زيمبابوي: المعارضة قد توقع اتفاقا لمحادثات اولية

هاراري: قال مسوؤلون بالمعارضة ان حزب المعارضة الرئيسي في زيمبابوي قد يوقع على اتفاق يوم الاثنين لبدء محادثات جوهرية مع حزب الرئيس روبرت موجابي بشأن انهاء مأزق سياسي فاقم الازمة الاقتصادية الطاحنة التي تتعرض لها البلاد بالفعل سوءا. وجاءت هذه الانفراجة بعد ان اقترح ثابو مبيكي رئيس جنوب افريقيا تشكيل فريق من الهيئات الاقليمية الافريقية والامم المتحدة لمساعدته في الوساطة من أجل حل الازمة المتفاقمة في زيمبابوي.وجاء في بيان اطلعت عليه رويترز يوم السبت ان مبيكي اقترح اثناء الاجتماع الذي عقد يوم الجمعة تشكيل فريق يمثل الاتحاد الافريقي وجماعة تنمية الجنوب الافريقي (سادك) والامم المتحدة يشترك معه في جهود تعزيز حوار بين الاطراف المتحاربة في زيمبابوي. ورفضت حركة التغيير الديمقراطي وهي حركة المعارضة الرئيسية في زيمبابوي الاعتراف بفوز الرئيس روبرت موجابي الكاسح في انتخابات الاعادة المثيرة للجدل التي جرت يوم 27 يونيو حزيران بعد انسحاب زعيمها مورجان تسفانجيراي من هذه الجولة بسبب اعمال العنف التي ترتكبها ميليشيا الحزب الحاكم.وأضعف المأزق الناجم عن ذلك من امال وقف الانهيار الاقتصادي الذي أجبر البنك المركزي على طرح أوراق بنكنوت من فئة 100 مليار دولار زيمبابوي وهو ما يكفي بالكاد لشراء رغيفين من الخبز في معركة يائسة لمكافحة معدل التضخم الرهيب. وفي رسالة علنية لمؤيديه قال تسفانجيراي ان تشكيل الفريق الجديد يمثل خطوة ايجابية. وكان تسفانجيراي قد طالب في السابق بأن ينضم مبعوث الاتحاد الافريقي الى جهود الوساطة قبل ان توافق حركة التغيير الديمقراطي على الدخول في محادثات بشأن قضايا جوهرية.وقال "نرحب بتعيين مجموعة مرجعية من افارقة بارزين سيعملون مع الرئيس مبيكي والاطراف الرئيسية في زيمبابوي من اجل التوصل الى حل عن طريق التفاوض للازمة في زيمبابوي." وقال مسؤولون بالمعارضة ان تسفانجيراي اشار الى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جون بينج الذي اجتمع معه في هاراري يوم السبت الى انه سيكون مستعدا للتوقيع على مسودة مذكرة تفاهم خلال الايام القليلة القادمة.وتحدد مذكرة التفاهم الخطوط العريضة لاجراء مفاوضات جوهرية بين حزب الاتحاد الوطني الافريقي الزيمبابوي-الجبهة الوطنية الحاكم الذي يتزعمه موجابي والمعارضة وكان تسفانجيراي قد رفض التوقيع عليها يوم الخميس. وقال مسؤول رفض ان يتم الكشف عن هويته بسبب حساسية المحادثات "ما نفهمه هو انه (تسفانجيراي) اشار الى (مسؤول) الاتحاد الافريقي بانه مستعد الان للمشاركة في محادثات وان من المرجح التوقيع على مذكرة التفاهم يوم الاثنين."واضاف "ارادت حركة التغيير الديمقراطي مشاركة مباشرة من الاتحاد الافريقي في الوساطة وحصلنا على هذا الان...واذا لم يطرأ شيء كبير فان التوقيع قد يتم الاثنين او الثلاثاء."ولم يرد اي تصريح فوري من موجابي او حزبه الحاكم او بينج ولكن من المتوقع ان يجتمع بينج مع رئيس زيمبابوي في وقت لاحق لاجراء مناقشات. ويتوسط مبيكي في محادثات تمهيدية بين مسؤولين من حزب الاتحاد الوطني الافريقي الزيمبابوي- الجبهة الوطنية الحاكم وحركة التغيير الديمقراطي لحل الازمة لكن منتقدين يقولون انه فشل في تحقيق أي تقدم وانه منحاز لموجابي باسلوبه الدبلوماسي المتساهل.وفاز تسفانجيراي في الجولة الاولى من انتخابات الرئاسة التي جرت يوم 29 مارس اذار لكن النتائج الرسمية أظهرت انه فشل في الحصول على اغلبية مطلقة مما ترتب عليه اجراء جولة اعادة. وتصر حركة التغيير الديمقراطي على ان تسفانجيراي حقق الفوز في المرة الاولى. ويعاني شعب زيمبابوي من نقص مزمن في اللحوم والذرة والوقود وغيرها من السلع الاساسية بسبب انهيار اقتصاد كان مزدهرا يوما فيما يلقي البعض باللائمة فيه على سياسات الرئيس روبرت موجابي بما فيها الاستيلاء بالقوة على مزارع البيض.وأعلن جيديون جونو محافظ البنك المركزي يوم الاربعاء أن معدل التضخم تجاوز 2.2 مليون في المئة لكن بعض الاقتصاديين يقولون انه أعلى من ذلك بكثير.وفي خبر نشرته صحيفة هيرالد الرسمية يوم السبت قال جونو ان البنك المركزي في زيمبابوي سيطرح ورقة بنكنوت جديدة فئة 100 مليار دولار لمساعدة المستهلكين الذي يضطرون حاليا لحمل كميات ضخمة من أوراق النقد حتى لدى ابرام صفقات بسيطة. وكان السعر الرسمي لدولار زيمبابوي هو 30 ألفا مقابل الدولار الامريكي قبل تخفيف قواعد الصرف في الاونة الاخيرة ليجري تداوله الان بسعر نحو 800 مليون دولار زيمبابوي مقابل الدولار الامريكي الواحد.