المعارضة: برلسكوني غير القوانين للنجاة من الإدانة

روما: يخطط زعيم المعارضة الإيطالية لتنظيم تظاهرات شعبية إحتجاجية ضد محاولات رئيس الوزراء الحالي، سيلفيو برلسكوني، لتمرير قانون، يقول منتقدوه إنه يخدم مصالحه الذاتية. ويخضع برلسكوني حالياً لمحاكمة في ميلانو بتهمة دفع رشوة لمحامي بريطاني، ديفيد ميلس، لتقديم شهادة كاذبة لصالحه أثناء محاكمات عقد التسعينيات من القرن الماضي، وهي التهم التي نفاها رئيس الوزراء.

ورغم ذلك، فإنه قد يتم تأجيل الحكم في هذه القضية نظراً لأن البرلمان الإيطالي، الذي يهيمن عليه أنصار وحلفاء برلسكوني، مازال يناقش مسألة تعليق المحاكمة، التي قد لا يقل الحكم فيها عن السجن لمدة عشر سنوات على الأقل. ومن شأن مثل هذا الإجراء، الذي قد يعلق المحاكمات "ذات الأولويات المتأخرة" لمدة عام، أن يشمل محاكمة برلسكوني هذه. ويقول خصوم رئيس الوزراء الإيطالي إن هذه الخطوة تصب في مصالح برلسكوني الخاصة.

وقال القاضي السابق، أنطونيو دي بيترو، الذي حقق في تورط برلسكوني بأوائل تسعينيات القرن العشرين، والذي يقود الحزب "القيم" المعارض الصغير، إنه يسعى إلى تنظيم احتجاجات شعبية مساء الثلاثاء في وسط روما، فيما ينشط حزبه في صفوف المعارضة البرلمانية.

وبرلسكوني ليس غريباً عن أروقة المحاكم والتحقيقات، فمنذ أن تولى رئاسة الوزراء للمرة الأولى قبل 14 عاماً، تقدم للمحاكمة حوالي 17 مرة، بتهم تتعلق بالفساد والحسابات المزيفة، والتهرب الضريبي. واتهم برلسكوني القضاة بأنهم يتصيدونه، وقال وسط حشد من رجال الأعمال الشهر الماضي: "لم تتم إدانتي أبداً.. إما لأنني لم أرتكب أياً من الجرائم المزعومة، أو لأن الجرائم لا وجود لها."

وفي الوقت نفسه، يقول منتقدو رئيس الوزراء الإيطالي إن برلسكوني استغل منصبه لتغيير القوانين للنجاة من الإدانة. ورد رئيس الوزراء الإيطالي بأن الإجراء الذي قدم للبرلمان للمصادقة عليه، وضع من أجل تمرير القضايا العالقة في المحاكم والانتهاء منها. ووعد برلسكوني بأنه لن يستغل القانون المقترح لتعليق محاكمته، غير أن معارضيه لم يقتنعوا بأقواله أو وعوده.

وقال دي بيترو في تصريح: "نحن بحاجة لأن نعرف إذا كان الشخص الذي أصبح رئيساً للوزراء قد قدم الرشوة للشاهد في المحاكمة.. إذا تم تعليق المحاكمة، فإن الشعب الإيطالي سيحرم من حق معرفة من انتخبه." وردّ برلسكوني، الذي أصر على نفي ارتكاب أي خطأ، على دي بيترو، قائلاً، إن الشعب الإيطالي يعرف من انتخب، ويثق به بما فيه الكفاية لينتخبه ثلاث مرات. واتهم رئيس الوزراء الحالي القضاة والمفتشين بمحاولة تغيير إرادة الشعب.