.ودخلت السيارة التي نقلت بيتانكور بسرعة الى حرم المستشفى، يرافقها دراجون من الشرطة.
وستجري بيتانكور فحوصات طبية دقيقة، لا سيما تحاليل دم كاملة، بحسب احد افراد الوفد المرافق للرهينة السابقة في الطائرة التي نقلتها الجمعة من كولومبيا الى فرنسا.
وامضت بيتانكور ستة عوام اسيرة تمرد فارك في ادغال كولومبيا، وافرج عنها الاربعاء الى جانب 14 رهينة اخرى اثر عملية للجيش الكولومبي. ووصلت بعد ظهر الجمعة الى باريس، حيث استقبلها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.