توتر ثم هدوء في العلاقات الإيطالية الإسبانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من روما: استعادت العلاقات الإيطالية الإسبانية هدوئها بعد توترات ترجعنا بالذاكرة الى ما حصل بين هذين البلدين الأوروبيين، قبل شهرين تقريباً. ويعود السبب في هذه التوترات الى مقتل سائحة إيطالية، جراء اغتصابها وقتلها خنقاً، في منتجع سياحي يطل على ساحل كوستا برافا جنوب إسبانيا. وتدخلت وزارة الخارجية الإيطالية لتهدئة الأوضاع بين روما وحكومة إقليم كاتالونيا عقب مطالبة الأخيرة بتقديم اعتذار رسمي على اتهامات إسبانية فارغة من الصحة. هكذا، تم تقويض جدل كاد أن يؤدي الى إشعال أزمة جديدة نتيجة اتهام "خوان بوادا" وكيل وزارة الداخلية الإسبانية، في إقليم كاتالونيا، الحكومة الإيطالية بوقوفها وراء ما أثارته الصحف الإيطالية من ضجة على خلفية التحقيقات المتعلقة بمقتل السائحة الإيطالية. لا بل أن بعض وسائل الإعلام هنا دعت وكالات السفر الى قطع العلاقات مع كاتالونيا كون الأخيرة مخصصة للترفيه والانتعاش وليست غابة للغدر بالسائحات الأجنبيات بعد اغتصابهن.
مرة أخرى، يتدخل فرانكو فراتيني، وزير الخارجية الإيطالية، لإطفاء نار التوتر بالماء الباردة. مع ذلك، يشير فراتيني الى أن الاتهامات الإسبانية غير مقبولة مجبراً بالتالي حكومة كاتالونيا على سحب ادعاءاتها الخاطئة. وسرعان ما تحول هذا الجدل الى صدام ديبلوماسي بين روما ومدريد. فانتقادات حكومة كاتالونيا صنفتها روما بتدخل وقح في الشؤون الإيطالية الداخلية. لذلك، فان هذا التصرف الإسباني لا يمت بصلة بأي مفهوم صداقة مع ايطاليا ورئيس وزرائها الحالي. وتجاوزت روما خط الدفاع كي تهدد إسبانيا باللجوء الى مبادرات أكثر تناسباً مع الوضع، في ضوء الحملة الهجومية التي قادتها إسبانيا فجأة، في حال لم تتلقى روما توضيحات فورية واعتذاراً رسمياً من سلطات كاتالونيا المختصة.
ويأتي الرد الإيطالي قاسياً نظراً لارتفاع عدد السياح الإيطاليين بإقليم كاتالونيا. فوزارة الخارجية الإيطالية مسؤولة مباشرة عن حماية الإيطاليين في الخارج ولن تتأخر عن دعوة الإيطاليين الى عدم التوجه الى كاتالونيا في حال واصلت أيدي القتلة الشاذين حصد أرواح إيطالية أخرى. قبل مقتل السائحة الإيطالية، تم تسجيل حادثتين متعلقتين بسائحتين هولندية وبريطانية لقيتا حتفهما انتحاراً دون معرفة الأسباب الحقيقية لذلك.