هل باتت التهدئة طوق النجاة لأولمرت وحكومته فقط !!؟
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هل باتت التهدئة طوق النجاة لأولمرت وحكومته فقط !!؟
نجلاء عبد ربه من غزة: لم يكن معروفاً لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" منذ اليوم الأول للتهدئة التي دخلت يومها العشرين، أن إبرامها مع الجانب الإسرائيلي، يجب أن يكون تحت مظلة أكبر. فإسرائيل التي لطالما لعبت على وتر الوقت مع السلطة الفلسطينية منذ العام 1994، أي مع دخول القيادة الفلسطينية للضفة وقطاع غزة، هي ذاتها تختار الوقت مع حركة حماس لتتفرغ في حل معظم مشاكلها الداخلية، والإلتفاف للجبهات الأكثر سخونة ورعب.
فرئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت الذي يعاني من جملة إتهامات رشوه وإختلاس ويواجه القضاء الإسرائيلي في تحقيقات مختلفة، يريد إستغلال تلك الهدنة للوصول إلى حرية جنديه الأسير لدى ثلاثة فصائل فلسطينية، أهما حركة حماس، التي أبرم معها صفقة التهدئة، وأوهمها أن المعابر التجارية ستفتح أبوابها على مدار الساعة للفلسطينيين في قطاع غزة، وستدخل كافة السلع والمواد التموينية، وسيعود قطاع غزة إلى سابق عهده، إلا أن ما يحصل هنا بحسب وصف مراقبين ومحللين لإيلاف بـ "القطارة" .
وأتهمت حركة حماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم، إسرائيل بأنها " تضرب بعرض الحائط كل ما التزمت به أمام الجانب المصري في اتفاق التهدئة المتبادلة، ولم تطبق أي بند من بنودها بخصوص رفع الحصار ".
وقال "المعابر التجارية لقطاع غزة لم تفتح والحصار مستمر والخروقات الصهيونية تزداد يوما بعد يوم".
وأعترف برهوم أن الوضع على جميع الأصعدة "أسوأ ما يكون عليه بفعل التعنت الصهيوني، في حين أن الفصائل الفلسطينية التزمت بكل ما طلب منها وتابعت حركة "حماس" أخيراً مع مصر هذه الخروقات الصهيونية".
وبحسب عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح أشرف جمعة، فإن إسرائيل
تستغل التزام الفصائل الفلسطينية بالتهدئة في غزة، وتستفرد في الضفة الغربية ويستبيح ساحتها.
وقال جمعة لإيلاف "كان يجب أن تشمل التهدئة الضفة الغربية بالتزامن مع قطاع غزة"، وتوقعنا أن تقوم إسرائيل كعادتها بخرق واضح للتهدئة في الضفة الغربية، لإثارة وإستفزاز الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، للرد على تلك الخروقات".
الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة إيهاب الغصين قال إن "إسرائيل ما زالت تنتهك اتفاق التهدئة.. وإن الحصار قاس على المواطن الفلسطيني وإلى الآن يسبب الأزمات للمواطن الفلسطيني".
وأكد الغصين أنه حتى اللحظة لم يطرأ تحسن على الكميات وأنواع البضائع التي تدخل إلى قطاع غزة عبر المعابر التجارية والكميات البسيطة التي تدخل تشكل أزمة جديدة للفلسطينيين، موضحاً أن "حركة المعابر قد تخدع السامع بان تظهر وكأن هناك دخول مواد جديدة للقطاع وفي الحقيقة دخول هذه المواد بكميات بسيطة جدا تشكل أزمة جديدة للمواطنين الذين ينتظرون الفرج". وقالت إسرائيل اليوم، أن العمل سيستأنف في معابر قطاع غزة التجارية وذلك بنفس وتيرة الأيام السابقة لإدخال مواد غذائية وطبية وحبوب ومواد البناء.
من جانبه أكد المسؤول الإعلامي لإدارة المعابر بقطاع غزة محمد عدوان على أن إسرائيل تراوغ في فتح المعابر وما فتحها منذ بدء التهدئة إلا لعبة إعلامية مارسها الاحتلال على شعبنا أمام العالم, مشدداً على أن حركتها منذ سريان التهدئة غير مرضية على الإطلاق. وأضاف: "الاحتلال أشعر العالم بأنه فتح معابر القطاع المحاصر منذ عام, وأنه يدخل المواد ولكن يحسب كل ما يدخل بأنه بضائع, والصحيح أن هناك شاحنات تدخل هي فقط للمؤسسات الأهلية والإغاثية والاحتلال يحسب علينا هذه الشاحنات ويقول للعالم بأن البضائع تدخل".
وأشار الناطق باسم إدارة المعابر، أن الكميات البضائع الواردة لا تكفي بالحد الأدنى من احتياجات السوق، وهي تفاقم من الأزمة، وتلقي بالثقل على كاهل الحكومة المقالة التي تشكل لجنة لكل أزمة بعينها " كالوقود، والأسمنت، وغيرها من المواد التي تدخل مقلصة".
وقال عدوان "إن حركة المعابر منذ بدء التهدئة غير مرضية على الإطلاق، وأن البضائع المقلصة التي دخلت للقطاع حتى هذا اليوم لم تحل الأزمة بل زادت منها، لأنه بدخولها أصبحت هناك أولويات لدى الحكومة, مما قد يُشعر المواطن أن هناك محسوبيات ونحوه".
وتهدد إسرائيل بين الفينة والأخرى بإغلاق المعابر التجارية في حال سقوط قذائف صاروخية من قطاع غزة على المدن الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. وأغلقت المعابر ثلاثة مرات بذات الحجة.
وتقول إسرائيل أن الفلسطينيين هم الذين يخرقون التهدئة، سيما وأن التهدئة لم تشمل الضفة الغربية، وبالتالي يسمح لها، لإسرائيل العمل بما يحلو لها في الضفة.
وقال تاجر فلسطيني كبير يسكن قطاع غزة لـ إيلاف، إن الوضع هنا كما هو، فالأمر بيد إسرائيل التي تعودت على المماطلة، في ظل غياب رقابة دولية على كافة الإتفاقيات التي تبرمها إسرائيل مع الجانب الفلسطيني. واعترف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق أن إسرائيل سعت للتوصل إلى التهدئة مؤكدا أنها مصلحة إسرائيلية، وإلا ما سعت إسرائيل للتوصل إلى هذا الاتفاق. ولفت إلى أن عدم شمول الضفة الغربية اتفاق التهدئة هو "أحد عوامل عدم نجاحها وسريانها"، محذراً من تفجيرها. وقال "الأعمال الاستفزازية في الضفة ستكون لها انعكاساتها في غزة. ما حذرنا منه سابقا ثبتت صحته الآن لأنه لا يعقل أن يكون هناك عدوان وتصعيد ضد الأهالي في الضفة من دون أن يكون هناك رد فعل لها في غزة".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف