اتهام "جهاز استخبارات إقليمي" بتدبير هجوم كابول

كابول: اتهمت وزارة الداخلية الأفغانية "جهاز استخبارات إقليمي" بتدبير الهجوم الانتحاري الذي استهدف السفارة الهندية في كابول. ورفض متحدث باسم الوزارة الادلاء باي تعليق ردا على سؤال عما اذا كان يشير الى باكستان المجاورة. ودأب مسؤولون أفغان على اتهام باكستان بتقديم الدعم سرا لمتشددي طالبان الاسلاميين وتنفي اسلام اباد ذلك.

وفي اسلام آباد، ندد وزير الخارجية الباكستاني في بيان أصدره بهذا الشأن بالهجوم وقال"إن باكستان تندد بكل اشكال الإرهاب ومظاهره". وكان مهاجم انتحاري قد فجر سيارة محملة بالمتفجرات في البوابة الرئيسية للسفارة الهندية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 على الأقل وجرح أكثر من 140.

وقالت التقارير إن الهجوم وقع عندما كانت سيارتان دبلوماسيتان تدخلان الى مجمع السفارة. وقال وزير الخارجية الهندي إن من بين الضحايا الملحق العسكري الهندي، وهو برتبة جنرال، ودبلوماسي واثنين من حراس السفارة الهنود. واضاف أن الهند سترسل وفدا عالي المستوى لأفغانستان خلال الأيام المقبلة.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الافغانية للصحفيين قرب مكان الانفجار ان "التقارير الاولية تشير الى مقتل اربعين شخصا معظمهم من المدنيين الذين كانوا ينتظرون للحصول على تاشيرات دخول". وهذه هي الحصيلة الاكبر لهجوم بالمتفجرات في العاصمة الافغانية منذ بدء تمرد طالبان التي اطاح بها من السلطة تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة في نهاية 2001.

وفي نيودلهي أدانت الحكومة الهندية بشدة الاعتداء وقالت ان "مثل هذه الاعمال الارهابية لن تثنينا عن التزامنا حيال حكومة وشعب افغانستان". كما أدان البيت الأبيض الهجوم. وقال السفير الهندي في كابول جايان براساد ان هناك اربعة هنود على الاقل في عداد القتلى. وتقيم الهند علاقات وثيقة مع الحكومة الافغانية التي يدعمها الغرب وتمول عددا من مشروعات البنية التحتية.

وقد زار وزير الخارجية الأفغاني موقع الهجوم وتفقد السفارة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية إن السفير الهندي لم يكن موجودا في السفارة وقت وقوع الهجوم. ويقول مراسل بي بي سي العربية في كابول، كفاية الله نبي خيل إن وزارة الداخلية الأفغانية قالت إن الإنتحاري استهدف مبنى السفارة الهندية حيث فجر سيارته المفخخه عند البوابة الرئيسية و دمر بعض أجزاء جدران المبني.

وتقع السفارة الهندية في مواجهة وزارة الداخلية الافغانية لكن المفجر ضرب الجانب الذي تقع فيه السفارة الهندية من الشارع حيث كان العشرات مصطفين للحصول على تأشيرات دخول للهند. وقد نفت حركة طالبان ضلوعها في العملية الإنتحارية. وقال شاهد عيان للبي بي سي ويدعى عبد الرازق إنه شاهد "الزجاج وهو يتساقط من المباني المحيطة، قبل أن تمتلئ المنطقة بسيارات الإسعاف والشرطة والقوات الدولية، إيساف."

وكان مسلحو طالبان قد توعدوا بتصعيد عملياتهم الانتحارية هذا العام للاطاحة بالحكومة الافغانية وطرد القوات الاجنبية. يشار الى ان مبنى وزارة الداخلية مشيد من الاسمنت المسلح ويعود الى الحقبة السوفيتية، وهو يقع مباشرة قبالة السفارة الهندية. وقد طوقت الشرطة الافغانية موقع الانفجار الذي تصاعدت منه اعمدة دخان.

يذكر أن حركة طالبان قد صعدت من عملياتها العسكرية ضد القوات الحكومة والغربية التي تدعمها على الأراضي الأفغانية لكن العاصمة كابول كانت الأقل تضررا من هذه العمليات خلال الشهور الأخرى.