"السنوات 3 المقبلة حاسمة بالنسبة للسلام في السودان"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم: قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند اليوم الاربعاء في الخرطوم ان السنوات الثلاث المقبلة من تطبيق اتفاق السلام الشامل الذي وضع حدا لحرب دامت 21 عاما في جنوب السودان "حاسمة للغاية".
وصرح ميليباند للصحافيين في ختام محادثاته مع الرئيس السوداني عمر البشير "ان السنوات الثلاث المقبلة حاسمة للغاية بالنسبة للوصول الى المرحلة المهمة التي يمثلها اتفاق السلام الشامل".
واتفاق السلام الشامل الذي وقعته الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين سابقا في العام 2005، بدا مرحلة اولية من ستة اشهر تليها فترة انتقالية من ستة اعوام والتي بدأ نصفها الاخير اليوم الاربعاء.
وقال الوزير البريطاني ان المباحثات حول اتفاق السلام الشامل الذي شهد اكبر تحد في ايار/مايو عندما اثارت المعارك التي وقعت بين الطرفين في منطقة ابيي النفطية المتنازع عليها، الخشية من استئناف الحرب الاهلية، "هي في صميم جدول اعماله".
وبحسب تقريرها الفصلي، اعلنت لجنة مكلفة متابعة اتفاق السلام الشامل ان مسالة ابيي والتحضيرات لانتخابات العام 2009 واستفتاءات 2011 وترسيم الحدود واصلاح الامن تشكل الاولويات الاكثر الحاحا.
وقال هذا التقرير "ان تقدما سريعا حول المسائل التي لم تجد حلا لها بعد، ولا سيما حول خارطة الطريق لابيي والحدود، هو امر حيوي الان للمحافظة على دفع اتفاق السلام الشامل". واعتبرت اللجنة ان اتفاق السلام الشامل نجح في توفير الامن، لكنها اعربت عن قلقها من غياب مكاسب السلام والتاخير في تطبيق مختلف المسائل.
واوصت اللجنة بالتقدم في مسالة الوحدة مع اقتراب استفتاء 2011 والذي سيقرر بموجبه السكان ما اذا كانت منطقة ابيي ستبقى في الشمال او تنضم الى الجنوب، وما اذا كان الجنوب سيعلن استقلاله ام لا. وبحسب اتفاق السلام الشامل، فان ادارة مشتركة ستتولى ادارة المنطقة حتى العام 2011، لكنها لم تتشكل بعد.
جنوب السودان: دوريات شرطة مشتركة في ابيي قريبا
على صعيد متصل، اعلن مسؤول في الامم المتحدة ان دوريات تتكون من شرطيين سودانيين ومن منطقة شبه الحكم الذاتي جنوب السودان، ستنتشر في ابيي عاصمة منطقة نفطية متنازع عليها حيث وقعت معارك دامية في ايار/مايو.
واعلن المنسق الاقليمي للامم المتحدة في جنوب السودان دافيد غريسلي انه "تم تعيين مفوض شرطة ابيي، انه الكولونيل لوكا دينغ كوال الذي سيصل الى ابيي خلال الاسبوع الجاري". واضاف "وافق الطرفان على نشر الف شرطي في اعداد متساوية بين الشمال والجنوب".
وينص اتفاق ابرم في الثامن من حزيران/يونيو على نشر وحدات مشتركة لاستعادة الهدوء في تلك المنطقة التي شهدت معارك طاحنة في ايار/مايو اسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 89 قتيلا ونزوح ثلاثين الف شخص.
واعلن مسؤول الامم المتحدة ان 379 عنصرا من الشمال وصلوا الى المدينة وينتظر وصول عناصر الجنوب مع نهاية الاسبوع. وقال غريسلي ان تشكيل الشرطيين المئتين الاوائل ونشرهم "سيبدا ما ان يصل عناصر الجنوب الى ابيي".
وكما ينص على ذلك اتفاق الثامن من حزيران/يونيو، غادر متمردو جيش تحرير السودان سابقا والقوات الحكومية المدينة التي تواجهوا فيها.
واعتبرت المعارك اكبر تهديد لاتفاق السلام الشامل المبرم عام 2005 بين الخرطوم والمتمردين ووضع حدا لحرب اهلية دامت 21 سنة واسفرت عن سقوط اكثر من مليون ونصف قتيل.