الحكومة الهندية تواجه إقتراعا صعبا بالثقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نيودلهي: تواجه حكومة مانموهان سينغ رئيس الوزراء الهندي في البرلمان يوم الثلاثاء إقتراعا صعبا بالثقة قد يحدد مصير إتفاق نووي مع الولايات المتحدة وقد يؤدي إلى إجراء انتخابات مبكرة. ويضع اقتراع الثقة الائتلاف الحاكم بقيادة حزب المؤتمر المؤيد للاتفاق النووي في مواجهة الشيوعيين وائتلاف معارض يقوده حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي.
ويصعب التنبؤ بنتيجة اقتراع الثلاثاء وسط محاولات محمومة تبذل في اللحظة الأخيرة لكسب أصوات أحزاب اقليمية وطائفية صغيرة. ويتوقع المستثمرون فوز الحكومة بفارق ضئيل. وساعد هذا الشعور الاسهم في استعادة توازنها بعد سلسلة من الخسائر وارتفع مؤشر الاسهم الرئيسي أكثر من عشرة في المئة خلال اخر ثلاثة ايام للتعامل كما ارتفع أيضا 1.3 في المئة الساعة 50 .10 صباح الثلاثاء (0520 بتوقيت غرينتش).
وفي حالة سقوط الحكومة الائتلافية التي يرأسها حزب المؤتمر من شبه المؤكد ان تشهد الهند انتخابات مبكرة هذا العام كما من المرجح ان يؤدي ذلك الى الغاء الاتفاق النووي المدني مع الولايات المتحدة ويدخل السياسة الاقتصادية للبلاد في حالة من عدم اليقين مع ارتفاع التضخم الى مستويات خطرة لم تشهدها البلاد منذ 13 عاما.
والارقام في تقلب مستمر وتقول الصحف وقنوات التلفزيون الرئيسية ان القرار سيحسم لصالح الحكومة بفارق صوتين الى أربعة أصوات في البرلمان الذي يضم 543 عضوا لكنها قالت ايضا ان عددا من أعضاء البرلمان لم يحسم أمره بعد.
وافتتح رئيس الوزراء الهندي اجراءات الاقتراع بالثقة يوم الاثنين بالقاء خطاب مقتضب في البرلمان وسيقدم دفاعا شاملا عن الاتفاق النووي وعن سجل حكومته قبل اقتراع اليوم. ولدى وصوله الى مقر البرلمان يوم الثلاثاء رفع رئيس الوزراء الهندي يده بعلامة النصر مبتسما لليوم الثاني على التوالي.
ويسمح الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة للهند بالحصول على تكنولوجيا ووقود نووي أجنبي وهو ما ينطوي على استثمارات تقدر بنحو 40 مليار دولار خلال الخمسة عشر عاما القادمة. لكن الشيوعيين سحبوا تأييدهم للحكومة في البرلمان احتجاجا على الاتفاق الذي يقولون انه سيجعل الهند تابعا لواشنطن. اما حزب بهاراتيا جاناتا فيرى ان الاتفاق يقيد قدرة الهند على اجراء تجارب على السلاح النووي.
ونظرا لتقارب الاصوات بين الائتلاف الحاكم والمعارضة في الاقتراع الذي يجري اليوم الثلاثاء حرصت الحكومة على نقل نواب مرضى لها في البرلمان جوا وعلى مقاعد متحركة كما أمرت باطلاق مؤقت لسراح عدد في السجون لارتكاب جرائم منها القتل والاحراق العمد.
ومع تواصل نقاش يوم الاثنين في البرلمان ساد شعور بالحماس صفوف نواب الحكومة الذين ظلوا يرفعون ايديهم بعلامات النصر وقد علت وجوههم ابتسامات عريضة. وأقر أحد نواب المعارضة بأن الحكومة "قد تشق طريقها بصعوبة بفارق خمسة او ستة أصوات." لكن نقص الانضباط الحزبي والاتفاقات التي تبرم أسفل الطاولة تجعل النتيجة غير مضمونة.
وستعزز هزيمة حكومة الهند الائتلافية موقف حزب بهاراتيا جاناتا المعارض الذي كسب عددا من انتخابات الولايات هذا العام وسط ارتفاع متواصل للتضخم وانتقادات بان الملايين من فقراء الهند لا يستفيدون من الازدهار الحالي للاقتصاد. ويمسك بكفتي الميزان عدد من الاحزاب الاقليمية والطائفية الصغيرة التي لا يعرف تحديدا كيف ستصوت في اقتراع يوم الثلاثاء. وتجري عملية الاقتراع الكترونيا في وقت لاحق يوم الثلاثاء.