هروب رئيس الهلال الاحمر العراقي الى الخارج

أٍسامة مهدي من لندن : كشف النقاب في بغداد اليوم عن هروب رئيس هيئة الهلال الاحمر العراقي سعيد اسماعيل حقي الى خارج البلاد على خلفية اتهامه بقضية اختلاس بعد ان عجزت السلطات العراقية عن تنفيذ امر القبض الصادر ضده لانه يحمل جواز سفر أميركياً .. فيما حال تدخل مسؤول بوزارة الداخلية دون تنفيذ امر القبض ضد نائب رئيس الهيئة عدنان الكاظمي.
وقال مصدر في هيئة الهلال الاحمر العراقي ان المسؤولين متهمان بقضايا تتعلق بالفساد المالي والاداري حيث أصدرت محكمة التحقيق المركزية في بغداد "الكرخ" أمري قبض ضدهما في السابع من الشهر الحالي استنادا الى المادة 340 من قانون العقوبات العراقي المتعلق باختلاس اموال الدولة. واضاف ان الاجهزة التنفيذية اعتذرت عن تنفيذ أمر القبض الصادر ضد رئيس الهيئة سعيد اسماعيل حقي اثناء وجوده في مطار بغداد الدولي هذا الاسبوع كونه يحمل الجنسية الاميركية ما اتاح له فرصة الهرب الى خارج العراق . وابلغ المصدر صحيفة "الصباح" البغدادية ان الكاظمي نائب رئيس الهيئة قد حضر السبت الماضي الى مقر هيئة الهلال الاحمر بمنطقة المنصور وسط العاصمة ومعه حوالي أربعين عنصرا من افراد حمايته ورئيس الهيئة تقلهم ثمان عجلات رباعية الدفع جميعهم مدججون بالسلاح وقاموا بمصادرة اجهزة الحاسوب والهواتف النقالة للموظفين وحاولوا سحب الوثائق والمستندات الخاصة بعمل الهلال الاحمر الا ان مديرة الحسابات والامين العام للهيئة أبلغاهم بأن جميع الوثائق أودعت في دائرة الرقابة المالية.
واشار المصدر الى ان العملية تمت بمساعدة ضابط أمن الهيئة الذي يدعي انه ضابط في وزارة الداخلية برتبة رائد مع مساعده اضافة الى مدير الدائرة القانونية في الهيئة ومساعدي سعيد الذين تواروا عن الانظار جميعاً بعد ذلك. واضاف ان مفارز من الشرطة والاستخبارات كانت بانتظار خروج نائب رئيس الهيئة عدنان الكاظمي من مقر هيئة الهلال الاحمر في منطقة المنصور يوم الاحد الماضي لتنفيذ امر القبض بحقه واوقفوا موكبه وقاموا بتجريد أفراد حمايته من العتاد لكن الكاظمي ومدير الدائرة القانونية اتصلا على الفور بأحد المسؤولين في وزارة الداخلية الذي أمر ضباط المفرزة بعدم تنفيذ الامر واخلاء سبيل المتهم.
وناشد المصدر رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الداخليةمباشر وفتح تحقيق في القضية ومحاسبة كل من أسهم بعرقلة تنفيذ أوامر القبض فضلا عن مفاتحة الشرطة الدولية "الانتربول" وهيئة النزاهة لاستقدام رئيس هيئة الهلال الاحمر وفسح المجال أمام السلطات القضائية لاخذ دورها في تطبيق القانون من منطلق "لا أحد فوق القانون" كما قال .