قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: يتجه حزب الله هذا الأسبوع لتحقيق هدفه الذي تمسك به طويلا وهو الإفراج عن سجناء لبنانيين في اسرائيل مما يعضد موقف الجماعة التي تدعمها ايران والتي خرجت من معاركها في الآونة الأخيرة أقوى من ذي قبل.وبعد عامين من صموده في حرب دامت 34 يوما أمام اسرائيل دعم حزب الله جناحه العسكري وهزم خصومه المدعومين من الولايات المتحدة في لبنان في تحد لواشنطن التي تعتبره جماعة ارهابية وذراعا لايران. ويسعى حزب الله الآن للمصالحة مع خصومه في لبنان على أمل تهدئة التوترات العرقية التي أشعلتها سيطرته على بيروت في مايو آيار. وقد تمثل هذه الخصومة تهديدا للجماعة الشيعية ولبنان اذا تركت دون علاج.ويقول اندرو اكسوم الباحث في جماعة مقرها كينجز كوليدج في لندن "لم يضعف حزب الله جراء حرب عام 2006 والمعارك السياسية التالية في بيروت بل خرج اقوى من ذي قبل." وبالنسبة لايران فان مكانة جماعة حزب الله التي تأسست بمساعدة الحرس الثوري الايراني في عام 1982 تعتبر رصيدا كبيرا لها في المواجهة مع الولايات المتحدة وقوى اخرى بشان طموحاتها النووية ونفوذها في الشرق الاوسط.وجدد حزب الله ترسانته ووسعها منذ حرب عام 2006. ويقدر انه تلقى مساعدات عكسرية وغيرها من المساعدات من ايران بمليارات الدولار وينظر لقواته على انها احدى القوات الأشد بأسا في المنطقة رغم اغتيال قائدها العسكري عماد مغنية في فبراير شباط الماضي. واستعان حزب الله بجانب من قوته العسكرية للضغط على الشارع في بيروت وسيطر لفترة وجيزة على المناطق المسلمة في العاصمة ليفرض فعليا شروطه لإنهاء صراع سياسي دام 18 شهرا مع الائتلاف الحاكم.وقال سليمان تقي الدين الذي يكتب عمودا بصحيفة السفير التي تبدي تعاطفا مع تحالف المعارضة الذي يقوده حزب الله "حزب الله بات الان مطمئنا ان السلطة في لبنان لا تستطيع ان تأخذ أي قرارات ضده وان موقعه سيكون مضمونا من المؤسسة العسكرية ومن السلطة في الداخل." ولبى الاتفاق الذي تم التوصل اليه بوساطة قطرية إثر اقتتال في الشوارع المطالب الرئيسية لحزب الله وحلفائه محققا نصرا داخليا للجماعة التي يدين لها بالولاء اغلبية الشيعة الذين يمثلون اكبر طائفة في البلاد.غير ان تسوية الدوحة نحت جانبا الكثير من القضايا التي هي في لب الصراع في لبنان ومنها قضية سلاح حزب الله. وبعد ان تحررت الجماعة من ضغوط اجنبية ومحلية لنزع سلاحها ليس هناك من يتوقع ان تتخلي عنه في وقت قرب. لكن مع تنامي العداء الطائفي لأسوأ حالاته منذ الحرب الاهلية التي دارت من عام 1975 الى عام 1990 قال نبيل بو منصف الذي يكتب عمودا في صحيفة النهار الموالية للائتلاف الحاكم ان تزايد قوة حزب الله يمثل تهديدا لمكانة الجماعة على المدى المتوسط. وأضاف "التركيبة اللبنانية لا تحتمل منتصرين باستمرار وخاسرين باستمرار. حزب الله نقطة ضعفه الان هي في قوته.. كلما كان قويا في السلاح كلما كان ضعيفا في الداخل لانه يثير مخاوف الجميع حتى حلفائه. السلاح في لبنان يثير الخوف ويستدرج السلاح."وفي مسعى لتخفيف حدة التوتر اكد حسن نصر الله زعيم حزب الله على الحاجة للمصالحة مع خصومه ومن ابرزهم السياسي السني سعد الحريري. وحاول نصر الله ان يستغل عملية تبادل السجناء مع اسرائيل المتوقع ان تجري يوم الاربعاء كمناسبة لتحقيق تقارب في الداخل ووصفها بانها "انجاز وطني".وتطلق اسرائيل سراح خمسة لبنانين يقول حزب الله انهم اخر سجناء لبنانيين مقابل جنديين اسرائيليين اسرا في غارة عبر الحدود كانت الشرارة التي قادت لاندلاع الحرب في عام 2006. ويعتقد ان الجنديين توفيا وان كان حزب الله لم يعلن ذلك.وقال نصر الله انها "مناسبة وطنية جامعة موحدة وفرصة للم شمل واللقاء مجددا." غير ان المصالحة الكاملة تتطلب دعم الحريري ومسانديه في الخارج ومن بينهم السعودية. وربما لا ترى المملكة ان الميل الجديد في ميزان القوى في لبنان في صالحها خشية امتداد النفوذ الايراني بين الاقلية الشيعية في المملكة.ورغم تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان في الاسبوع الماضي بعد أسابيع من المشاحنات لازالت التوترات العرقية مستعرة. ويقول دونالد كير نائب مدير المخابرات الامريكية "تحركات حزب الله في اوائل مايو اشعلت الشارع السني في لبنان وساهمت في تصعيد كبير للتوترات الطائفية."وأضاف في كلمة امام معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني في 29 مايو آيار "شهد لبنان تزايدا لاعادة التسلح بين جميع الطوائف خلال العام الماضي او على مدى فترة اطول.. واحداث اوائل مايو ستعزز هذا الاتجاه دون شك." وتابع "المستقبل في لبنان غير واضح."