ساركوزي يحذر من مواصلة مناقشة معاهدة لشبونة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل،ستراسبورغ : حذر الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، البرلمان الأوروبي من مغبة تضييع الوقت في مزيد من النقاشات بشأن معاهدة لشبونة.
وقال ساركوزي في خطاب أمام النواب الأوروبيين إن أوروبا " يجب ألا يكون مصيرها الجمود".
وأضاف أن رفض جمهورية إيرلندا لمعاهدة لشبونة الهادفة إلى إصلاح هياكل الاتحاد الأوروبي في شهر يونيو/حزيران الماضي يجب ألا تقود إلى نقاشات مطولة.
وتابع الرئيس الفرنسي أن هدف فرنسا هو اقتراح حل للمشكلة قبل نهاية السنة الجارية، موضحا أن "واجب أوروبا هو التصرف الآن".
ويُشار إلى أن فرنسا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بدءا من شهر يوليو/تموز وحتى نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبلين.
ورغم الجدال المُثار بشأن رفض إيرلندا لمعاهدة لشبونة، فإن فرنسا لها جدول أعمال طموح يشمل التوصل إلى اتفاق حول ميثاق للهجرة وآخر حول تحقيق أهداف في إطار مكافحة ظاهرة التغير المناخي.
تصديق
ويُذكر أن معاهدة لشبونة لا يمكن أن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد تصديق كل الدول السبعة والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عليها.
ولم يقم أي عضو في الاتحاد الأوروبي بعرض معاهدة لشبونة على الاستفتاء باستثناء إيرلندا.
وتهدف المعاهدة إلى جعل آليات اتخاذ القرار داخل هياكل الاتحاد الأوروبي أكثر سلاسة في ظل توسيع الاتحاد، بما في ذلك استحداث منصبي رئيس الاتحاد ومسؤول أعلى عن السياسة الخارجية له.
ومن المقرر أن يجتمع القادة الأوروبيون في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل لدراسة اقتراحات رئيس الوزراء الإيرلندي حول سبل تجاوز مأزق الرفض الإيرلندي للمعاهدة.
وأضاف ساركوزي " سأذهب إلى إيرلندا يوم 21 يوليو للاستماع إلى (الموقف الإيرلندي) ومناقشته ومحاولة إيجاد حلول".
وختم ساركوزي قائلا "ستقترح الرئاسة الفرنسية طريقا جديدا وآمل التوصل إلى حل في أكتوبر أو ديسمبر".
ساركوزي سيعلن عن احتمال لقاء الدالاي لاما "في حينه"
كمااعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان احدا لا يمكن ان "يمنعه" من لقاء حامل جائزة نوبل للسلام الدالاي لاما، وانه سيعلن عن احتمال لقائه "في حينه".
وعما اذا كان سيستقبل الزعيم الروحي للتيبت خلال زيارته المرتقبة الى فرنسا في آب/اغسطس، اجاب الرئيس الفرنسي امام البرلمان الاوروبي "هل سيكون ممنوعا لقاء حامل جائزة نوبل؟ انني اتساءل فعلا من بامكانه ان يمنع امرا مماثلا؟".
لكنه لم يفصح مع ذلك عما اذا كان سيلتقي الدالاي لاما. واضاف "ستكون لدي فرصة اخذ مبادرات اخرى وساعلن عنها في حينه".
وفي هذا السياق، رفض الرئيس الفرنسي الضغوط التي تمارسها الصين لثنيه عن لقاء الدالاي لاما، مؤكدا ان "الصين ليست الجهة التي تحدد جدول اعمالي ولا لقاءاتي".
وقال "هناك امور يجب على الصين الا تقولها للدول الاوروبية ولا سيما فرنسا" لان هذه الدول يجب ان "تحظى بالاحترام عينه مثل الصين"، في اشارة الى معارضة بكين اي لقاء بينه وبين الزعيم الروحي للتيبتيين.
وكان السفير الصيني في باريس كونغ كوان استدعي الاربعاء الى وزارة الخارجية الفرنسية بعدما حذر من مغبة عقد لقاء بين الرئيس الفرنسي والدالاي لاما الذي سيزور فرنسا من 12 الى 23 آب/اغسطس، معتبرا ان عقد مثل هذا اللقاء ستكون له "عواقب خطيرة" على العلاقات الفرنسية الصينية التي لا تزال هشة بسبب الازمة التي رافقت مرور الشعلة الاولمبية في باريس والتي رافقتها احتجاجات على خلفية ازمة التيبت.
وردا على مداخلة لزعيم الكتلة الليبرالية في البرلمان الاوروبي غراهام واتسون وطالب فيها الرئيس الفرنسي ب"العمل بطريقة جماعية" من خلال عدم زيارة بكين باسم الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي، اجاب ساركوزي انه "حصل على موافقة جميع الدول الاعضاء" في الاتحاد الاوروبي على هذه الزيارة.
وقال "في الوقت الذي اتحدث فيه، سيكون 13 (بلدا) ممثلين" في حفل افتتاح الالعاب الاولمبية في بكين.
لكن دانيال كوهن بنديت، احد زعماء الخضر في البرلمان الاوروبي، خاطب الرئيس الفرنسي بتأثر بالغ قائلا له ان "الذهاب الى افتتاح الالعاب الاولمبية لامر معيب ويرثى له"، مؤكدا ان امام الرئيس الفرنسي "فرصة ذهبية" للقول "لن اشارك في مهزلة الحزب الشيوعي الصيني".
واضاف واتسون "لقد اعطتنا فرنسا حقوق الانسان، واليوم يجب على فرنسا ان تكون في خط الدفاع الاول عن هذه الحقوق، سواء في بلادنا ام في الخارج، عبر استخدام الاتحاد من اجل المتوسط وادانة اعتداءات الصين على المنشقين" على نظامها.
ورد ساركوزي على هاتين المداخلتين بالقول ان "لكل انسان الحق في النظر الى الامور على طريقته"، مؤكدا انه "ليس عن طريق اهانة الصين نحقق تقدما في مجال حقوق الانسان".
واضاف ساركوزي "سأذهب الى الصين وسأتحدث عن حقوق الانسان وادافع عنها"، مشددا على انه لا يعتقد ان "بالامكان مقاطعة ربع البشرية".
وقبل الخطاب الذي القاه الرئيس الفرنسي امام البرلمان الاوروبي، تبنى النواب الاوروبيون قرارا معتدلا جدا تقدم به الاشتراكيون والمحافظون، يتضمن ابداء الاسف حيال الوضع الذي لا يزال "مقلقا" في الصين، ويتفادى في الوقت عينه الحديث عن مقاطعة حفل افتتاح الالعاب الاولمبية.