بوتفليقة يقرر حضور قمة باريس المتوسطية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر: أنهى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اليوم غموضا مزمنا انتاب مشاركته قمة باريس التأسيسية لـ"الاتحاد من أجل المتوسط"، ونقل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للصحافيين أنّ اجتماعه المطوّل مع نظيره الجزائري بمدينة توياكو اليابانية، أفضى إلى منح بوتفليقة موافقته التوجه إلى فرنسا الأحد المقبل للمشاركة في قمة الرؤساء.
وبدا القرار لأول وهلة "مفاجئا" سيما بعد تعقد المهمة الفرنسية لإقناع جارتها بجدوى فكرة الاتحاد من أجل المتوسط، وعجز خمس مسؤولين فرنسيين زاروا الجزائر تباعا عن إفحام نظرائهم، حيث ظلّ الرئيس الجزائري متشبثا بتحفظه تجاه مشروع رأت الجزائر أنّه بدأ فرنسيا وانتهى أوروبيا، بجانب ممانعة بوتفليقة لأي دور اسرائيلي في المشروع الذي اطلقه ساركوزي غداة وصوله إلى كرسي الرئاسة في مايو/آيار 2007، وهو ما جعل بوتفليقة قبل شهرين يبلغ وزيرة الداخلية الفرنسية ميشال آليو ماري بأنّ بلاده لن تتجاوب مع مشروع "الإتحاد المتوسطي" إن جرى منح العضوية فيه لدولة الكيان، وتشديده على أنّ دول الجنوب لا تريد أن يكون الاتحاد المتوسطي مطية لحوار مباشر مع إسرائيل، ما دفع الجزائر قبل فترة إلى إطلاق مشروع "غرب المتوسط" حتى تضع خطا فاصلا بينه وبين "شرق المتوسط" الذي يضم إسرائيل.
ويتساءل خبراء الشأن الجزائري، كيف سيتعامل الرئيس بوتفليقة مع اجتماع قد يحضره رئيس الوزراء الاسرائيلي "ايهود أولمرت"، سيما وأنّ الجزائر اشتهرت بمواقفها الرافضة لأي تطبيع مع تل أبيب، كما ظهر واضحا من البداية بأنّ بوتفليقة مصرّ على عدم النأي بالقضية الفلسطينية عن المعادلة المتوسطية الجديدة، حيث قال مرارا:"لا طائل من التفكير في فضاء متوسطي مستقر ومتآخ ما لم يتم التوصل إلى حل نهائي لأزمة الفلسطينيين"، كما نقلت مصادر على لسان بوتفليقة قوله إنّ الجزائر وإن كانت تثمّن "نشوء اتحاد متوسطي" من حيث المبدأ، إلاّ أنّها ليست مستعدة للاندراج في تجارب تكرّر إنتاج الفشل على منوال مسار برشلونة الذي استنزف كثير من المال والبيروقراطية، وأورث نتائج هزيلة.
وإذا كانت الجزائر عبّرت على لسان مسؤوليها عن "تجاوبها المبدئي" مع فكرة الاتحاد المتوسطي التي أطلقها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي غداة توليه الحكم، فإنّها ظلت تتمسك بـ"توضيح عدة أمور حول فحوى المشروع"، وهو ما جعل مصدر جزائري مأذون يؤكد أنّ بلاده لا تستعجل الانضمام إلى مبادرة ساركوزي إلى ما بعد الانتهاء من بحث مختلف جوانب المشروع، في وقت ترفض أوساط جزائرية أن يكون "الاتحاد المتوسطي" مجرّد غطاء تستخدم فيه الجزائر كـ"سوق استهلاكية" مهمتها ضمان أمن سلامة دول جنوب أوروبا ضد خطر الإرهاب والهجرة السرية.