أخبار

الحرب قد تندلع في جورجيا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

موسكو: على سفوح تلال كثيفة الأشجار حيث يراقب أفراد قوات جورجيا وقوات الإنفصاليين بعضهم بعضا من خلال عدسات بنادقهم يمكن أن يؤدي مستصغر الشرر الى نشوب حرب. في الاسبوع الماضي تصاعد احتجاز أربعة جنود جورجيين في منطقة اوسيتيا الجنوبية المنشقة بسرعة الى أزمة. وهددت جورجيا بشن هجوم على الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا وردا على هذا أرسلت موسكو طائرات مقاتلة الى المجال الجوي لجورجيا "لتهدئة الرؤوس الساخنة في تفليس."

وتقول حكومة جورجيا الموالية للغرب وزعماء الانفصاليين والكرملين انهم لا يريدون حربا. لكن في ظل بلوغ التوترات مستوى لم يسبق له مثيل فمن الممكن أن يجدوا أنفسهم رهينة للاحداث على الارض.

وقال سفانتي كورنيل الخبير في شؤون جورجيا بمعهد سياسات الامن والتنمية وهو مؤسسة بحثية مقرها ستوكهولم "كأن أحدهم قال (يستطيع شخصان مسلحان بالبنادق بدء حرب في هذه الاماكن اذا عقدا العزم على القيام بهذا)." وتخلصت منطقتا اوسيتيا الجنوبية وابخازيا المنشقتان على جورجيا وكلتاهما على السفوح الجنوبية لجبال القوقاز من السيطرة الجورجية في حروب انفصالية في التسعينيات وهي الفترة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي وتديران شؤونهما الان بمساعدة من روسيا.

وتفاقم الصراعان ليتحولا الى خلاف دولي يستقطب روسيا من جانب والولايات المتحدة التي تريد انضمام جورجيا الى حلف شمال الاطلسي من جانب اخر. وتتنافس موسكو وواشنطن على النفوذ في جورجيا الدولة السوفيتية السابقة التي توجد بها خطوط الانابيب الوحيدة التي تضخ الغاز والنفط من بحر قزوين للاسواق العالمية دون المرور عبر روسيا.

وتجتمع على أرض الواقع في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا كميات هائلة من الاسلحة فضلا عن عدم الثقة المتأصل الى جانب سلاسل غير واضحة من القيادة بالاضافة الى الافتقار الى أي خط جبهة واضح لتخلق كل هذه العوامل منطقة قابلة للاشتعال.

والنقطتان الاكثر قابلية للاشتعال في ابخازيا هما منطقتا جالي وزوجديدي وتقعان على جانبي الحدود التي فرضها الانفصاليون كأمر واقع مع جورجيا. ولقي أربعة أشخاص حتفهم في انفجار قنبلة في مقهى بجالي هذا الشهر أنحى الانفصاليون باللائمة فيه على جورجيا. فالاسلحة في كل مكان وليست في أيدي أفراد قوات الامن الرسمية فحسب.

وقال رسلان كيشماريا المسؤول الانفصالي البارز في منطقة جالي لرويترز "دفنا الاسلحة في أي مكان أتيح لنا... ليس هناك عائلة واحدة على الارجح لا تملك بندقيتين او ثلاثا مخبأة في مكان ما. مشحمة ومنظفة وجاهزة." ويقول بعض المراقبين ان الجماعات المسلحة غير النظامية التي قاتلت على الجانب الجورجي في حرب التسعينيات وعرفت باسماء مثل "اخوة الغابة" و" الفيالق البيضاء" نشطت مجددا منذ بدء هذا العام.

واوسيتيا الجنوبية اكثر قابلية للاضطرابات. فهي منطقة مختلطة وغير مرتبة من الجيوب التابعة للجورجيين والانفصاليين متغيرة الحدود وفي الغالب تفصلها بضعة أمتار عن بعضها بعضا. وتحيط أراض يسيطر عليها الانفصاليون بقرية تامارشيني التي يسكنها الجورجيون العرقيون من ثلاثة جوانب.

وتقوم قوات الامن الجورجية المزودة بأسلحة غربية الصنع بدوريات على مرأى من نقطة تفتيش تابعة لاوسيتيا وعرض سكان محليون على مراسل رويترز اثار الاعيرة النارية التي تحملها منازلهم بسبب تبادل اطلاق النيران أثناء الليل.

كما تقوم قوات روسية بدوريات في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا في اطار قوة لحفظ السلام. ويقول دبلوماسيون انها تقوم بعمل معقول في ابعاد الجانبين عن بعضهما بعضا لكنها لا تعمل بفاعلية كاملة لان جورجيا تعتبرها طرفا في الصراع. وتضم قوات حفظ السلام في ابخازيا وحدة من كتيبة فوستوك وهي قوة مؤلفة من جنود شيشان. وأثار هذا غضب جورجيا حيث ان مقاتلين من الشيشان قاتلوا الى جانب ابخازيا في الحرب الانفصالية.

ومنذ عام 2006 يعقد قادة من ابخازيا وجورجيا اجتماعات أسبوعية على خط وقف اطلاق النار وكانت هذه الاجتماعات بمثابة صمام أمان للقضايا الامنية. والاجتماعات معلقة حاليا. وذكرت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات وهي مؤسسة بحثية مقرها بروكسل في تقرير هذا العام أنه "مع دخول الخلاف بين جورجيا وروسيا مرحلة جديدة تنطوي على مواجهة خطيرة يتنامى خطر نشوب حرب في جنوب القوقاز." وأضافت "يمكن أن يؤثر عمل استفزازي محلي أو حادث في حسابات جميع الاطراف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف