تطهير العراق من القاعدة ومكالمات برلسكوني المبتذلة في الصحف البريطانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: تقوم القوات الأميركية والعراقية حاليا بمطاردة فلول تنظيم القاعدة في العراق بغية طردها من "حصنها الأخير" في مدينة الموصل الواقعة شمالي البلاد، وذلك في ما يُعتبر ذروة الانتصارات المذهلة التي تحققت حتى الآن في ما بات يُعرف بالحرب على الإرهاب.
هذه هي النتيجة التي خلص إليها تحقيق تنشره صحيفة الصنداي تايمز البريطانية الصادرة اليوم على صدر صفحتها الأولى ويحتل صفحتين كاملتين في الداخل.
يتحدثت التحقيق الميداني عن المواجهات الأخيرة التي شهدتها الموصل بين القوات الأميركية والعراقية المشتركة من جهة ومسلحي القاعدة في العراق من جهة أخرى. أولئك المسلحون الذين راحوا يدافعون بشكل مستميت عن "آخر مواقعهم" في المدينة.
ويقول التحقيق، الذي أعدته ماري كولفين، مراسلة الصحيفة في الموصل، إن "عملية زئير الأسد" الضخمة الرامية للقضاء على الـ 1200 مسلح، وهم من تبقوا من "القوة الإرهابية" التي كان يُقدر قوامها ذات يوم بـ 12 ألف شخص، كانت قد بدأت في العاشر من شهر مايو/أيار المنصرم وضمت قوات من الجيش العراقي واللواء الأميركي الثالث المدرع.
ويضيف التحقيق أن العملية أسفرت حتى الآن عن مقتل قائد تنظيم القاعدة في العراق، الملقب بـ "أبو خلف"، بالإضافة إلى أسر أكثر من ألف شخص ممن يُشتبه بأنهم من مسلحي القاعدة.
ويرى التحقيق أن تنظيم القاعدة في العراق قد جرى تحجيمه وتقليصه إلى مجرد مجموعات صغيرة "لم يعد بمقدورها فعل شيء سوى شن هجمات سرعان ما يلوذ المهاجمون على أثرها بالفرار، كتلك التي نفذها مسلحون يوم أمس السبت وقتلوا فيها شرطيين كانا خارج الخدمة، والتفجيرات المتقطعة هنا وهناك والتي تهدف إلى قتل أكبر عدد ممكن من المسؤولين والمدنيين."
تقول المراسلة إنها رافقت يوم الجمعة الماضي عناصر الكتيبة الثانية في الجيش العراقي، والتي كانت تنفذ عمليات الإسناد والدعم لقوات الشرطة المحلية أثناء عمليات المطاردة من منزل إلى آخر لتعقب منفذي التفجيرات، وذلك بعد أن كانت معلومات استخباراتية قد رشحت عن احتمال وقوع تفجير كبير في المنطقة اليوم الأحد.
وتضيف المراسلة قائلة: "حتى في منطقة مثل زنجالي، والتي كانت في السابق مرتعا للمسلحين، فقد تمكنت من مرافقة عقيد في الجيش العراقي حيث جبنا سوية الشوارع سيرا على الأقدام وسط المنازل المخرمة بالرصاص. لقد جرى تفتيش مئات المنازل بدون وجود أي مقاومة، لكن الجيش لم يعثر حتى على قنبلة واحدة، وإن تمكن من مصادرة 60 كيلو غراما من المتفجرات."
وتنقل الصحفية عن العميد عبد الله عبد، وهو قائد عسكري عراقي رفيع، قوله: "لقد حدينا من حركتهم (المسلحين) من خلال إقامة نقاط التفتيش. إنهم يقومون الآن بشن هجمات صغيرة ويسعون للقيام بعمليات أكبر، إلا أنهم يخفقون في معظم الأحيان."
أما الميجر جنرال مارك هيرتلينج، قائد القوات الأميركية في شمال العراق، فيقول للصحيفة نفسها: "أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة لا يمكن الرجوع عنها."
وتنشر الصحيفة مع التحقيق صورا لجنود أميركيين وعراقيين يظهر في إحداها جنديان أميركيان بسلاحهما الميداني الكامل أمام أحد المنازل التي تتم مداهمتها في الموصل، وقد صوبا بندقيتيها إلى الأعلى وراح كل منهما يضع إصبعه على الزناد تحسبا لأي طارئ، بينما ظهرت على وجههيهما وفي عيونهما علامات التصميم والإقدام التي لربما كانت غابت عن وجوه الكثير من عناصر القوات الأميركية في العراق قبل أشهر بسبب الانتكاسات الأمنية في العراق.
وعن تطورات الملف النووي الإيراني، نقرأ في الصنداي تلغراف تقريرا لتيم شيبمان، مراسل الصحيفة في واشنطن، يتحدث عن المخاوف الأميركية من أن الخطة الإسرائيلية لمهاجمة إيران ستفشل في تدمير منشآتها النووية.
يقول التحقيق إنه على الرغم من الإحساس المتنامي بالخطورة، إلا أن أيا من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أو المخابرات الإسرائيلية (الموساد) لا تعرف موقع كل قاعدة أو منشأة نووية في إيران، وبالتالي لا يمكن ضمان تدميرها في حال تنفيذ الضربة العسكرية الإسرائيلية ضد طهران.
وتذكر الصحيفة بما قد توصل إليه تقرير صدر الأسبوع الماضي عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى حيث رأى أنه في حال مهاجمة إسرائيل لإيران، فإن الأخيرة قد تشن بدورها هجوما انتقاميا على مفاعل ديمونة الإسرائيلي النووي، أو حتى منشآت النفط في دول الخليج.
وفي طبعتها الإلكترونية، تنشر صحيفة الصنداي تايمز تحقيقا مصورا مطولا بعنوان "عيادة بيتي فورد للجهاديين" يتحدث عن "مركز التأهيل والرعاية" الواقع على مشارف العاصمة السعودية الرياض حيث تحاول الحكومة اكتشاف وتطبيق طريقة جديدة "لإصلاح الراديكاليين المشاكسين".
يقول التحقيق إن زائر المركز المذكور يشعر بأنه في رحاب مدرسة داخلية نموذجية أكثر مما هو في سجن سعودي للنزلاء من "الجهاديين."
ونقرأ في تفاصيل وصف المركز أيضا: "يستطيع النزلاء الاستمتاع بخدمات وتجهيزات كثيرة كالمسبح وكرة الطاولة والألعاب الإلكترونية، كما يتواجه في المساء السجناء والحراس في مباراة لكرة القدم. أما الخيمة المكيفة التي نُصبت إلى جانب الملعب الرياضي، فهي تقوم بدور قاعة طعام وغرفة عامة للقاءات حيث ترى السجناء يتناولون الأرز ولحم الضأن والفواكه الطازجة. "
تقول الصحيفة: "إن العلاقة التقليدية بين الدولة والمواطنين في الغرب لا يوجد لها ما يوازيها في العالم العربي. فالسعودية، مثلا، هي دولة أبوية بكل ما للكلمة من معنى، وما المركز المذكور سوى دليل على طموحات الملك عبد الله في مجال الترويج للإصلاح الاجتماعي."
إلا أن التحقيق يختم بالقول إنه لا زال يتعين علينا الانتظار أكثر حتى نرى ما إذا كانت هذه "التكتيكات الناعمة والرقيقة جدا" بالتعامل مع الجهاديين ستأتي أُكُلُها على المدى البعيد أم لا."
أما على الصفحة الأولى من الصنداي تايمز، فنقرأ أيضا تقريرا عن عزم الشرطة البريطانية إلباس كلابها البوليسية (الشمامة) أحذية خاصة أثناء الاستعانة بها في تفتيش منازل المسلمين في البلاد، ولذلك كي لا تسبب هذه الكلاب أي إزعاجات أو حساسية لأصحاب تلك البيوت.
يقول التقرير إن تعليمات بهذا الخصوص يجري إعدادها وصياغتها حاليا من قبل ضباط قادة في الشرطة البريطانية، وتهدف إلى رفع سوية الوعي بالحساسيات الدينية لدى استخدام الكلاب البوليسية للبحث والكشف عن وجود المخدرات أو المتفجرات.
في صحيفة الأوبزيرفر، نقرأ تحقيقا مصورا عن انتقاد ضحايا التعذيب العراقيين لـ "ازدراء وخذلان" بريطانيا لهم وتنكرها لمعاناتهم وحقوقهم.
يقول التحقيق، الذي أعده مارك تاونسيند، إن المدنيين العراقيين الذين تلقوا صنوف العذاب على أيدي الجنود البريطانيين يقولون إن الحكومة البريطانية تعاملهم "بازدراء"، وذلك قُبيل البت بقضية الدفع المحتمل لملايين الجنيهات الإسترلينية لهم تعويضا لما لحق بهم من انتهاكات ومعاناة وضرر.
وتنقل الصحيفة عن العقيد في الشرطة العراقية داؤد موسى، والد بهاء موسى الذي قضى على أيدي الجنود البريطانيين، إنه سلوك الحكومة العراقية على مر السنوات الخمس الماضية أقنعه أن وزارة الدفاع البريطانية تنظر إلى أرواح العراقيين على أنها "رخيصة."
وفي الشأن الأوروبي، تنشر صحيفة الصنداي تلغراف على صدر صفحتها الأولى خبرا كتبه محرر الصحيفة للشؤون السياسية، باتريك هينيسي، يقول إن بيتر مانديلسون، رئيس المفوضية التجارية في الاتحاد الأوروبي، قد صعد مؤخرا من حدة خلافه العلني مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشأن ما أسماه "سياسة الحماية" التي ينتهجها الأخير وتهدد مستقبل المفاوضات والعلاقات التجارية بين دول العالم.
ويقدم هينيسي في الخبر للمقال النقدي المطول الذي كتبه مانديلسون نفسه وتنشره الصحيفة على صفحة الرأي والتحليل ويتعرض فيه بشيء من السخرية والتهكم لبعض القادة الأوروبيين الذين ينتهجون مواقف "تدعو إلى الحمائية وسيطرة الدولة وخدمة المنافع الذاتية"، وذلك بغية تحصين مواقعهم الداخلية المحلية، بينما "يتجاهلون ويضربون عرض الحائط بحاجات ومصالح العالم من حولهم."
وفي مقاله يركز مانديلسون، الذي دخل في جدل علني مؤخرا مع ساركوزي حول السياسة التجارية والاقتصادية لأوروبا، على الرأي القائل إن الخلافات الشخصية والمصالح الذاتية الضيقة يجب ألا تعيق التوصل إلى صفقة تجلب معها الرخاء والاستقرار للعالم بأسره.
ويخاطب مانديلسون، وهو وزير دولة سابق في حكومة بلاده بريطانيا، ساركوزي وقادة العالم الآخرين قائلا: "أود أن يقبل الرئيس ساركوزي وغيره من قادة العالم بحقيقة مفادها أن تأمين التجارة العالمية هو جزء أساسي من الحل."
ويضيف قائلا: "لدينا في أوروبا الكثير مما نكسبه في انتهاج اقتصاد عالمي مفتوح."
وعن آخر آخبار حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، تطالعنا الصنداي تايمز بتقرير عن عثور مرشح الرئاسة الجمهوري العجوز جون ماكين على ضالته في كارلي فيورينا التي يتوقع أن تقدم له الدعم الأكبر في إغراء وإقناع مؤيدي المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون للانضمام إلى حملته والتصويت له في الانتخابات المقبلة.
يصف التقرير فيورينا بأنها واحدة من أكثر نساء الأعمال نجاحا في أميركا وهي الآن من اشد المساندين لماكين، على الرغم من أنها تعتقد بأن خصمه الديمقراطي السناتور باراك أوباما يشكل "ظاهرة" وهو "شخصية تاريخية"، كما أنها تبدي "إعجابا شديدا" بهيلاري كلينتون.
يقول التقرير إن فيورينا، التي كانت تشغل في السابق منصب الرئيس التنفيذي لشركة هيوليت-باكارد لصناعة أجهزة الكمبيوتر، تلعب الآن دورا مزدوجا في حملة ماكين، فهي أولا كبيرة مستشاريه الاقتصاديين وثانيا تلعب دورا إعلاميا كبيرا في الحملة وتساعد من خلاله بجذب شرائح كبيرة من المؤيدين والناخبين إلى المعسكر الجمهوري.
وفي الصنداي تايمز نقرأ أيضا تحقيق طريفا عن عجوز آخر هو بعمر ماكين: إنه عجوز إيطاليا "المتصابي" ورئيس وزرائها سيلفيو برلسكوني، المتهم حاليا بإجراء مكالمات هاتفية "من العيار الثقيل" يستخدم فيها "لغة سوقية فاضحة" ويتناول في إحداها مارا كارفاجنا، الوزيرة الشابة الفاتنة في حكومته.
يقول التحقيق، والمرفق بصورة كبيرة للوزيرة البالغة من العمر 32 عاما بشعرها الطويل المتموج، إن الملياردير والسياسي الإيطالي البالغ من العمر 71 عاما يسعى جاهدا لتمرير قانون جديد يقضي بحظ نشر المكالمات الهاتفية المسجلة.
ويلفت التحقيق الانتباه إلى أن محاولات برلسكوني لتمرير القانون المذكور تأتي في أعقاب فضيحة جديدة طالته شخصيا بسبب محاولاته للضغط من أجل منح أدوار في التلفزيون الحكومي الرسمي لممثلات شابات ما زلن في بداية مشوارهن في عالم النجومية والشهرة.
وينقل التحقيق عن تقارير نُشرت في وسائل الإعلام الإيطالية قولها إنه تم سماع بيرلوسكوني يتفوه بتعليقات "غير لائقة" في سلسلة من مكالماته الهاتفية التي قام الادعاء العام في مدينة نابولي بتسجيلها له بشكل سري في إطار التحقيق بمزاعم فساد تطاله.
إلا أن بيرلوسكوني، الذي يواجه الآن موجة عارمة من الانتقادات والتهكم في بلاده بسبب الفضائح التي تنطوي عليها حوالي 280 ساعة من تسجيلات مكالماته "المبتذلة"، يجد من يدافع عنه كالعادة، فلنقرأ ما تدلي به كاميلا فيراري، نجمة الأوبرا وواحدة من العديد من الفنانات اللائي انبرين لدعمه ومساندته في محنته، إذ تقول:
"إنه (برلسكوني) شخص على قدر عظيم من الحساسية، فهو كريم وسخي للغاية ويحب المرح والنكات. إن سلوكه بريء وهو يقدر الجمال، مثله مثل العديد من البشر الآخرين."