دول عدة تحذر من عواقب اصدار مذكرة توقيف البشير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نيقوسيا:حذرت دول عدة الثلاثاء من احتمال تدهور الوضع في دارفور بعد طلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية من قضاة المحكمة اصدار مذكرة توقيف في حق الرئيس السوداني عمر البشير، في وقت بدت واشنطن حذرة. وعبرت الصين، المستثمر البارز في السودان والمتهمة بتزويد نظام الخرطوم بالسلاح، رسميا عن "قلقها".
تشاد: المجتمع الدولي ادرك حجم المأساة في دارفور وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية ليو جيانشاو بالقول ان "الاجراءات التي تتخذها المحكمة الجنائية الدولية يفترض ان تساهم في استقرار الوضع في السودان وفي تسوية مناسبة لمشاكل دارفور وليس العكس".
ودعا مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو الاثنين قضاة المحكمة الى اصدار مذكرة توقيف في حق البشير بتهمة "الابادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب" في دارفور.
وانتقدت ايران بدورها طلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية. وقال وزير الخارجية منوشهر متكي، بحسب ما اوردت وكالة الانباء الطلابية (ايسنا)، "ان التحرك الانتقائي للمحكمة ليس مرضيا".
واضاف "ان كل ضغوط من المنظمات الدولية على الحكومة السودانية غير مجدية وليس من شأنها سوى تعقيد الوضع بدلا من تسويته".
ورأى المندوب الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين "ان على جميع الاطراف بما فيها السودان وكذلك الامم المتحدة (...) ان تتحلى بضبط النفس وايجاد حلول تساعد شعب السودان وتسوي ازمة دارفور".
واضاف لوكالة فرانس برس ان اعضاء مجلس الامن الدولي يشعرون "بقلق بالغ" اثر طلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، متوقعا ان يبدي مجلس الامن رايا في هذا الموضوع.
وحذر احمد ابو الغيط، وزير خارجية مصر الحدودية مع السودان، الثلاثاء من "خطورة التعامل غير المسؤول" مع الاوضاع في السودان، معتبرا ان ذلك قد يؤدي الى زعزعة الاستقرار الامني والسياسي فيه وفي اقليم دارفور خصوصا.
في المقابل، قالت السلطات التشادية في بيان ان "المجتمع الدولي ادرك حجم مأساة" دارفور بعد طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية اصدار مذكرة توقيف في حق الرئيس السوداني.
وجاء في البيان "ان تشاد الضحية المباشرة وغير المباشرة لسياسة البشير العدوانية، تلاحظ ان المجتمع الدولي ادرك حجم الماساة التي يعانيها اهالي دارفور وتشاد والمنطقة".
واضاف ان اتهام المحكمة "يأتي لتأكيد عدالة شكاوى تشاد ضد النظام السوداني".
واستمرت واشنطن لليوم الثاني على حذرها. وقال الرئيس الاميركي جورج بوش الثلاثاء انه ينتظر تداعيات مذكرة التوقيف في حق البشير قبل اعلان موقفه، محذرا الاخير من تعريض نفسه لمزيد من العقوبات اذا لم يبد نوايا طيبة بشان دارفور.
وقال بوش في مؤتمر صحافي في البيت الابيض "لسنا عضوا في المحكمة الجنائية الدولية وسنرى ما هي النتائج".
ودعت فرنسا من جهتها الخرطوم الى القيام "بمبادرة" تجاه المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الامن الدولي تقضي بتسليم مسؤولين سودانيين اثنين مطلوبين.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية اريك شوفالييه "ان اي بادرة من السلطات السودانية تتماشى وقرارات المحكمة هي موضع تقييم ايجابي".
وكانت المحكمة الجنائية الدولية اصدرت مذكرتي توقيف في حق وزير الشؤون الانسانية السوداني احمد هارون واحد قادة ميليشيات الجنجويد المؤيدة للحكومة علي كشيب في ايار/مايو 2007 بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور.
الا ان الخرطوم تنفي اي صلاحية للمحكمة الجنائية الدولية. وقد رفضت تسليم المسؤولين المذكورين كما رفضت كل الاتهامات الموجهة الى البشير.
وشككت جنوب افريقيا من جهتها بما صدر عن مورينو اوكامبو. وقال مساعد وزير الخارجية عزيز باهاد امام صحافيين في بريتوريا "ان هذا الاجراء سيتطلب اشهرا وحتى ان تم فما الذي سيجري؟"، مضيفا "لا يمكن توقيف البشير. من سيتولى توقيفه؟".
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء الحكومة السودانية الى التعاون الكامل مع الامم المتحدة وتأمين الحماية لنحو 16 الف عامل انساني دولي موجودين حاليا في السودان.
واكد بان كي مون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في ختام لقائهما في برلين ان "قرارات المحكمة الجنائية الدولية واستقلاليتها يجب ان تحترم".
من ناحيتها، اكدت ميركل ان "احدا لا يجب ان يشكك في استقلالية المحكمة"، مشددة على وجوب تحقيق تقدم على طريق حل النزاع الدائر في دارفور.
في هذا الوقت، بدأت الامم المتحدة اجلاء موظفيها غير الاساسيين من دارفور الثلاثاء وسط مخاوف من حصول اعمال انتقامية.