"إرسال بيرنز لسويسرا غير مرتبط بصواريخ إيران"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن:نفت الولايات المتحدة بشكل مطلق أن يكون قرار إرسال ممثل من قبلها لحضور الاجتماع الذي سيضم منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خفيير سولانا، وكبير مفاوضي الملف النووي الإيراني، سعيد جليلي في سويسرا السبت "مرتبطاً بأي شكل من الأشكال" بما أعلنته إيران مؤخراً من تجارب صاروخية.
وقال مصدر مطلع رفض الكشف عن اسمه إن الرئيس الأميركي، جورج بوش، وافق شخصياً على إرسال بيرنز، مضيفاً أن اللقاء كان محدداً منذ فترة سبقت إجراء طهران مناوراتها الصاروخية. وأضاف المصدر أن الهدف من القرار هو تأكيد رغبة الولايات المتحدة بمنح المسار الدبلوماسي الهادف لإقناع إيران بوقف جهودها لتخصيب اليورانيوم وتطوير برنامجها النووي الفرصة الكافية.
غير أنه شدد على أن الخطوة تهدف أيضاً إلى تذكير إيران بأنها قد تواجه عواقب وخيمة، مثل إنزال المزيد من العقوبات بحقها، إذا رفضت الحوافز الأوروبية. ونفى المصدر أن يكون بيرنز بصدد عقد لقاءات ثنائية مع جليلي، وأكد أن الوفد الأميركي سيكون تحت قيادة سولانا، وأنه لن يشارك في المفاوضات بحد ذاتها، بل سيكتفي بالمراقبة.
أثارت إيران أجواء تفاؤلية الأربعاء، حيال ما قد ينجم عن الاجتماع المرتقب لكبير مفاوضي ملفها النووي، سعيد جليلي، ومنسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، في سويسرا السبت، وذلك لمناقشة رد طهران على عرض الحوافز الذي تقدم به الاتحاد الأوروبي بهدف إقناعها بالتخلي عن بعض أوجه برنامجها النووي.
وبرزت بالمقابل تطورات غير منتظرة، في مقدمتها الإعلان عن احتمال أن يعقد الاجتماع الأوروبي - الإيراني، بحضور ممثل عن الولايات المتحدة، هو وكيل وزارة الخارجية، نيكولاس بيرنز، في حين ذكر وزير الخارجية التركية، علي باباجان، أن نظيره الإيراني، منوشهر متكي، سيقصد أنقرة لمناقشة هذه الملف قريباً، في إشارة إلى دور تركي محتمل.
وأعرب عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني، جواد كريمي قدوسي، عن تفاؤله حيال المباحثات التي ستجري في 19 يوليو/تموز الجاري بين جليلي وسولانا، معربا عن أمله في أن "يصار إلى الدفاع عن موقف إيران بأفضل وجه."
وأضاف قدوسي إن الشعب الإيراني: "من أنصار التعامل السلمي، ولا مكان للطبيعة للعدوانية في حضارتنا العريقة،" مضيفاً أن التجربة "أظهرت على مدى التاريخ أن منطق الشعب الإيراني البارز هو المنتصر دوما،" وأنه "صمد أمام الغطرسة والتهديد والحظر وكان له أداء منطقي في هذا المجال."
بالمقابل، أبدت طهران انفتاحها على الحوار مع الولايات المتحدة، وقال المتحدث باسم الحكومة، غلام حسين إلهام إن بلاده" بوصفها قوه كبيره، مستعدة للحوار والتعامل مع دول العالم،" وان هذا الحوار "ليس من منطلق الحاجة والانفعال."
وأكد إلهام بأن إيران: "أصبحت اليوم قوة هامة ومصيرية في المنطقة،" وأضاف أن إجراء المباحثات مع أميركا هو سياسة وتوجه عام يجب توافر متطلباته وظروفه، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية.
من جهتها، أوردت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية للأنباء أن وزير الخارجية التركي، علي باباجان، صرّح أن زيارة نظيره الإيراني، منوشهر متكي، إلى أنقرة الجمعة تهدف إلى "متابعة الموضوع النووي."
وأفادت ال وكالة أن بابا جان، الذي أعلن النبأ في تصريح تلفزيوني قال: "نحن نعتقد بأن المفاوضات هي أفضل الطرق الممكنة لتسوية الموضوع النووي الإيراني ".
وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قد أعلن في الخامس من يوليو/ تموز الحالي أن تركيا، التي تتوسط حاليا في إجراء محادثات بين سوريا وإسرائيل، من الممكن أن تقوم قريبا بوساطة أيضا بين إيران والاتحاد الأوروبي بشان الموضوع النووي الإيراني.
وكان مصدر مسؤول في الإدارة الأميركية قد كشف الثلاثاء أن مبعوثاً أميركياً سيلتقي بكبير مفاوضي إيران في المفاوضات النووية، في نهاية الأسبوع. وذكر المصدر أن وكيل وزارة الخارجية الأميركية، ويليام بيرنز، سيصاحب الوفد الأوروبي في الاجتماع المحدد سلفاً مع سعيد جليلي في سويسرا، وفق المصدر.
وسيقود الوفد الأوروبي، منسق الشؤون الخارجية بالإتحاد الأوروبي، خافير سولانا، طبقاً للمصدر، الذي قال إن اللقاء الأميركي الإيراني حادثة فردية.
وأوضح المصدر أن بيرنز لن يجري لقاءً منفصلاً بجليلي، بل سيشارك في المفاوضات الثنائية والإستماع إلى الجانب الإيراني، وللتشديد على الموقف الأميركي بضرورة تعليق الجمهورية الإسلامية لبرنامج تخصيب اليورانيوم قبيل بدء المفاوضات.
وعلى الجانب الإيراني، شدد الرئيس محمود أحمدي نجاد، على الدور الإيراني على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفق وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" الثلاثاء. وتحدث أحمدي نجاد خلال مقابلة تلفزيونية عن "وقائع" سيتحدث خلال الأشهر المقبلة، ستحول مكانه بلاده إلى مستوى يستحيل معه تجاهل الجمهورية الإسلامية"، وفق إرنا.
ولم يكشف الرئيس الإيراني خلال حديثه عن تلك الوقائع.
وحول الموقف الأميركي تجاه إيران والتطورات الإقليمية، قال نجاد إن مقاومة الشعب الإيراني بشأ، ملفه النووي ستدفع بأي حكومة أمريكية جديدة للحد من تدخلاتها.
وحول إعلان أميركا النظر في إقامة مكتب رعاية في إيران، نفى نجاد استلام طلب أمريكي في هذا الشأن مضيفاً: "إذا قدم الطلب رسمياً فاننا سندرسه."
وتتهم الولايات المتحدة، ودولاً غربية أخرى، إيران بالسعي، وعبر برنامجها النووي، لإمتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية مؤكدة أن برنامجها سلمي ولأغراض مدنية.
وبلغ التوتر أوجه بين الجانبين، بادرت خلاله إيران بالقيام بمناورات عسكرية وإجراء تجارب صاروخية في استعراض للقوة للتلويح محذرة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل من مغبة مهاجمتها.