إختراق العلاقات السورية اللبنانية إنجاز لقمة المتوسط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الصحافة الفرنسية تبدي تشكيكا حول الأسد باريس، دمشق، بيروت: إعتبرت صحف لبنانية الإثنين أن الإتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية بين سوريا ولبنان للمرة الأولى في التاريخ، يمثل إنجازا كبيرا لقمة الإتحاد من اجل المتوسط، مشيرة إلى "تعثر" القمة في باقي الملفات. وقالت صحيفة "السفير" المقربة من المعارضة الى ان الابواب المغلقة بين دمشق وبيروت قد فتحت في باريس.
واضافت الصحيفة ان "انطلاقة الاتحاد من اجل المتوسط في باريس امس كانت مناسبة لانطلاقة جديدة في العلاقات اللبنانية السورية التي شهدت ما يمكن ان يطوي صفحة الاضطراب الذي ساد في الاعوام الثلاثة الماضية". واشارت السفير الى ان قمة الاتحاد من اجل المتوسط شهدت "تعثرا" في باقي الملفات وخصوصا في ملف السلام العربي الاسرائيلي.
وفي هذا السياق، كتبت الصحيفة "لم تخرج قمة باريس الاورو-متوسطية، امس، باكثر من الاعلان عن مغامرة سياسية واقتصادية جديدة"، مضيفة ان "الحلم الساركوزي باطلاق الاتحاد من اجل المتوسط قد يواجه المصير ذاته" وذلك "بعد 13 عاما على اخفاق عملية برشلونة التي تهاوت على اقدام الصراع العربي-الاسرائيلي".
وكتبت صحيفة "الديار" المعارضة "خطفت باريس الاضواء الدولية"، مشيرة الى "غياب لافت للولايات المتحدة" في ملف النزاع في الشرق الاوسط والملف اللبناني في مقابل "دور سوريا الايجابي" خلال قمة المتوسط هذه.
من جانبها، كتبت صحيفة النهار" القريبة من الموالاة المدعومة من الغرب والسعودية ومصر "نجح الرئيس ساركوزي امس في تحويل فكرته الى واقع ملموس من طريق اطلاق مشروع الاتحاد من اجل المتوسط". واشارت الصحيفة الى ان ساركوزي قصر اي دور عربي في المساعدة على تسوية الازمة السياسية السورية اللبنانية على قطر وسوريا دون ان يشرك الرئيس المصري حسني مبارك رغم انه رئيس مشارك في القمة.
خلاف إسرائيلي فلسطيني أدى لتعديل الإعلان بالقمة
صرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الإثنين أن خلافا في اللحظة الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين حول وصف الدولتين، أدى الى تعديل الاعلان الختامي لقمة الاتحاد من اجل المتوسط. وقال كوشنير ردا على سؤال لاذاعة "اوروبا 1" ان القمة التي اطلقت الاتحاد من اجل المتوسط كانت "حدثا رائعا" جرى "على خلفية من السلام".
الا انه عبر عن اسفه لان خلافا بين "الاسرائيليين والفلسطينيين شكل عقبة في اللحظة الاخيرة وفرض ادخال تعديل طفيف على الاعلان الختامي مجددا". وتابع وزير الخارجية الفرنسي "في اللحظة الاخيرة، وربما قبل نصف ساعة، فشلنا حول كلمة واحدة"، موضحا ان هذه الكلمة تتعلق "بالدولة +القومية+ والديموقراطية". واوضح كوشنير ان "القومية تنطوي على صعوبة مرتبطة بعودة اللاجئين الفلسطينيين ودولة يهودية او غير يهودية. باختصار هذا الامر (ادراج توصيف الدولتين في الاعلان الختامي) لم يتم".
ولا يتحدث الشق السياسي من الاعلان الختامي عن هذا المفهوم بشكل مباشر بل يكتفي بالاشارة الى اجتماع لشبونة الذي عقد في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 وعملية انابوليس (الولايات المتحدة) التي اطلقت في الشهر نفسه.
وينص الاعلان الذي نشر في ختام المؤتمر الاوروبي المتوسطي في لشبونة في الخامس والسادس من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على ان "تمهد المحادثات الثنائية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية الطريق (لاقامة) دولتين قوميتين". اما اعلان انابوليس الذي صدر في 27 تشرين الثاني/نوفمبر فيكتفي بالاشارة الى "هدف التوصل الى اقامة دولتين، اسرائيل وفلسطين".
الاسد في باريس، اعتراف بمركزية دور سوريا
من جهة ثانية قالت صحيفة "الثورة" السورية الرسمية في افتتاحيتها الاثنين ان زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى فرنسا تشكل "اقرارا" بدور سوريا المركزي في الشرق الاوسط.
وكتبت الصحيفة "هذا اقرار دولي من شخصية عالمية مرموقة ومعنية ليس فقط بدور سوريا في المنطقة .. بل بحاجة المجتمع الدولي لهذا الدور. لقد اقتضى الخروج بالمنطقة من المآزق التي تمر بها البحث عن الدور السوري". وشارك الرئيس السوري بشار الاسد الاحد في اطلاق الاتحاد من اجل المتوسط بحضور اربعين من قادة الاتحاد الاوروبي وحوض المتوسط.
واشارت الصحيفة الى ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اشار خلال لقائه الاسد الى "التعويل على جهود الرئيس الاسد لايجاد حل سياسي للتوتر القائم بين الغرب وايران حول ملفها النووي". واضافت الصحيفة انه بعد لقاءات الاسد في باريس مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وقادة تركيا ولبنان وقطر وقبرص "تظهر بوضوح ان سوريا على موعد مع انطلاقة اعرض في العمل السياسي الدبلوماسي في المنطقة.. ولا سيما انها تقود العمل العربي المشترك بصفتها رئيسة القمة العربية".
من جهتها، وصفت صحيفة "البعث" لسان الحزب الحاكم في سوريا الرئيس بشار الاسد بانه كان نجم قمة الاتحاد من اجل المتوسط. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها "منذ ان تم الاعلان عن زيارة الرئيس الاسد الى باريس، كثرت التحليلات والتفاسير ونشط التأويل حول الزيارة ونجاحها والنتائج التي ستترتب عليها، وربما لم تحظ زيارة (..) من الاهتمام الاعلامي والسياسي مثلما حظيت به هذه الزيارة".