أخبار

الازمات تحاصر الحكومة الباكستانية في ايامها المئة الاولى

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

اسلام اباد : بالنسبة للعالم الذي يأمل ان تمنح الديمقراطية باكستان الاستقرار الذي تحتاجه لانقاذها من مسلحين اسلاميين والفوضى .. لم تكن الايام المئة الاولى للحكومة المدنية الجديدة مطمئنة كثيرا .

يأتي التحول في أسوأ وقت ممكن وبعد ثمانية اعوام من حكم عسكري قاده الرئيس برويز مشرف وهو حليف مهم للولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب .

ويصارع اصف علي زرداري لملء الفراغ الذي خلفه اغتيال زوجته بينظير بوتو في ديسمبر كانون الاول. وكانت بوتو قد شغلت منصب رئيسة الوزراء مرتين وقاد زرداري حزب الشعب الباكستاني للفوز في الانتخابات التي جرت في فبراير شباط وتولى مقاليد الحكم في 29 مارس اذار.

ويخشى كثيرون داخل حزب الشعب ان يكون زرداري اختار مسارا خاسرا في صراع القوى الثلاثي مع مشرف ونواز شريف رئيس الوزراء السابق الذي اطاح به مشرف.

ورغم مقاومة مشرف حتى الان نداءات تدعو الى استقالته فانه قد يرحل في الاشهر المقبلة مع اقتراب رئاسة جورج بوش التي ساهمت في دعمه من نهايتها.

وعندما يحدث ذلك يعتقد بعض المحللين ان اخر اثار التحالف بين زرداري وشريف عقب الانتخابات ستتلاشى وتنزلق باكستان نحو مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.وتقول ليزا كورتيس محللة شؤون جنوب اسيا في مؤسسة هيريتيدج في واشنطن "انه يشتت اهتمام الحكومة بعيدا عن بعض التحديات الخطيرة التحديات الاقتصادية ولكن الاهم تحدي المسلحين الموالين لطالبان."

وبسط مسلحون نفوذهم على مناطق شاسعة مما اثار فزع حلفاء غربيين يعانون من تزايد معدلات الضحايا في افغانستان نتيجة تدفق مقاتلين من باكستان.كما ان الغرب لا يشعر بارتياح تجاه مسعى الحكومة الجديدة لابرام اتفاقيات سلام مع مسلحين بسبب مخاوف من تدبير تنظيم القاعدة هجمات في اوروبا واميركا الشمالية من ملاذات امنة في باكستان.

غير ان هناك تكهنات بان الحملة على المسلحين في منطقة خيبر القبلية على مشارف مدينة بيشاور الشمالية الغربية مقدمة لحملات اعنف ضد جماعات اكثر خطورة في وزيرستان وسوات.

وابلغ الجنرال اشفق كياني الذي خلف مشرف كقائد للجيش في نوفمبر تشرين الثاني الماضي الزعماء المدنيين بمدى خطورة المسلحين وتعهد بان يتلقى الاوامر منهم مع احتفاظه بحق تحديد نوع وحجم القوة المستخدمة.

وينبغي ان يقدر الساسة مدى خطر استفزاز موجة جديدة من الهجمات الانتحارية ينفذها مسلحون قتلت قنابلهم المئات في انحاء باكستان عقب اقتحام الجيش المسجد الاحمر في اسلام اباد لسحق حركة مسلحة في يوليو تموز الماضي.

وثمة حاجة لتحرك عاجل لانقاذ اقتصاد باكستان سريع النمو وتسعى الحكومة لاقتراض مليارات من حلفاء وجهات اقراض دولية.

وتجاوز معدل التضخم 20 في المئة والروبية عند أدنى مستوياتها وتضاءلت احتياطيات العملة سريعا بينما دخلت سوق الاوراق المالية العناية المركزة بعد حظر عمليات بيع الاوراق المالية على المكشوف ووضع حد يومي يحول دون انخفاض البورصة اكثر من واحد في المئة.

واضحى انقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات كل يوم امرا عاديا لعدم بناء محطات كهرباء جديدة.

والقضية التي تلقى بظلالها على كل شيء هي الازمة الدستورية الناجمة عن لجوء مشرف لقانون الطوارئ للتخلص من قضاة المحكمة العليا الذين كان يحتمل ان يصدروا حكما بعدم شرعية انتخابه في اكتوبر تشرين الاول الماضي من جانب البرلمان السابق.

وتركت هزيمة انصار مشرف في الانتخابات التي جرت في فبراير شباط الماضي الرئيس مهددا بهجوم من البرلمان الجديد ولكن هذا لم يحدث بعد بل بدأت تظهر تصدعات في الائتلاف فقد سحب شريف حزبه بعد نكوص زرداري عن تعهده بالاسراع باعادة تنصيب قضاة المحكمة العليا الذين عزلهم مشرف وهو من شأنه التعجيل بالاطاحة بالاخير.

وبتراجعه بدد زرداري النوايا الحسنة وافتقد الثقة وترك الناس يضربون أخماسا في أسداس بشأن نواياه.

ولم يخض زارداري الانتخابات ولا يزال خارج حدود البرلمان. وهو يوجه مرشحه لمنصب رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني من وراء الكواليس وكثيرا مايوجه لهما الاتهام باخفاء امور عن شركاء في الائتلاف.

ويقول الجنرال المتقاعد طلعت مسعود وهو محلل حاليا "ليس من المهم ان تكون محبوبا ولكن المهم ان تكون صاحب مصداقية وموضع ثقة."

كما لا يعتقد مسعود ان زرداري سيكسب تأييد المواطنين للحرب ضد الارهاب ما لم يبق شريف المحافظ في الائتلاف ليقنع بسياساته سكان البنجاب أكبر اقليم من حيث تعداد السكان واغناها.

وينبع تردد زرداري في اعادة تنصيب القضاة من خوفه من ان عددا منهم من مؤيدي شريف وقد يلاحقونه بعد التخلص من مشرف ويحيون قضايا الفساد التي تسببت في تمضيته سنوات في السجن دون ادانة.

كما ان تأييد بوش لمشرف يقيد زرداري الذي يعتبر المساندة الاميركية حيوية لمستقبل باكستان.

ويقول محللون ان الولايات المتحدة والجيش الباكستاني يفضلان بقاء مشرف على الاقل حتى يثبت المدنيون قدرتهم على ادارة شؤون البلاد ومواصلة الحرب ضد الارهاب.

وحاول زردراي التلاعب بعنصر الوقت باقتراح تعديلات دستورية تقلص دور مشرف ليصبح رئيسا شرفيا ونزع مخالب الهيئة القضائية لحماية نفسه.

وحتى الحكام المستبدون وجدوا صعوبة في ادارة شؤون باكستان التي عانت من ازمة تلو الاخرى على مدار 61 عاما منذ تأسيسها بعد الانفصال عن الهند في عام 1947.

ويقول ستيفن كوهين محلل شؤون جنوب اسيا في معهد بروكينجز في واشنطن " ينبغي ان ننتظر. سأعطي هذه الحكومة الجديدة وقتا أطول كثيرا من مئة يوم لتدبر شؤونها."

مجلس القبائل الباكستاني ينجح في إيجاد مخرج للخلافات بمقاطعة خيبر

تمكن مجلس السلام القبائلي الجيرغا المكون من زعماء القبائل المحلية وممثلي الإدارة السياسية في مقاطعة خيبر القبائلية في شمال غرب باكستان التي تشهد توتراً أمنية على إيجاد مخرج للخلافات القائمة بين الأطراف المتنازعة.وأفادت الأنباء الواردة من المنطقة أن مجلس السلام نجح في إقناع زعيم حركة جيش الإسلام المحظورة منغل باغ في تصفية جميع الخلافات خاصة في بلدة بارا وفق الشريعة الإسلامية والقانون القبائلي المحلي.

وتشهد مقاطعة خيبر توتراً أمنية عنيفاً بسبب معارك مسلحة تدور بين حركتي جيش الإسلام وأنصار الإسلام المحظورتين أودى إلى مصرع وإصابة أكثر من مئتي شخص حتى الآن0

من جانب آخر يشن مسلحون مجهولون هجمات على المصالح الحكومية والاعتداء على الدعم اللوجيستي لقوات التحالف الدولية الذي يمر عبر خيبر إلى الأراضي الأفغانية مما دفع الحكومة الباكستانية لشن عملية أمنية واسعة ضد تلك العناصر إلا أن مجلس السلام القبائلي تدخل وتمكن من إقناع الطرفين على التفاوض وتهدئة الوضع.
وقالت مصادر قبلية أن السلطات المحلية اشترطت على زعيم جيش الإسلام أن يكون الولاء للحكومة في منطق بارا وفرض الحظر على حمل نشطاء جيش الإسلام السلاح في المنطقة.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس السلام القبلي في وقت لاحق لمواصلة الحوار الهادف إلى تصفية جميع الخلافات بين الطرفين لإحلال السلام في مقاطعة خبير.

من جهة أخرى طالبت حركة طالبان الباكستانية في منطقة وادي سوات القوات الباكستانية بضرورة الانسحاب من الوادي وحملتها مسئولية أعمال العنف التي شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة وخاصة في دائرة مدينة ماتا.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف