أخبار

واشنطن وبراغ توقعان اليوم معاهدة الدرع الصاروخي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الياس توما من براغ : وصلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى براغ قبل ظهر اليوم في زيارة رسمية تستهدف بالدرجة الأولى التوقيع على الإتفاقية الرئيسية الخاصة بوضع قاعدة رادارية عسكرية اميركية متطورة في منطقة بردي العسكرية التشيكية .

ويتضمن برنامجها اليوم الاجتماع برئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك في مقر رئيس الحكومة ثم عقد محادثات مع نظيرها التشيكي كارل شفارتسينبيرغ يعقبها التوقيع على الاتفاقية ثم حضور حفل استقبال في مقر السفير الاميركي في براغ .

وعلمت " إيلاف ِ" أن الاتفاقية التي ستوقع عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم بتوقيت وسط أوروبا ستتضمن بان قيادة القاعدة ستكون للأميركيين غير أن ضابطا تشيكيا وعدة جنود سيحق لهم التواجد بشكل دائم في القاعدة لمتابعه عملها كما سيحق لأجهزة الملاحة الجوية التشيكية الإطلاع على المعلومات التي يلتقطها الرادار . وتتحدث الاتفاقية عن أن عدد الجنود الاميركيين في القاعدة لن يتجاوز المئتين وخمسين جنديا وضابطا وان نفقات بناء وتشغيل القاعدة سيتحملها الطرف الاميركي أما في حال خروج الاميركيين من القاعدة فتصبح الأبنية المقامة في القاعدة ملكا للدولة التشيكية .

ويتعهد الطرف الاميركي بالعمل على الربط بين هذه القاعدة وبين نظام الدفاع الصاروخي الجماعي لحلف الناتو الذي يجري العمل على بلورته وسيحق للطرفين إنهاء العمل بهذه الاتفاقية خلال فترة عام غير أن الطرف الأميركي سيمنح 12 شهرا أخرى كي يتمكن من إجلاء جنوده وتقنياته . وتشدد الاتفاقية على انه لن يسمح بتحقيق زيارات لطرف ثالث إلى القاعدة إلا في حال موافقة الطرفين التشيكي والاميركي .

ولن يقترن التوقيع اليوم على الاتفاقية الرئيسية بالتوقيع على اتفاقية أخرى تحدد الوضع القانوني للجنود الاميركيين في الأراضي التشيكية وقضايا أخرى بسبب استمرار لخلافات بين الطرفين حول الضريبية الإضافية التي تريد براغ أن تدفعها الشركات الاميركية التي تريد المشاركة في بناء القاعدة غير انه سيتم التوقيع اليوم على اتفاقية حول التعاون الصناعي والعلمي بين التشيك والاميركيين .

وكانت المباحثات الخاصة بوضع القاعدة قد بدأت في آذار مارس الماضي وأعلن عن الانتهاء منها والاتفاق على نص الاتفاقية الرئيسية في نيسان الماضي على أن يتم التوقيع عليها في أيار مايو الماضي غير أن وجود التزامات لوزيرة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط آنذاك جعل التوقيع عليها يتأخر إلى اليوم .
و سيكون التوقيع اليوم تتويجا للمحادثات غير أن هذه العملية لن تنتهي إلا بعد مصادقة البرلمان التشيكي على هذه الاتفاقية .

وحسب ما توقعه نائب رئيس الحكومة التشيكية للشؤون الأوروبية الكسندر فوندرا فان المصادقة ستتم على الأرجح بعد معرفة من سيفوز في الانتخابات الرئاسية الاميركية القادمة .

ولا يحظى وضع الرادار الاميركي في تشيكيا بقبول 68 بالمائة من المواطنين التشيك حسب نتائج أحدث استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم مقابل موافقة 24 بالمائة من التشيك فيما تشير المواقف المعلنة من قبل النواب إلى أن المصادقة على الاتفاقية ليست مضمونة خاصة إذا ما صوت بعض نواب أحزاب الائتلاف الحاكم ولاسيما من حزب الخضر إلى جانب نواب المعارضة الذين يرفضون بقوة وضع الرادار الاميركي في بلادهم .

وقد سبق حدث التوقيع تحذير روسيا الاتحادية عبر سفيرها في براغ بان موسكو ستتخذ إجراءات عسكرية مضادة مطالبة بوجود عسكري روسي دائم في القاعدة إذا ما أرادت الولايات المتحدة وتشيكيا تبديد المخاوف الروسية غير أن نائب رئيس الحكومة التشيكية للشؤون الأوروبية ألكسندر فوندرا اليوم رد على هذا التحذير بالقول بان حكومة بلاده ستمضي قدما في هذا المشروع داعيا روسيا " إلى أن تفهم أن أن الفترة التي كان يتم بها هنا اتخاذ القرارات المتعلقة بتشيكيا من دون مشاركتها قد انتهت منذ فترة طويلة .

وأكد أن بلاده ستكون مستعدة في المستقبل للتفاوض مع موسكو كي تخفف مخاوفها من وضع الرادار الاميركي في تشيكيا غير انه شدد على أن ذلك لن يكون في أي حال من الأحوال عن طريق تقديم التنازلات لها في القضايا المتعلقة بضمان امن تشيكيا والتعاون مع حلفاء براغ الأطلسيين .

و أكد بان تشيكيا لن تقبل بوجود عسكري روسي دائم في القاعدة وإنما بقيام مفتشين روس بزيارات اطلاعية فقط .

واعتبر أن وضع الرادار سيعزز امن تشيكيا والعلاقات التحالفية بينها وبين الولايات المتحدة وحلف الناتو غير أن المراقبين في وسط أوروبا يعتقدون أن نشر الدرع الصاروخي الاميركي في وسط أوروبا سيرفع مستوى التوتر بين موسكو واشنطن خاصة إذا ما عمدت الولايات المتحدة إلى وضع قاعدة الاعتراض الصاروخية في ليتوانيا بدلا من بولندا بسبب رفض الأخيرة القبول بالقاعدة إذا لم تستجب الولايات المتحدة لمطالبها في تحسن وضعها الأمني عن طريق نشر بطاريات صواريخ ارض جو بشكل دائم واستثمار مليارات الدورات في مجال الدفاع الجوي البولندي الأمر الذي لم تقبل به واشنطن حتى الآن ولذلك ألغت رايس زيارتها إلى وارسو التي كانت منتظرة بعد براغ .

هذا وقد أعلن نشطاء من حركة لا للقواعد عن تنظيم مظاهرة حاشدة مساء اليوم وسط براغ ستنتقل بعدها إلى أمام مقر السفير الاميركي في دائرة براغ 6 للتعبير عن رفض وضع القاعدة الاميركية في تشيكيا .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف