أخبار

الخوف من الإسلاميين سائد في بيشاور بالرغم من السلام

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيشاور: ما زال الخوف يتملك نفوس التجار في بازار بيشاور المدينة الكبرى في شمال غرب باكستان، بالرغم من هجوم أخير للجيش في ضواحيها وما تبعه من إتفاق سلام مع مقاتلين إسلاميين كانوا يعكرون صفو الامن فيها. ففي محلات الموسيقى والفيديو تخفى المسدسات تحت طاولة التاجر تحسبا لاي طارىء كما اقيم المزيد من مراكز المراقبة التي يتولاها شرطيون مدججون بالسلاح عند مفارق الطرق الرئيسية في هذه المدينة التي تعد نحو ثلاثة ملايين نسمة وتعج بالسيارات.

وقبل اسبوعين غادرتها دبابات الجيش للتقدم باتجاه اقليم خيبر في المناطق القبلية القريبة حيث تعتبر واشنطن ان تنظيم القاعدة وحركة طالبان الافغانية اعادا تنظيم صفوفهما بفضل دعم طالبان الباكستانية. لكن مجموعة الناشطين المتطرفين المستهدفين، مجموعة زعيم الحرب المحلي منغال باغ تعتبر بمثابة عصابة تجني ربحا من عبور ممر خيبر الشهير الذي يربط باكستان بافغانستان، كما عرفت خصوصا بقيامها بعمليات خطف مقابل فدية ومهاجمة القوافل ومنها القوافل التي تنقل مؤنا الى القوات الدولية المنتشرة في افغانستان.

وقد هزأ السكان على غرار العديد من كتاب المقالات الافتتاحية في الصحف الباكستانية من هذا "الهجوم المزعوم" الذي لا يستهدف الطالبان "الحقيقيين"، المجموعة التي يكرر منغال باغ الذي امر رجاله بعدم القتال، بانه لا ينتمي اليها. لكن رجاله ينشرون الرعب منذ فترة قصيرة في الاحياء الواقعة عند اطراف بيشاور حيث اقسم بفرض الشريعة وذهب حتى الى القيام بعمليات خطف في وسط المدينة. وقال باتراس مسيح وهو يعمل في التنظيفات "يتملكني الخوف دوما فنحن نخشى عودة هؤلاء الرجال ليبحثوا عنا". وكان الاخير في عداد مجموعة من 16 مسيحيا خطفوا في وسط بيشاور في حزيران/يونيو على يد رجال منغال باغ وهم يشاركون في قداس.

ثم اطلقوا سراحهم في اليوم التالي متذرعين ب"خطأ"، لكن ليس بدون امرهم بعدم شرب الكحول وتدخين الحشيش كما روى مسيح البالغ من العمر 33 عاما. وقد طفح كيل الحكومة الجديدة من عملية الخطف هذه في وقت تتفاوض فيه منذ ثلاثة اشهر في المناطق القبلية بشأن اتفاقات سلام مع الطالبان الباكستانيين. وواشنطن التي لا تستسيغ هذه الفكرة تضاعف ضغوطها على اسلام اباد.

ولوح مسؤول كبير في الحكومة ب"التهديد" الاسلامي على المدينة فيما لوحت وسائل الاعلام الغربية ب"طلبنة" القوة النووية العسكرية المؤكدة الوحيدة في العالم الاسلامي. وقد شن الهجوم في 28 حزيران/يونيو في اقليم خيبر معقل باغ، ولم تطلق اي طلقة رصاص ووافق الاخير في غضون عشرة ايام على توقيع اتفاق سلام يعترف بموجبه بسلطة الدولة.

لكن بالرغم من اتفاق السلام يتساءل عدد كبير من السكان حول مدى ضمان امنهم في بيشاور. وقال زار علي خان الذي تعرض محله لبيع اشرطة فيديو في سوق نيشتراباد لاعتداء بالقنبلة في 2007 مما ادى الى مقتل احد موظفيه، "هذه العملية لم تكن سوى طلاء، فالحكومة تهاجم الاشرار لانها تريد اظهار قوتها". واكد ان الاعمال انهارت و"الزبائن يتملكهم الخوف".

وقد اختفت صور نجوم هوليوود التي كانت معلقة على الجدران في السوق القائم منذ عقود في ظل القلعة التي تضم القيادة العامة للقوات شبه العسكرية (فرونتير كوربس) القوية في المنطقة. وشن الطالبان المقربون من القاعدة هجمات غير مسبوقة، معظمها عمليات انتحارية، اوقعت اكثر من 1100 قتيل في البلاد في غضون سنة. كما يواصلون بقيادة بيعة الله محسود القريب من القاعدة بث الرعب في المناطق القبلية بدون ان تشن الحكومة هجوما كبيرا عليهم بالرغم من استياء واشنطن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف